أرجعت الفنانة الشابة نورا العميري غيابها عن الشاشة الصغيرة إلى الفكرة الدارجة لدى المنتجين بأنها فنانة تُحسبْ على الفن الكوميدي ولا تجيد التراجيديا، وهو ما دفع الكثيرين منهم إلى استبعادها عن الأعمال الاجتماعية التي يتم تصويرها حالياً، في ظل الغياب التام للدراما الكوميدية، عطفاً على إغلاق الدور المسرحية منذ بداية أزمة فيروس كورونا وحتى الآن، وهي التي تُعد بأنها «بنت المسرح».
العميري، لم تُخفِ في حوار مع «الراي» توقها للعمل مع الفنان حسن البلام في أحد أعماله المقبلة، «لأنني لم أتغذَ من مدرسته بما يكفي»، مُعتبرة إياه بمثابة «الأخ» لها، إلى جانب الفنان طارق العلي الذي قالت إنه بمنزلة «الأب».
ولفتت إلى أنها لن تكون «حمامة السلام» للصلح بينهما، كونها لا تحب التدخل في ما لايعنيها، أو كما عبّرت: «نارها تاكل حطبها».
• يتساءل البعض عن سبب غيابك الفني منذ شهور طوال، فأين أنتِ؟
- أنا موجودة في البيت، لكن «شسوي إذا المنتجين لا يطلبوني في أعمالهم».
• ما السبب؟
- لا أدري، ربما لشح الأعمال الموجودة حالياً في الساحة الفنية، أو أنهم يحسبونني ممثلة كوميدية فقط. والحقيقة أنني ممثلة شاملة وأجيد التراجيديا أيضاً، كما أنني لستُ عاجزة عن أداء أي دور يُناط بي تأديته، خصوصاً الأدوار المركبة و«الكراكترات» التي تتطلب جهداً مضاعفاً، كشخصية الفتاة المعقدة أو تلك التي تعاني من إعاقة أو اضطرابات نفسية، أوغيرها من الشخصيات الصعبة.
• ولماذا لا تقدمين نفسك كممثلة شاملة إلى المنتجين، وتُبرهنين على براعتك في الأداء؟
- لأنه ليس من عادتي أن أطرق الأبواب أو «أترزز وأقلقس» عند هذا أو ذاك، فالجميع يعرفني وبإمكانه التواصل معي متى يشاء.
• ولكن التنازل مطلوب في الفن، وهناك فنانون كبار تنازلوا، إما عن أجورهم وإما عن قيمة الأدوار المسندة إليهم، فهل هي مكابرة منك؟
- لا أعتبرها مكابرة بل هي مسألة مبدأ، فأنا قدمت الكثير من التنازلات في بداياتي، وهذا يكفي.
وللعلم، أنا مستعدة للتنازل عن أجري كاملاً من أجل أن أغذي النقص الذي فيني.
• عن أي نقص تتحدثين؟
- أشعر أنني بحاجة شديدة إلى التغذية من مدرسة الفنان حسن البلام، لأنني لم أتغذَ منها بما يكفي، حيث عملت معه في بضعة أعمال، وأريد المزيد.
• كثيرةٌ هي الأعمال التي جمعتك بالفنانين طارق العلي وحسن البلام، فهل من مشروع فني سيجمعك معهما مجدداً؟
- الحكاية ومافيها «عرض وطلب».
• كيف؟
- أقصد إذا احتاجني أحدهما للعمل معه فسوف يطلبني، وإذا لم يكن بحاجتي فلا.
• وماذا عن الصداقة القوية بينكم؟
- أعتز بهما كثيراً وأحبهما هما الاثنان، حيث أعتبر طارق بمنزلة «أبوي» وحسن مثل «أخوي»، لكنني لا أنتمي إلى «قروب البلام» أو إلى أي «قروب» آخر.
• ألم تفكري بأن تكوني «حمامة سلام» للصلح بينهما، كونك قريبة جداً منهما؟
- لا. لن أتدخل بينهما أبداً، بل سأترك «نارها تاكل حطبها».
• بماذا نفسر كلامك هذا؟
- أنا إنسانة متصالحة مع نفسي، وأحب الخير لكل الناس من دون استثناء، سواء كانوا فنانين أو غيرهم من عامة البشر، إلا أنني أفضّل البقاء بعيدة عن كل الخلافات، حتى وإن كانت بين أقرب أصدقائي.
• لو عدنا إلى الوراء قليلاً، وتحدثنا عن الأعمال التي لا تزال عالقة في ذهنك، فماذا تذكرين؟
- من دون تردد، سأتذكر مسرحية «آخر رجل بالعالم» التي تم عرضها في العام 2018 وهي من الأعمال التي «تمثلني».
أما العمل الذي «يشرفني» فهو بلا شك مسرحية «الكبيرة» مع الفنان محمد الحملي وباقة من النجوم.
• إذاً، أنتِ تفضلين المسرح على الدراما التلفزيونية؟
- بكل تأكيد، فأنا «بنت المسرح» وأعشق خشبته، وأتمنى عودته قريباً، بعد زوال الجائحة
إن شاء الله.