«أمير التوراة» يواجه تدابير الجائحة ويصرّ على فتح المدارس الدينية

1 نوفمبر 2020 04:56 م

مع فرض الإغلاق الشامل في إسرائيل خلال مارس الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، ظهر مقطع فيديو لأحد أقوى الحاخامات اليهود في العالم، وإلى جانبه حفيده، يصرّ فيه على بقاء المدارس الدينية مفتوحة متجاهلاً فيروس كورونا المستجد.

كان الحاخام الذي ظهر في مقطع الفيديو هو حاييم كانيفسكي البالغ من العمر 92 عامًا والذي تحظى معرفته بالقانون اليهودي بالتبجيل، إلى درجة أن مريديه مقتنعون بضرورة الامتثال التام لأحكامه، وبعضهم يعرّفه بـ «سيدنا أمير التوراة».

وحوّل هذا الفيديو كانيفسكي وحفيده يعقوب البالغ من العمر 30 عامًا، وهو أيضاً كبير مستشاريه، إلى شخصيتين محوريتين في نقاش مضنٍ طوال فترة الوباء في اسرائيل.

ورأى الكثير من الإسرائيليين العلمانيين أن رفض اليهود المتشددين، أو «الحريديم»، احترام تدابير السلامة التي تفرضها الحكومة، ومنها إغلاق المدارس، يشكّل تقويضا لجهود احتواء الوباء في إسرائيل.

وفيما كانت إسرائيل تخرج من الإغلاق الشامل الثاني، تجاهل كانييفسكي التعليمات مرة أخرى، وتحدى علانية أوامر إغلاق المدارس.

ووصف مقال في صحيفة «جيروزاليم بوست» سلوك الحاخام بأنه عمل «خطير للغاية» واعتبره نوعاً من «العصيان المدني» غير المسبوق في تاريخ إسرائيل.

وتساءلت وسائل الإعلام الأخرى وكذلك فعل عدد من الخبراء عن السلطة التي تتيح لزعيم ديني غير منتخب الإقدام على تحدي التعليمات الإلزامية المتعلقة بالسلامة من دون عواقب.

في مقابلة نادرة في شقة الحاخام المتواضعة في مدينة بني براك التي يشكّل اليهود المتشددون «الحريديم» غالبية سكانها، قال يعقوب كانيفسكي لوكالة فرانس برس إن سلوك جده أثناء الوباء «قد أسيء فهمه بشكل صارخ».

وأضاف «ما من مجنون هنا.. الجميع يفهم الخطر المتمثل في كوفيد-19»، مشيرًا إلى أن الحاخام نفسه «أصيب بالفيروس قبل أسابيع لكنه تعافى منذ ذلك الحين».

وأوضح كانييفسكي الحفيد في مكتبه الضيق المليء بالنصوص الدينية أن «شريط الفيديو الذي أثار الضجة في البداية كان يجب ألا ينشر»، مضيفا«أن الحاخام لم يشأ أن يظهر ولو للحظة وكأنه يتحدى (التعليمات) أو يحاربها».

وعدّد كانيفسكي قائمة طويلة من الخيارات الصعبة التي دعمها جده لحماية مجتمعه، ومنها إغلاق المعابد اليهودية وحمامات «الطهارة الدينية» والسماح باستخدام الهاتف يوم السبت للإبلاغ عن المعلومات الصحية العاجلة.

وشدد كانيفسكي على أن العلمانيين «يجب أن يفهموا أن إغلاق المدارس الدينية أو المعاهد الدينية هو خط أحمر» في نظر جده.