يقول دوستويفسكي في «الجريمة والعقاب»: «الخطأ شيء رائع... لأنه يؤدي إلى الحقيقة».
لكن ماذا لو كان الخطأ يقود إلى خطأ آخر وآخر، وابتعاد عن الصواب وكذلك عن الحقيقة.
فالخطأ لا يقود إلى الحقيقة إلا إن كان سينبه إلى الصواب.
ليس فقط لأنه كسر لقاعدة أخلاقية. بل لأنه لا حقيقة تكمن في الخطأ.
الحقائق مثل عليا مطلقة مصدرها العقل وفي العقل حكمة الأخلاق.
بينما الخطأ يصدر عن النفس. وإن كان العقل يخطط له.
لكن النفس تنبئ به وتشتهيه ثم تأمر العقل بأن يكون عبداً لها فيخطط ويدبر للخطأ.
فلا يصدر الخطأ من عقل سليم.
لكن يصدر من عقل ضعف وتخاذل، فأصبح خادماً لشهوات النفس ومنها الطمع والأنانية والمصالح... وغيرها.
إذاً، الحقيقة لا تأتي من الخطأ لوحده.
بل فقط حين يشير إلى الصواب.
العالم يتطور بالتكنولوجيا والابتكارات الصناعية، لكنه لا يتحضر مدنياً في ما يخص حقوق الإنسان وكرامته وحرياته والعدالة والمساواة الإنسانية.
العالم يتزايد بالتكاثر، لكنه يتشتت ويتفرق بالانفصال الاجتماعي الذي تسببت به مواقع التواصل.
التي خلّفت أصدقاء افتراضيين، وعالماً وهمياً من خدع وزيف وكذب ونفاق.
لذا، من المنطقي الاشتغال على ما يؤثر فيك ويحفزك، ويقدح شرارة إلهامك.
اشتغل على ماله تأثير عليك وفيك.
توافه وصوارف الأمور عديدة.
ابقَ مع المهم والثابت غير المتغير.
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: لكل شيء صناعة... وصناعة العقل حسن الاختيار.
ويقول ديفيد ماكو لوغ: لا تتسلق الجبال ليراك العالم.
بل تسلقها كي ترى أنت العالم.
ومضة أحتاج أن أعترف بكل... كل شيء.
لا لكاهن ولا قسيس أو إمام مسجد...بل لطفل طفل بريء يبيع ذرة مشوية أو طفل تركه أهله على كوبري يبيع المناديل، بينما يحل الواجبات أو طفل حافي القدمين عند الإشارة يمسح زجاج السيارات أو طفل يبيع الكعك الساخن عند مفترق طرق.