دعا القادة البارزون لحركة الاحتجاج في تايلند إلى مزيد من الاحتجاجات، اليوم الأحد، بعدما تجاهل رئيس الوزراء إنذارهم الأخير الذي حثه على الاستقالة، في آخر التحركات الاحتجاجية التي تشهدها المملكة للمطالبة بمزيد من الديموقراطية وإصلاح النظام الملكي.
واكتسبت الحركة المؤيدة للديموقراطية التي يقودها الطلاب زخمًا منذ منتصف يوليو، مع دعوة المتظاهرين ومعظمهم من الطلاب الشباب، إلى إطاحة رئيس الوزراء برايوت تشان-أو-أوتشا، وهو قائد عسكري سابق وصل لأول مرة الى السلطة في انقلاب عام 2014.
ويعتبر النشطاء بقاءه في السلطة، الذي بات قانونيا بعد الانتخابات المثيرة للجدل العام الماضي، غير شرعي ومنحوه الاربعاء مهلة ثلاثة ايام للاستقالة.
وبانتهاء المهلة في العاشرة من صباح السبت، قال أحد قادة الحراك جاتوبات «باي داو دين» بونباتاراراكسا «سمعنا رد رئيس الوزراء على مطالبنا»، داعيًا إلى مزيد من التظاهرات.
وكان بونباتاراراكسا يتحدث من أمام سجن يحتجز فيه نشطاء تم اعتقالهم أخيرا.
وقال منظمو التحركات إنه من المقرر تنظيم تجمع بعد ظهر الأحد في بانكوك.
ظل برايوت حازمًا السبت أثناء حضوره مراسم صلاة من أجل البلاد في معبد تاريخي في بانكوك، قائلاً «يمكن حل جميع المشاكل» من خلال التوافق.
وصرح للصحافيين بأن «الحكومة لديها نوايا حقيقية لحل المشاكل طالما أنها تخضع للقانون»، مضيفا أنه «لن يستقيل».
تطالب الحركة الشبابية والمستلهمة جزئياً من الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ والتي تفتقر إلى قيادة إلى حد كبير، بحل حكومة برايوت وإعادة صوغ دستور عام 2017 الذي أعده العسكريون.
كما طرح بعض قادة الاحتجاجات مطالب مثيرة للجدل وغير مسبوقة لإصلاح النظام الملكي فائق القوة والثري، كما تشمل مطالبهم إلغاء قانون يفرض عقوبات على المساس بالملكية، معروف باسم القانون 112 ويعاقب بالسجن حتى 15 عاما.
وسيقوم الناشطون الاثنين بمسيرة إلى السفارة الألمانية، في إشارة تحد جديدة للملك ماها فاجيرالونغكورن الذي يزور هذا البلد باستمرار.
تفاعل نادر للملك
عاد الملك إلى تايلند منذ أكثر من أسبوع لإحياء ذكرى عطلة بوذية ووفاة والده الراحل بوميبول أدولياديغ.
ولم يعلق الملك على الفور على الاحتجاجات، رغم تصاعد منسوب التوتر في بانكوك مع تزايد جرأة المتظاهرين في تحديهم للمؤسسة الملكية.
لكن وفي حدث نادر جدا، ظهر الملك في أماكن عامة مرات عدة في الأيام الأخيرة. وقد خالف القواعد المتبعة الجمعة للإشادة بأحد أنصاره لوّح بصورة لوالده أمام المتظاهرين.
وقال في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك «شجاع جدا. جيد للغاية. شكرا لك». وانتشرت تصريحاته وتحوّلت وسما انتشر بسرعة على تويتر في تايلند.
كما انتشر وسم آخر باسم «25 أكتوبر» في إشارة لتجهيز المحتجين للمشاركة في التجمعات الاحتجاجية الاحد.
وفرض برايوت حالة طوارئ الأسبوع الماضي، تضمنت فرض حظر على أي تجمع لأكثر من أربعة أشخاص، لكنها رفعت بعد أيام قليلة مع تحدي عشرات آلاف المتظاهرين الحظر المفروض على التجمعات عبر الاستمرار في النزول إلى الشوارع.
وسجن عشرات النشطاء والمحتجين، ويواجه العديد منهم اتهامات خطيرة مثل العصيان.
ورفضت السلطات في عطلة نهاية الاسبوع الإفراج بكفالة عن ثلاثة من كبار قادة الاحتجاج الذين دعوا لإصلاحات في المؤسسة الملكية.
وتجمع العشرات من أنصار الملك خارج البرلمان بعد ظهر الأحد للاحتجاج على حركة الطلاب.
ويعقد البرلمان جلسة استثنائية اعتبارا من الإثنين. ولكن بما أن أعضاء مجلس الشيوخ يتم تعيينهم من قبل الحكومة وكثيرين منهم من العسكريين من غير المرجح أن يتخلوا عن صلاحياتهم طوعا.
ونظم التايلنديون في الخارج أيضًا مظاهرات تضامنًا مع الحركة الطلابية، حيث تجمع البعض في منطقة شيبويا في طوكيو الأحد ورفعوا أيديهم بثلاثة أصابع، الإشارة المميزة للمحتجين في تايلند وحملوا لافتات كتب عليها «برايوت ارحل».