عقد مجلس الأمة الكويتي جلسته الأخيرة - منذ أيام - وانفض دور الانعقاد التكميلي الخامس، بعد أن أتم المجلس فترته بالكامل.
ما أشبه اليوم بالبارحة عندما أكد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله، في النطق السامي على الالتزام بالدستور، ودعا الناخبين إلى حسن الاختيار والولاء والفزعة للكويت، مستذكرين كلمات الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح طيب الله ثراه: (أعينوني بقوة وبحسن الاختيار).
بالفعل نحن بحاجة إلى مرشحين ذي نهج إستراتيجي للنهوض بالتنمية والإصلاح، ويعود أبناء الوطن إلى صناديق الاقتراع، ويزكي الشعب من يمثلهم في المجلس المقبل، فكلنا نهدف إلى الإصلاح وتفعيل دور المجلس الرقابي، ومحاسبة كل مقصر في أداء عمله، نحتاج إلى من يراقب ويشرّع ويحاسب ويطبق القانون من دون تمييز على الجميع.
والناخبون لهم دور كبير في محاسبة النائب ومراقبة ممارساته، كونه يعمل للمصلحة العامة وليس لفئة أو لمصالح شخصية.
ولذلك فإن حسن الاختيار هو مطلب وواجب وطني، لانتخاب أعضاء وطنيين ذي كفاءة والابتعاد عن الفئوية والانغلاق على طائفة أو حزب أو قبيلة، فالكويت هي كل ذلك، وليكون مجلساً قوياً وأميناً على مصالح الدولة والشعب.
وكذلك هناك دور آخر يقع على السلطة التنفيذية، في اختيار وزرائها من خلال معايير الكفاءة والصلاح والإخلاص، فنحن لا نحتاج إلى المحاصصة أو إرضاء طرف ما، بل نهدف إلى رجل دولة صاحب قرار وخطة ونهج، لا يهلع من تلويح أي نائب له بالاستجواب إن لم يرضخ لطلباته.
فالسلطتان التنفيذية والتشريعية مكوناتهما من أبناء الكويت، والتعاون بينهما صفة رائعة يجب التحلي بها، وهو مفتاح النجاح والتقدم، وجناحا النجاح كي يحلق رمز الكويت (الصقر) عالياً، وتتحقق لنا مصلحة الوطن والمواطن ومستقبل أبنائه.
بِفَضْل التَّعَاوُن أَرْسَت أُمَمٌ
صروحاً مِن الْمَجْد فَوْق القمم
فَلَمْ يبن مَجْد عَلَى فُرْقَةِ
وَلَن يَرْتَفِع بِاخْتِلَاف عَلم
مَعاً للمعالي يَداً بِالْيَد
نشِيد الْبِنَاء بِكُلّ الْهِمَم
فَمَبْدَأ التَّعَاوُن مِنْ دِينِنَا
بِهِ اللَّهُ بِمُحْكَمَات حكْم
فمدو أياديكم إخْوَتِي
نُعِيد بنَا مجدنا بشمم
وَكُلّ الْأَيَادِي إذَا اجْتَمَعَتْ
دَنَا الْمَجْد حَتْماً لَنَا وَاِبْتَسَم
بِغَيْر التَّعَاوُن لَن نرتقي
وَلَيْسَ لَنَا ذكر بَيْنَ الْأُمَم
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة والحمدلله رب العالمين.