فنزويلا تنتعش مع إعادة فتح شواطئها

6 نوفمبر 2020 04:28 م
يبدو الفرح جليّا على وجه ليزيت التي تبيع مأكولات على شاطئ قريب من كراكاس، فعودة الحركة إلى القطاع السياحي في فنزويلا بعد سبعة أشهر من العزل العام تفتح أبواب الرزق لكثيرين من أمثال هذه البائعة.

يمرح بعض السابحين في مياه البحر الكاريبي على شاطئ أناريه على بعد نحو ساعة بالسيارة من كراكاس. وبمحاذاة الشاطئ، تقلي ليزيت بينتو فطائر محشوّة تُعرف باسم "إمباناداس".

وتقول ليزيت البالغة 53 عاما إن "إعادة فتح الشاطئ هي إنعاش عالم بكامله... وباب رزق للعائلة".

وكانت الأشهر السبعة الماضية صعبة جدّا عليها وعلى ابنتيها البالغتين 12 و18 عاما وحفيدتها التي هي في شهرها السادس. فقد قرّرت سلطات فنزويلا الغارقة في أزمة اقتصادية خانقة فرض تدابير عزل عام في مسعى إلى احتواء انتشار الفيروس.

واضطرت متاجر السلع غير الضرورية إلى إغلاق أبوابها وعانى القطاع السياحي ركودا، ما شكّل ضربة قاسية لفنزويليين كثيرين يعملون في دوائره غير النظامية.

وتوقّفت ليزيت عن العمل وتقلّصت عائداتها البسيطة وتدهورت أحوالها خلال الأشهر السبعة الماضية لدرجة لم يكن في مقدورها إطعام عائلتها سوى أرزّ مقلّي بسمنة.

ولم يعد المعاش التقاعدي لهذه الممرّضة السابقة يتخطّى أربعة دولارات في الشهر في بلد فاق فيه التضخّم الجامح نسبة 9500 % العام الماضي.

لكن في تشرين الأول/أكتوبر، في وقت فرضت بلدان كثيرة مجدّدا تدابير عزل عام، قرّرت الحكومة الفنزويلية "إعادة فتح" القطاع السياحي تدريجا مع اعتماد إجراءات إغلاق تحمل تسمية "7+7"، أي أسبوع من العزل "الصارم" يليه أسبوع من العزل "المخفّف" يمكن خلاله للمتاجر فتح أبوابها وللأشخاص ارتياد الشاطئ.

وأحصيت في البلد الذي يعدّ 30 مليون نسمة نحو 95 ألف إصابة بكوفيد-19، من بينها 800 وفاة وما زال الفيروس آخذا في التفشّي. غير أن المعارضة ومنظمات غير حكومية، من بينها "هيومن رايتس ووتش" تؤكّد من جهتها أن هذه الأرقام هي دون المستويات الفعلية بكثير.

ويشكّل فتح الشاطئ، حتّى لو كان ذلك لأسبوع واحد من كلّ اثنين، متنفسّا لليزيت التي تكسب "في يوم عمل سيء" قرابة 20 دولارا، بحسب ما تؤكّد.

من جانبه نيومار روميرو، بائع سابق لألواح ركوب الأمواج راح يصطاد السمك ويبيعه في ظلّ الوضع الراهن وهو يستبشر خيرا بهذه التدابير الجديدة.

ولديه كشك قبالة الشاطئ في أناريه يعمل فيه مع زوجته ويكسب منه نحو 300 دولار في الأسبوع. لكنّه يقرّ "في الأسبوع (الجيّد)، نكسب المال لكن في الأسبوع الثاني ننفق كلّ ما جنيناه لأننا لا نعمل".

وهو يؤكّد أن "من المستحيل ادّخار المال"، متطرّقا إلى إحدى أكبر المشاكل في البلد. ففي ظلّ انهيار العملة الوطنية والتضخّم المفرط الذي يطال حتّى الأسعار بالدولار، من الأفضل إنفاق المال اليوم لأن أحدا لا يدري ما قيمته غدا.

وهي أيضا حال أنخيليكا بيريز، وهي مدرّسة في السابعة والثلاثين من العمر تكسب أجرا إضافيا من بيع مأكولات لروّاد الشاطئ. فراتبها منخفض جدّا لدرجة أن طبقا واحدا تبيعه للسيّاح يوازي أجرها الشهري في المدرسة.

غير أن احتمال التوقّف عن التعليم غير وارد بالنسبة لها. وهي تقول "أحبّ عملي".

وتوافقها صديقتها روزيني ميدينا الرأي. وتأمل بائعة الحلويات هذه التخفيف من تدابير العزل العام لأن نظام "7+7" يسمح "بتأمين القوت لأسبوع واحد وليس للثاني".

لكنها تقرّ بأن إجراءات الوقاية المعتمدة للحدّ من انتشار الفيروس صائبة، إذ "لا بدّ من الاتقاء. فالمحفظة المليئة بالمال لن تشفيك من الفيروس".