وصف مبعوث رئيس جمهورية السنغال وزير الخارجية و المغتربين أمادو باه، سمو أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد بأنه رجل سلام واعتدال وإنسانية، مشيراً إلى أن تسميته قائداً للعمل الإنساني جاءت تقديراً لدعمه للشعوب الفقيرة والمحتاجة ووقوفه لحل الأزمات بشكل سلمي.
وأكد خلال مؤتمر صحافي، عقده على هامش زيارته للكويت مساء أول من أمس بفندق الشيراتون، دعم السنغال للوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية وعودة دول مجلس التعاون إلى ما كانت عليه سابقاً من تعاون، والاستفادة جميعاً من الثروات التي وهبها الله لهم، وهذا يعود بالخير عليهم أولاً وعلى شعوب المنطقة كلها، حيث يجب الجلوس على طاولة واحدة وحل خلافاتهم، موضحاً أن بلاده على استعداد تام لدعم أي حل سياسي لإنهاء هذه الأزمة وتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف.
وأشار إلى أن زيارته إلى الكويت جاءت لتقديم واجب العزاء في فقيد الكويت والعالم سمو الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، ولنقل تعازي الرئيس ماكي سال الذي كان يتمنى الحضور لتقديم واجب العزاء شخصياً إلا أن ظروفاً حالت دون ذلك، لافتاً إلى أن سمو الأمير الراحل كان رجلاً عظيماً وذا مواقف مشهودة تجاه السنغال وأفريقيا بصفة عامة.
وأضاف «أن فقراء الشعب السنغالي يعرفون الأمير الراحل الذي كان يقدم لهم العون من خلال الجمعيات الخيرية وقدم لبلدهم الدعم للمشاريع التنموية سواء التي تربط السنغال بدول أخرى أو المشاريع التنموية داخل السنغال».
من جهة أخرى، قدم باه التهاني لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، داعياً الجميع إلى دعمه والالتفاف حول سموه لاستكمال مسيرة الكويت الخيرية والإنسانية في كل بقاع العالم، لافتاً إلى أنه بحث مع سموه خلال الجلسة القصيرة للعزاء العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها إلى آفاق أرحب في الفترة المقبلة في مختلف الميادين، مشيراً إلى أن الدعوة لربان السفينة بالنجاح هي دعوة لنجاح الكويت ومواصلتها العمل التنموي الذي تشهده كدولة متحضرة.
وذكر أنه بحث مع وزير الخارجية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ الدكتور أحمد الناصر سبل التعاون بين البلدين من خلال اللجنة المشتركة العليا التي كان يأمل انعقادها في خلال هذه الأيام، لكن الظروف التي تمر بها الكويت بوفاة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد أرجأت الاجتماعات إلى تاريخ يحدد فيما بعد على أن تكون الاجتماعات مباشرة في الكويت بحضوره وأعضاء الوفد المرافق كونهم يفضلون بحث الموضوعات مع وزير الخارجية ومساعديه وجهاً لوجه لتبادل الآراء والأفكار حول القضايا المشتركة وهذا أفضل من عقد الاجتماع افتراضياً.
وأشار إلى أن اجتماع اللجنة سيشمل العديد من الموضوعات ومنها التعاون الأمني بين البلدين وخاصة أن الكويت رائدة في هذا المجال ولديها خبرة طويلة في حل النزاعات سلمياً، مقترحاً أن تتبنى منظمة التعاون الإسلامي نهج الكويت السلمي في حل النزاعات من أجل أن يعم الأمن والأمان في ربوع المنطقة.
وأضاف أن جدول أعمال اللجنة المشتركة سيتضمن مجال التنمية في السنغال وفتح المجال أمام القطاع الخاص الكويتي للمساهمة والدخول في المشاريع الإنمائية الكبرى وفق مبدأ «الربح... الربح»، لافتاً إلى أن الخطة الخماسية الواعدة للرئيس ماكي سال خصصت 30 في المئة لمساهمة القطاع الخاص قي إقامة مشاريع تنموية كبرى، داعياً المستثمرين الكويتيين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في بلاده.
ولفت إلى أن بلاده تربطها علاقات صداقة ممتازة مع جميع دول الخليج، وأن سحب سفيرها من الدوحة كان للتشاور فقط وهو الآن موجود في الدوحة حيث تربط البلدين علاقات متميزة.
الحل العسكري لن يحل أي صراع أكد الوزير أمادو باه أن السنغال تدعم القضية الفلسطينية وإقامة الدولتين، مؤكداً أن الحل العسكري لن يحل أي صراع، مشيراً إلى أن أزمة الساحل ومالي تفجرت بعد ما حدث في ليبيا ويجب إنهاء هذا النزاع في هذه المنطقة الأفريقية بالتعاون مع جميع الدول المجاورة أو الصديقة وذلك لقطع الطريق أمام انتشار الإرهاب في تلك المنطقة.