التقى وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والإسرائيلي غابي أشكنازي، للمرة الأولى، أمس، في برلين ما يشكّل خطوة كبيرة على طريق علاقاتهما الجديدة، خصوصاً بزيارتهما نصب محرقة اليهود الذي يحمل رمزية كبيرة.
وتبادل أشكنازي وعبدالله بن زايد التحية بالذراع، ضمن تدابير الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وهذا أول لقاء بينهما بعد توقيع دولتيهما اتفاقا لتطبيع العلاقات بوساطة أميركية في منتصف سبتمبر الماضي.
وجال الوزيران يرافقهما مضيفهما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في موقع النصب الشاسع الذي يضم أكثر من 2700 كتلة أسمنتية تنتشر على مساحة توازي ثلاثة ملاعب لكرة القدم.
ويكرم النصب ذكرى مقتل 6 ملايين يهودي على أيدي نظام أدولف هتلر النازي.
وتبادل الشيخ عبدالله واشكنازي كلمات قليلة أثناء زيارتهما لمتحف النصب تحت الأرض وتوقيع كتاب الزوار.
وكتب الوزير الإماراتي «لن يتكرّر هذا أبداً» بحسب صورة نشرها ديبلوماسي إسرائيلي على «تويتر». فيما تطلع اشكنازي في رسالته إلى المستقبل، قائلا إن اللقاء «يرمز إلى بداية عهد جديد وعهد سلام بين الشعوب».
وتابع «توقيعنا المشترك في الكتاب التذكاري بمثابة صرخة وقسم مشتركين: أن نتذكر وألا ننسى، وأن نكون أقوياء وأن نعد بألا يتكرر» الأمر.
وقال ماس إنه «ِشرف كبير أن يختار وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإماراتي برلين مكانا للقائهما التاريخي الأول». وأضاف «أهم صفات الديبلوماسية هي الثقة وأنا شخصياً أشكر زميلي لأنهما وضعا هذه الثقة في ألمانيا».
ولاحقاً عقد الوزيران مباحثات في مقر وزارة الخارجية الألمانية.
وقال عبدالله بن زايد في مؤتمر صحافي، «نجتمع أملاً في صناعة التاريخ».
ولفت إلى أن «معاهدة السلام تغير التفكير التقليدي للتحديات التي تواجهها المنطقة»، مضيفاً «نتطلع مع شركائنا لتعزيز الاستقرار الدولي».
وأوضح: «ناقشت مع نظيري الإسرائيلي التعاون في مجال الطاقة والبحث العلمي»، لافتاً إلى أن الإمارات وإسرائيل وألمانيا تتشارك أفكار تعزيز التسامح والتعاون والاعتدال بالمنطقة.
من جانبه، دعا أشكنازي، الفلسطينيين للعودة إلى طاولة الحوار. واعتبر أنه أنه كلما تأخرت تلك المفاوضات «سترث الأجيال القادمة واقعاً أصعب».
ووصف أشكنازي اتفاق السلام مع الإمارات بأنه «يجلب الأمل والبشرى لمواطني الدولتين والأمن والسلام بالمنطقة»، مؤكداً أن مثل تلك الاتفاقيات والتعاون «سيسهم في الاستقرار وكذلك في مواجهة التحديات التي على رأسها فيروس كورونا المستجد.