افتقدت معظم الاتحادات الرياضية، خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، إلى منشآت خاصة بها، سواء أكانت ملاعب مفتوحة أو صالات مغلقة، ما اضطرها إلى الاستعانة أو استئجار مرافق من مدارس وزارة التربية لإجراء مباريات مسابقاتها الموسمية وتدريبات المنتخبات.
كما عانت معظم الأندية، خصوصاً غير الجماهيرية، من نقص في منشآتها وملاعبها، علما أن مسابقات كرة القدم كانت تقام على ملاعب بأرضيات رملية ومدرجات خشبية ومندون إضاءة حتى 1973، حيث تمت زراعة أرضية ملعب كاظمة بالنجيل الطبيعي، ليكون أول نادٍ في البلاد يشهد ذلك.
بعدها، تم تشييد 4 استادات كرة قدم، للمرة الأولى، في أندية القادسية والعربي وكاظمة والكويت.
وطوال تلك الفترة ورغم النقص الشديد في المنشآت والملاعب، إلا أن الرياضة حققت إنجازات غير مسبوقة على مستوى الألعاب كافة وهيمنت على معظم البطولات الخليجية ونافست بقوة عربياً وآسيوياً.
كانت الرياضة، في تلك الأيام، تُمارس «من أجل الرياضة»، وشهدنا تنافساً شريفاً بين الأندية، مع التنويه إلى أن الاتحادات كافة كانت تُدار في تلك الفترة، من قبل رياضيين يعدون من أبناء لعبهم، وكانوا أشخاصاً مختصين وكفاءات إدارية على درجة عالية من الاحترام والتقدير وأصحاب شخصية وقيادة جاؤوا وتطوعوا لخدمة الرياضة وتطويرها ورفع المستوى الفني للاعب والمدرب والحكم وخلق بيئة نظيفة، بعيداً عن المصالح الشخصية وخلق «موالات كرتونية» تتغير وفق المصالح الشخصية.
آنذاك أيضاً، كانت الدولة تهتم وترعى الرياضة وتضعها ضمن أولوياتها واهتماماتها، وكانت الجمعيات العمومية للأندية تختار الأصلح والأكفأ، وليس تبعاً للولاءات، وبالتالي لم نشهد إداريين على شاكلة «من يملك أصواتاً أكثر في العموميات وينفذ الأوامر والتوجيهات ويسمع الكلام».
كانت الملاعب «متروسة» بالجماهير وكانت النفوس والعلاقات «طيبة»، مهما اختلفت وجهات النظر، وعندما كانت تبرز خلافات بين الرياضيين، كانت المسألة برمتها تنتهي بزيارة ودية و«تجمع رياضي»، فـ«يطيح الحطب»، في الوقت الذي يتحرك فيه الوزير المعني وتتفاعل اللجنة الأولمبية وتستنفر الاتحادات وتراقب الجمعيات العمومية الوضع وتحاسب لإيقاف أي تأثير على مسار الرياضة.
اليوم... عندما فقدنا كل هذه الإيجابيات، وجدنا الفرق وتلمسنا الخلل.
في الواقع، نحن بحاجة إلى روح وتعاون ومحبة وفكر وتخطيط و«انتماء زمان» حتى نبني رياضتنا بعيداً عن المشاحنات والولاءات والخوف والمصالح الشخصية والانتخابية والنفاق الإعلامي.