الجمهوريون كذّبوا استطلاعات توقّعت تأثيراً سلبياً للرئيس عليهم

«توازن قوى» ثابت... في الكونغرس الأميركي

4 نوفمبر 2020 10:00 م

يتعيّن على الأعضاء الحاليين في الكونغرس الأميركي، سواء أكانوا يحتفلون بالفوز أم يلعقون جراح الهزيمة، أن يعملوا سريعاً على أولوية جديدة... تجنّب إغلاق الحكومة في ديسمبر المقبل.

وعاد مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ومجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديموقراطيون، أمس، إلى حالة الجمود نفسها التي منعت أي تحرك جديد منذ أبريل الماضي، لتحفيز الاقتصاد المتضرر من تفشي وباء «كوفيد - 19».

وسيظل الكونغرس بوضعه الراهن يعمل حتى أوائل يناير المقبل. وكان يعمل منذ الأول من أكتوبر على ميزانية موقتة يحل أجلها يوم 11 ديسمبر، وفشل مجلس الشيوخ في إقرار أي من 12 تشريعا للإنفاق ضرورياً لإدارة أنشطة الدولة.

ولا يملك أي من الحزبين الرئيسيين في الأسابيع الأخيرة من العام قوة دفع إذ لم تغير انتخابات الثلاثاء، توازن القوى في المجلسين.

وعلى المحك إنفاق تقديري للأغراض الدفاعية وغير الدفاعية قيمته 1.3 تريليون دولار. ولا يشمل ذلك برامج ضخمة مثل خطة معاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية وبرامج الرعاية الصحية الاتحادية للفقراء وكبار السن، كما لا يشمل تمويل الطوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة وأي أحداث أخرى غير متوقعة.

ويُظهر التاريخ أن الكونغرس عادة ما يتوصل لتسويات بشكل أكثر سلاسة بعد الانتخابات.

وشهدت البلاد إغلاقا جزئياً استمر لفترة قياسية من 22 ديسمبر 2018 إلى 25 يناير 2019 بعد أن فرض دونالد ترامب اتفاقاً جرت مناقشته ثم رفض الكونغرس طلب الرئيس الأميركي تخصيص 5.7 مليار دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وقد يمثل ذلك معضلة في ظل تفشي الجائحة إذ ستواجه الحكومة مشكلة تحديد من هم العاملون الأساسيون وغير الأساسيين وسط أزمة صحية.

وإلى جانب إقرار مشاريع قوانين الإنفاق سيتردد الحديث في أروقة الكونغرس عن حجم مشروع قانون «مساعدات كورونا» التالي وشكله. وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إن إقرار القانون سيتأجل حتى أوائل يناير.

وفي مجلس الشيوخ، انتزع الديموقراطيون مقعدين من الجمهوريين في كولورادو وأريزونا. لكن الجمهوريين ردوا بأن تغلبوا على سناتور ديموقراطي في ولاية ألاباما، مع الحفاظ على مقاعد نيابية بدت مهددة.

ومن ثم فإنهم كذبوا استطلاعات الرأي التي توقعت تأثيراً سلبياً لترامب على الجمهوريين الأكثر ضعفاً.

وأعيد انتخاب حليفين كبيرين للرئيس الجمهوري، هما ماكونيل والسيناتور عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام.

«لقد نجحنا!»، بهذه العبارة عبرت السيناتور الجمهورية عن ولاية آيوا جوني إرنست عن ارتياحها في تغريدة على «تويتر»، في حين أظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أنها في وضع ضعيف أمام منافستها الديموقراطية.

وفي سباق آخر محموم، قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية توم تيليس إنه حقق «نصرا تاريخيا».

يسيطر الجمهوريون حالياً على مجلس الشيوخ بغالبية 53 مقعداً من أصل 100. وشملت انتخابات الثلاثاء 35 مقعداً وكانت السيطرة على مجلس الشيوخ إحدى القضايا الحاسمة فيها.

يتعين على الديموقراطيين الفوز بأربعة مقاعد لاستعادة الغالبية في مجلس الشيوخ، أو بثلاثة إذا فاز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لأن نائبة الرئيس كامالا هاريس يمكن أن تصوت بعد ذلك، وفقاً للدستور، لدى حدوث تعادل بين الأصوات في المجلس.

وكانت المعارضة تأمل في الحصول على مقاعد عدة من الجمهوريين الذين بدوا في موقف ضعيف. لكن آمالها تبدّدت بالفعل في ولايات آيوا وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية.

وفي ولاية ماين، تقدمت السيناتور الجمهورية سوزان كولينز بفارق ست نقاط في منتصف الليل، بعد فرز أكثر من 65 في المئة من الأصوات.

ومع ذلك، كانت آمال الديموقراطيين ما زالت معلقة على هذه الولاية، وكذلك على جورجيا.

ونظّمت في هذه الولاية المحافظة انتخابات لمقعدين في مجلس الشيوخ في 3 نوفمبر. عن الأول، بدا أن السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته ديفيد بيرديو يتقدم على الديموقراطي جون أوسوف ليلة الثلاثاء - الأربعاء. لكن لم يعلن فوزه بعد.

وفي الانتخابات الفرعية الثانية، تأهل المرشح الديموقراطي رافائيل وارنوك للجولة الثانية ضد السيناتور الجمهورية المنتهية ولايتها كيلي لوفلر على أن تجرى في 5 يناير.

إذا تمكن الديموقراطيون من الفوز بمقعد ولاية مين أو جورجيا، بالإضافة إلى ولاية أريزونا، فإن السيطرة على مجلس الشيوخ يمكن أن تحسمها هذه الجولة الثانية من الانتخابات الفرعية في جورجيا.

وهزم الحاكم الديموقراطي السابق لكولورادو جون هيكنلوبر السيناتور الجمهوري الحالي كوري غاردنر في ولايته.

وفي ولاية أريزونا، هزم رائد الفضاء السابق مارك كيلي السيناتور الجمهورية والطيارة الحربية السابقة مارثا مكسالي التي كان عينها حاكم ولاية أريزونا أواخر 2018 لتحل محل جون ماكين بعد وفاته.

وهذا العسكري المتقاعد البالغ من العمر 56 عاما كان خدم سابقا في البحرية ووكالة الفضاء (ناسا) وذهب الى محطة الفضاء الدولية.

لكن في ولاية ألاباما المحافظة، فاز تومي توبرفيل، مدرب كرة القدم السابق، على السناتور الديموقراطي دوغ جونز.

في كارولينا الجنوبية، هزم السناتور المؤثر غراهام المرشح الديموقراطي حاييم هاريسون. في حين أن استطلاعات الرأي التي أعطت نتائج متقاربة بينهما والمبلغ القياسي الذي جمعه منافسه التقدمي الأميركي الأفريقي الذي يصغره بعشرين عاماً، جعلا غراهام يبدو في وضع صعب.

وأعيد انتخاب زعيم الغالبية الجمهورية ماكونيل بفارق مريح في ولايته كنتاكي. وقد تمكن هذا السياسي المحنك ذو الوجه الخالي من التعابير، في ظل دونالد ترامب، من الحصول على تأييد مجلس الشيوخ لتثبيت أكثر من 200 قاضٍ محافظ، بمن فيهم ثلاثة قضاة في المحكمة العليا. إذ إن لدى مجلس الشيوخ السلطة لتثبيت القضاة المعينين من قبل رئيس الولايات المتحدة.

وفي مجلس النواب، أعيد انتخاب الشابة الديموقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز بسهولة بدائرتها الانتخابية في نيويورك.

وقالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، إنها «فخورة» بفوز غالبيتها.

ويتم انتخاب أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 كل عامين.



دونا شلالا تخسر مقعدها

خسرتْ النائبة الأميركية الديموقراطية من أصل لبناني، دونا شلالا، والتي شغلت منصب وزيرة الصحة في فترة حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، مقعدها في فلوريدا بفارق ضئيل أمام المرشحة الجمهورية ماريا إلفيرا سالازار. وستمثل سالازار، وهي صحافية تلفزيونية سابقة من أصل كوبي، المنطقة الـ27 للكونغرس في فلوريدا، والتي تشمل ميامي والمجتمعات المحيطة في مقاطعة ميامي داد.