«ديلويت»: لم يعد أمامها سوى التيقُّظ وإعادة صياغة إستراتيجياتها

«كورونا» يُفرمل طموحات... البنوك

18 نوفمبر 2020 10:00 م

أكدت «ديلويت» أنه في غضون أسابيع قليلة فقط، تمكن كورونا من فرملة الخطوات الطموحة التي كانت المؤسسات المالية تخطوها، وأنه لم يعد أمام البنوك سوى التيقُّظ وإعادة صياغة إستراتيجيات استمرارية العمل لديها في ظل توقعات تشير إلى استمرار تهديدات هذا الوباء، والى أجواء عدم اليقين الناجمة عنه في المستقبل المنظور.

واستشرفت «ديلويت» في دراسة جديدة لها بعنوان «اتجاهات التكنولوجيات المتطورة»، مستقبل البنوك في الشرق الأوسط على ضوء التكنولوجيات الجديدة التي بدأت تمد الجسور للعالم نحو المستقبل، في وقت تسعى لمواكبة التوجهات التكنولوجية المتصاعدة لتعزيز عملياتها التشغيلية والارتقاء بخدماتها لعملائها.

وأشارت إلى بوادر تلوح في الأفق، تبعث على الاطمئنان حول استجابة المؤسسات المالية والنقدية في العالم للظروف السائدة، وأنه من المبكر توقع كيف ستستقر هذه الاستجابات في الأسواق، وهل ستحفز قطاع الأعمال والخدمات المالية للعودة إلى وضعه الطبيعي.

4 تقنيات

وركزت «ديلويت» على مجموعة من التقنيات، التي يمضي قطاع الخدمات المالية قدماً وسريعاً في تبنيها، بهدف الحفاظ على التنافسية في بيئة العمل الصعبة الراهنة، شملت التالي:

1) الحوسبة السحابية: تستطيع المصارف خفض تكاليف تخزين البيانات من خلال توفير النفقات الرأسمالية والنفقات التشغيلية، وضمان حماية بيانات العملاء، بالاستفادة من الخدمات القائمة على السحابة، التي تعدّ أداة أساسية لنموذج تقديم الخدمات لأنها تتيح بلوغ فرص تجارية جديدة والوصول إلى قنوات خدمات جديدة.

2) الذكاء الاصطناعي والتقنيات المعرفية: أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من بيئة الأعمال، ويعيد ابتكار النظام البيئي للبنوك، ويعزز عملية اتخاذ القرار، ويثري تجربة العملاء، ويحسن الكفاءة التشغيلية اعتماداً على زيادة مستوى الأتمتة واستخدام الأنظمة الديناميكية.

ويوفر الذكاء الاصطناعي رقابة إستراتيجية لاستخلاص القيمة من البيانات، وهو أمر ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى نظراً لتدفق البيانات من مجموعة واسعة من المصادر.

3) التقنية المالية: حددت شركات التقنية المالية اتجاه التغيير وشكله ووتيرته في جميع القطاعات الفرعية المصرفية تقريباً، في غضون سنوات قليلة، إذ يتوقع العملاء الآن الحصول على مختلف الخدمات المالية الرقمية بسلاسة، وموافقات سريعة على القروض، وتحويلات مالية من شخص لآخر من دون رسوم.

4) تقنية سلسلة الكتل البيانية والسجل الموزَّع: تم تصميم تقنية «بلوك تشين» وتقنية السجل الموزَّع المرتبطة بها، وهي قاعدة بيانات يتم الاحتفاظ بها وتحديثها بشكل مستقل من قِبل كل مشارك في عقدة أو شبكة كبيرة، بتوزيع فريد من نوعه، إذ لا يتم توصيل السجلات المختلفة بعُقد من طرف سلطة مركزية، بل يتم بناؤها بشكل مستقل وحفظها من طرف كل عُقد، كحل بسيط ولكنه ذكي في تتبع عملة «البيتكوين» المشفرة المتداولة.

التقنيات تسهّل التعافي

خلص الشريك المسؤول عن قطاع استشارات المؤسسات المالية في «ديلويت الشرق الأوسط»، خالد حلمي، إلى أنه يتعين على البنوك حالياً أن تدرس جدّياً الاحتياجات الفورية لعملائها إلى جانب الآثار المتعددة للمخاطر التشغيلية والمالية والتشريعية، والامتثال لها على المدى القريب والقصير والمتوسط.

وأضاف «لعل المصارف التي تبنت تقنيات اليوم أصبحت في وضع أفضل لمواجهة هذه الأزمة وتسهيل العودة السريعة لحالة التعافي»، مؤكداً أن التبني السريع لهذه التقنيات، الآن أكثر من أي وقت مضى، سيمكّن القطاع من التعافي والازدهار من تبعات «كورونا».