مطالبات بتطوير المنطقة وإزالة التعديات والمخالفات الملوثة للبيئة

«عشيرج»... مقبرة للسفن!

8 نوفمبر 2020 10:00 م

- وليد الفاضل:
- فريق الغوص أزال عشرات السفن الغارقة ورفع مئات الأطنان من المخلفات في 10 سنوات
- ضعاف النفوس يشترون السفن السكراب ويقطعونها بالمنطقة ويبيعون حديدها بآلاف الدنانير
- التعديات بالجملة في ظل وجود مواقع الردم والورش والمصانع الملوثة للمنطقة
- ظاهر الصويان:
- لم يكن لقرية الصيادين تأثير سلبي على البيئة... مطلوب إعادة إنشائها مرة أخرى
- الهدف هو محاربة الصياد والمنتج المحلي أينما وجد وعرقلة عمله من دون معرفة الأسباب
- أكثر من 50 مجروراً للصرف تصب في "الجون" وتتسبب في التلوث ونفوق الأسماك

هل تحولت منطقة «عشيرج» إلى مقبرة للسفن الكبيرة والقوارب الصغيرة خاصة بعد أن كثرت بها الورش الصناعية وسكن العزابية والصيادين؟! سؤال يتبادر إلى ذهن كل من يمر بالمنطقة وتقع عيناه على التلوث البصري والبيئي، وسط سكراب من السفن بمختلف الأحجام والألوان.

وفي ظل الإهمال المستشري في المنطقة، تكثر المطالبات بضرورة تطويرها وإعادة تأهيلها واستغلالها الاستغلال الأمثل من خلال إنشاء قرية للصيادين بها، وإزالة التعديات والنفايات والمخلفات الملوثة للبيئة.

«الراي» جالت في المنطقة التي كانت حاضرة في الزمن القديم باعتبارها من أهم المناطق التي يستخرج منها الصخر لبناء بيوت الكويتيين، بينما أصبحت بعد تحرير الكويت من الغزو «قرية للصيادين»، إلى أن أتى القرار من المجلس البلدي بإزالة القرية وإعادة طرحها بمناقصة مرة أخرى، إلا أن وضع المنطقة لا يزال سيئاً، وفي حال يرثى لها، حيث تحتوي مختلف أنواع المخالفات البيئية، ناهيك عن التعديات، وسط غياب الجهات المختصة لحماية المنطقة بعد أن تحولت إلى «مقبرة للسفن».

وقال رئيس فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل «لقد ساهم والدي في إزالة الكثير من التعديات بحكم الخبرة التي يملكها مع فريق الغوص»، مشيراً إلى أن منطقة عشيرج من أهم المناطق وتقع على جون الكويت الذي يعتبر أكبر حاضنة أسماك في العالم بعد خليج المكسيك، كما أنه في الزمن القديم كان الكويتيون يأخذون منها الصخر لبناء بيوتهم.

وأوضح أنه في ظل التعديات بالجملة في المنطقة ووجود مواقع الردم والورش والمصانع التي تم إنشاؤها وتعدي الصيادين عليها ومخالفاتهم بها من خلال رمي الشباك والمخلفات في مياه الجون، فقد صدر قرار بإزالة «قرية الصيادين» في العام 2000 بقرار من المجلس البلدي لتعديها على البيئة البحرية لإيقاف المخالفات في المنطقة والذي نفذه رئيس لجنة الإزالات اللواء حمد البدر رحمه الله.

وأشار الفاضل إلى أن فريق الغوص الكويتي كان له دور مميز في إزالة التعديات حيث تمت إزالة 95 سفينة وقارباً كانت غارقة في جون الكويت، بالإضافة إلى ذلك فقد قام فريق الغوص بتنظيف الموقع من أكثر من 60 شبكة صيد ورفع مئات الأطنان من المخلفات والنفايات خلال 10 سنوات من عمل الفريق.

وأوضح أن منطقة عشيرج أصبحت مقبرة للسفن بسبب قيام بعض المتنفعين من ضعاف النفوس بشراء السفن والقوارب من «السكراب» عن طريق المزادات، حيث يقومون بتقطيعها في عشيرج وبيع الحديد المستخرج منها بآلاف الدنانير، مخلفين وراء هذا العمل التلوث والصدأ والنفايات التي تضر بالبيئة البحرية، من دون تحملهم المسؤولية في إزالتها بالإضافة إلى التلوث البصري للمنطقة.

وذكر الفاضل أن فريق الغوص اجتمع مع جهات حكومية عدة ذات صلة واقترح عليها إزالة السفن وتنظيف المنطقة، كما حصل سابقاً في إزالة السفن الغارقة من شاطئ جامعة الكويت في الشويخ، حيث تمت إزالة 30 سفينة في حينها عن طريق مناقصة وزارة المواصلات التي أزالت أيضاً 30 سفينة أخرى كبيرة الحجم.

وطالب بضرورة طرح مناقصة خاصة لتنظيف منطقة عشيرج من المخلفات والنفايات الضارة، داعياً إلى حماية البيئة البحرية عن طريق الجهات المختصة مثل المواصلات وهيئتي الزراعة والبيئة والبلدية وغيرها من الجهات الأخرى، لحماية عشيرج من هذا الكابوس والتشوه البصري والبيئي الذي أصابها لأكثر من 20 سنة ماضية من دون تحرك من الحكومة التي لم تحرك ساكناً.

بدوره، قال رئيس الاتحاد الكويتي للصيادين ظاهر الصويان إن منطقة عشيرج نموذجية لإعادة إنشاء قرية للصيادين، لافتاً إلى أن هذا المشروع تم تنفيذه بعد الغزو إلا أنه تمت إزالة القرية في العام 2000 على أن تطرح مرة أخرى ولم يحصل شيء حتى الآن.

وأوضح أن كل دول الخليج، باستثناء الكويت، لديها قرى للصيادين تحتوي جميع احتياجاتهم من ورش وأسواق وخدمات وغيرها لتكون عوناً للصيادين في عملهم وحماية للبيئة البحرية من التلوث، معتبراً أن الهدف هو «محاربة الصياد والمنتج المحلي أينما وجد وعرقلة عمله من دون معرفة الأسباب».

ونفى الصويان أن إزالة القرية القديمة كان بسبب التلوث، مؤكداً أن السفن والورش مازالت موجودة بعد مرور 20 عاماً على قرار الإزالة بالإضافة إلى القيام بإزالة حوالي 100 حظيرة أسماك في جون الكويت بالرغم أنها أُنشئت منذ قديم الزمان للصيد التقليدي، وليس لها تأثير على البيئة بأي شكل، ورغم ذلك تمت إزالتها، متسائلاً من المسؤول عن هذا التخبط في دعم الثروة السمكية؟ وأشار إلى وجود أكثر من 50 مجروراً تصب في جون الكويت في المجاري والمياه غير المعالجة، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك من فترة لأخرى، داعياً إلى تسليط الضوء الإعلامي على المنطقة وضرورة معالجة مشاكلها، لافتاً إلى أن مجارير الصرف هي المسبب الرئيسي للتلوث وليس قرية الصيادين التي تحمي العمل البحري وتوفر مكاناً لدعم النشاط، لكن ما يحدث من تلوث في المنطقة أدى إلى محاربة المنتج المحلي على حساب دعم المستورد من جميع الجهات والأنواع، ومع ضعف الرقابة التجارية والجمركية عليها أدى إلى دخول أردأ أنواع الأسماك المستوردة للكويت.

وطالب الصويان بعودة قرية الصيادين إلى منطقة عشيرج بالإضافة إلى إنشاء نقطة للصيادين في المهبولة والمنقف، وهذا التوجه موجود عند مجلس الوزراء حيث سيوفر في القرية أكثر من 15 خدمة للصيادين، إلا أن المشروع لايزال على طاولة مجلس الوزراء.



صالح المذن: «عشيرج» القديمة هي «الدوحة» حالياً

ذكر الباحث في التراث الكويتي صالح المذن أن عشيرج القديمة هي منطقة الدوحة حالياً والتي كانت تعتبر في الماضي من أهم المناطق التي يؤخذ منها صخور البناء، لاسيما بعد أن قامت الحكومة بمنع تكسير الصخر من بحر الديرة في القبلة وشرق بسبب كثرة الشكاوى من صيادي الأسماك «أهل الحظور»، حيث أثّر تكسير الحجارة على تلك الأماكن سلبياً بشكل كبير، وبالتالي على البيئة البحرية والثروة السمكية.