أفادت مصادر استخباراتية غربية، بأن عبدالله أحمد عبدالله، المسؤول الثاني في «تنظيم القاعدة» والذي «اغتيل سرّاً» في طهران، «شرع قبيل اغتياله في أغسطس الماضي في التخطيط لتدبير هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في العالم».
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن المصادر، أن «عملية اغتيال أبو محمد المصري كانت ثمرة عملية استخباراتية استمر الاعداد لها نحو عام، ونفذت من دون أي عوائق».
وفيما أشارت القناة الـ 12 إلى أن منفذي العملية هما من جهاز «الموساد»، رجحت القناة الـ13 أنهما «عميلان أجنبيان يعملان لمصلحة إسرائيل».
وأشارت القناة الـ13 إلى احتمال تنفيذ عمليات اغتيال مماثلة ضد «قيادات إرهابية» في طهران، في آخر أسابيع ولاية حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واعتبر محللون أمنيون، أن الاغتيال «يحمل رسائل موجهة إلى إيران، ومن بينها أن الحرب الخفية على البرنامج النووي، مستمرة، وأن القادم أعظم».
وأشار محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رونين بيرغمان، إلى «استنتاجات منها أن إيران تستضيف قياديين في القاعدة رغم عدائها للتنظيم، وذلك لسببين: الأول، الرغبة في التنسيق والتعاون في هجمات ضد أعداء مشتركين، بينهم الولايات المتحدة وإسرائيل، والثاني، التيقن من أن التنظيم لا ينفذ هجمات ضد إيران أو مصالحها».
وحسب بيرغمان، فإن «مشكلة إيران بعدم الكشف عن الاغتيال، ليست موجهة للخارج، وإنما الداخل... ماذا ستقول للشعب؟ وماذا ستقول لجيران أبو محمد المصري الذين اكتشفوا فجأة أن المؤرخ اللبناني الشيعي اللطيف (كما بدا أنه كان يعرف نفسه لهم) هو عملياً نائب زعيم القائدة»؟ أما الاستنتاج الثاني، بحسب بيرغمان، فهو أن «للاستخبارات الإسرائيلية اختراق عميق للغاية داخل أجهزة الاستخبارات والجيش والأمن الإيرانية، وهو النوع نفسه من الاختراق الذي سمح للموساد بتفجير المنشأة النووية في ناتانز، قبل أشهر... ولذلك فإن إمكانية العثور على المصري وبعد ذلك اغتياله، تعبر عن القدرات الاستخباراتية العملانية غير المألوفة للموساد التي وُضعت في خدمة أميركا».
ويشير الاستنتاج الثالث إلى «احتمالات بأن عمليات الإثارة الكبرى، قادمة».
واعتبر المراسل العسكري لـ«يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشواع، أن «الاغتيال يبعث رسالة إلى إدارة جو بايدن، حول مدى أهمية إسرائيل للأنشطة في الشرق الأوسط».
ويرى المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم» يوآف ليمور، أن «الرسالة في كشف العملية موجهة لجهات عدة: القاعدة وإيران وأي جهة راديكالية في المنطقة».
وأشار إلى أن «التعاون بين الموساد وأجهزة الاستخبارات الأميركية ليس استثنائياً... ومنذ 15 عاماً ينطبق أيضاً على قضايا عملانية مختلفة. والمثالان الأبرز، زرع الدودة الإلكترونية - ستاكينت - في منظومة أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، واغتيال القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية، في دمشق عام 2008».
وأضاف ليمور أن «الموساد أثبت قدرة عملانية مثيرة للإعجاب في الأراضي الإيرانية، بدءاً من اغتيال علماء نوويين، وحتى تفجير منشأة ناتانز، في يونيو الماضي».
لكن ليمور استبعد الادعاء بأن يكون «ابو محمد المصري» قد انشغل قبيل اغتياله بالإعداد لهجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حول العالم.
في السياق، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن 4 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، تأكيدهم صحة تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» عن ان «الولايات المتحدة سلمت إسرائيل معلومات استخباراتية بشأن مكان تواجد المصري والاسم الذي كان يحمله خلال تواجده في إيران».
وبحسب المسؤولين، فإن «منفذي العملية من وحدة كيدون الإسرائيلية، المتخصصة في عمليات الاغتيال المهمة».
داخلياً، اتهم زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالوقوف خلف تسريب الأنباء بأن «الموساد اغتال أبو محمد المصري في إيران».
وقال إن «كل مراسل عسكري في إسرائيل يعرف أن أي خبر يتم تسريبه لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الشخص الذي يقف وراء ذلك مكتب نتنياهو».
وأشار ليبرمان، إلى أن «الهدف من التباهي والتفاخر، يتعلق بالمرتبة الأولى بالانتخابات الإسرائيلية، وضعف نتنياهو أمام حركة حماس»، مشدداً على ان «ليس لذلك علاقة بما يجري في شأن الانتخابات الرئاسية الأميركية».