لا يزال المشهد السياسي يموج في تفسيرات الرسالة التي قدمت الخميس الماضي، وطالب مقدموها بعرضها في جلسة الثلاثاء المقبل للتصويت على مضمونها الذي يقضي بتعديل النظام الانتخابي ليكون بصوتين وخمس دوائر.
ورغم تعدد المسارات، إلا أن التفسير لم يخرج من دائرة وقوع مقدمي الطلب في حرج انتخابي أو أنهم لجأوا إلى المباغتة وجس النبض، فريق يرى أن مقدمي الطلب أرادوا أن يعودوا إلى قواعدهم ولديهم إجابة عن تساؤلات ناخبيهم الذين طالبوهم بتغيير النظام الانتخابي في ندوات مجلس 2016، ولكن لم يتحقق غير اقتراح بقانون قدم في يناير 2017 وظل حبيس اللجنة المختصة، فتقدموا بهذا الطلب، وفريق آخر يرى أن الأمر مجرد عملية مباغتة وجس نبض لأن مقدمي الطلب يعرفون جيداً أن طلبهم لن يحقق مراده، لكنهم أرادوا من الطلب معرفة رأي الحكومة وموقفها من تغيير الصوت الواحد.
وأوضح الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي لـ«الراي» أنه «من الممكن بحث هذا الموضوع من الناحية الإجرائية على هامش الجلسة المقبلة، لكن تعديل النظام الانتخابي ملف في غاية الأهمية ولا يمكنه طرحه بهذا الشكل وفي اللحظة الأخيرة، وكأننا أمام عمل مع عدم الرغبة في النجاح، أو نحن أمام مباغتة أو إبراء للذمة».
وقال النائب الدكتور عادل الدمخي لـ «الراي»: «قمنا بتقديم رسالة بغرض تعديل النظام الانتخابي، خصوصاً أن ثمة اقتراحاً بقانون مقدم من يناير 2017 لكن اللجنة المختصة لم ترفع تقريراً بشأنه إلى مجلس الأمة»، داعياً المواطنين إلى «دعم مطلبنا من خلال الضغط على نوابهم لتأييد المقترح».
وأكد النائب محمد هايف لـ «الراي» أن «تعديل النظام الانتخابي إلى خمس دوائر بصوتين، ليس هو الطموح، وإنما خطوة نحو إقرار نظام انتخابي يرضي طموح الناخب، خصوصاً أن الغالبية من المواطنين ساءهم العجز الذي اتسم به المجلس ويتمنون مجلساً أفضل يتحقق من خلاله مطلب قانون الانتخاب وإقرار نظام يتوافق عليه أهل الكويت».
وقالت النائبة صفاء الهاشم لـ «الراي»: «لا أعتقد أنه سيتم إقرار خمس دوائر بصوتين، وهو الطلب الذي تقدم به 10 نواب عن طريق رسالة واردة ستعرض في جلسة الثلاثاء المقبل».
ومن جهته، بيّن النائب الدكتور محمد الحويلة أن «الهدف من الرسالة التي قدمت السعي إلى توسيع حق الناخبين في الاختيار وفق آلية تمهد الطريق نحو المزيد من تمكين المواطنين من اختيار من يمثلهم».
وقال النائب أسامة الشاهين لـ«الراي»: «تقدمنا بالرسالة لتعديل نظام الصوت الواحد لتعرض في جلسة الثلاثاء، ضمن مساعينا المتكررة والمتواصلة، وإن كانت ليست كل طموحنا، لكنها خطوة نحو التغيير المنشود».