كنت أبحث عن موضوع لمقالي اليوم وفق قاعدة: وما أكثر الموضوعات حين تعدّها، ولكنها عند المقالات قليل، حتى فاجأني تويتر بتهنئتي لمرور 11 عاماً على انضمامي إلى ناديه فصار هو الموضوع.
قبل تويتر كان الفيسبوك والبلاك بيري وبعده الأيفون، وهي جميعاً عناصر ثورة إلكترونية، حسمت التاريخ لصالحها فحوّلته إلى مرحلتين: ما قبل السوشيال ميديا وما بعد السوشيال ميديا.
لا أعرف من أطلق شعار كل مواطن خفير، لكن مواقع السوشيال ميديا أطلقت شعار كل مواطن خبير، في كل قضايا الساعة، حتى صارت مقالة واحدة لا تكفي، فنحن نكتب على مدار اليوم جملاً مبعثرة، نسجل فيها موقفاً ونحلّل ونرصد حتى صار كل مواطن إعلامياً وكل إعلامي قائداً، فصار الشعب جيشاً من القادة من دون جمهور، وعندما تحوّل الجمهور إلى قيادة لارتفاع وعيه، لم يعد أمام الحرس القديم سوى رفع وعيه، لمواكبة جمهور القادة بدلاً من تضييع وقته في محاولة تخفيض وعي الجمهور، والتضييق عليه ومحاولة إلغاء وجوده في الفضاء الرحب، ليحتكر بقعاً مهجورة، التي كان يفترض منهم إحياؤها لتصبح عناصر جذب.
ماذا فعل بنا تويتر، وثّق ثرثرتنا، طورها، مع الوقت نضجنا، جاء الانستغرام لوّنها بالصوت والصورة، وميزة هذه البرامج عموماً أنها تطوّر نفسها وتواكب التطورات والمتغيرات كي تغيّرنا، حتى نسينا حياتنا قبل تويتر، فهناك مراحل في حياة الإنسان تلغي ما قبلها، ومنها مرحلة تويتر التي أوصلتنا إلى الإنستغرام، فصرنا ننام في تويتر ونصحو على الإنستغرام والعكس صحيح، لدرجة أننا ننسى ما تبقى من يومنا الذي نقضيه في صمت، فكل ما لدينا قلناه إما في تويتر وإما في الإنستغرام وهذا حالي مع مقالي، كل أسبوع، إلا هذا الاسبوع الذي احتفل بي تويتر بمرور أكثر من عقد لي في ربوعه العامرة، فاحتفلت به في مقال يليق بمقامه. أليس لكل مقام مقال؟