قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، بزيارة لإسطنبول، تمحورت على «الحرية الدينية» من دون أن تتضمن أي لقاءات مع المسؤولين الأتراك، رغم تأكيده أنه يريد «إقناعهم» بوقف تحركاتهم «العدائية».
بدأ بومبيو زيارته التي أثار برنامجها انتقادات أنقرة، بلقاء بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنيسة الارثوذكسية، في حي الفاتح. وأوقد شمعة في كنيسة القديس جاورجيوس، قبل أن يقوم بجولة في مسجد رستم باشا القريب.
وبرفقة زوجته والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، التقى بومبيو في فندقه، بالقاصد الرسولي في تركيا بول راسل.
وقال مسؤول أميركي «هناك بالتأكيد أمور يمكننا مناقشتها» في مجال الحرية الدينية، منتقدا ضمنيا أداء تركيا.
واحتجت مجموعة صغيرة من المتظاهرين بدعوة من جمعية قومية، قرب مقر البطريركية على زيارة بومبيو ورددوا «يانكي (أيها الأميركي)، عد الى بلادك».
وعبرت الخارجية التركية عن امتعاضها من برنامج الزيارة، مؤكدة أن الحرية الدينية «محمية»، و«سيكون من المناسب أكثر لواشنطن أن تنظر في المرآة وتفكر بالعنصرية ومعاداة الاسلام وجرائم الحقد على أراضيها».
وتجازف واشنطن بالتالي بفتح جبهة جديدة في حين أن العلاقات الثنائية تعاني أساساً من نقاط خلاف عدة، خصوصاً وأن مجيء بومبيو أتى على خلفية هفوة ديبلوماسية، فوزير الخارجية أراد فقط زيارة إسطنبول لرؤية البطريرك ولم يكن مستعداً للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إلا أن يحضرا الى المدينة من دون أن يضطر للتوجه الى العاصمة أنقرة. وبعد مشاورات مكثفة، بدا أن لقاء قد يكون ممكناً، لكن المساعي فشلت في نهاية المطاف.والواقع هو أن بومبيو لم يناقش خلال زيارته مع السلطات، الخلافات الكثيرة التي عددها الاثنين في ختام لقاء عقده في باريس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وقال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «أمضينا الكثير من الوقت في مناقشة تصرفات تركيا الأخيرة واتفقنا على أنها عدوانية للغاية، ويجب على أوروبا والولايات المتحدة العمل معاً لإقناع أردوغان بأنّ مثل هذه الأعمال لا تصبّ في مصلحة شعبه».
ووصل بومبيو إلى إسطنبول قادماً من باريس، في إطار جولة تشمل 7 دول.