د. حنان المطوع / يا مرحبا / ماذا حدث في الكويت؟

1 يناير 1970 10:30 ص
يا سبحان الله... ماذا أصابنا في الكويت؟ فالكوارث والمصائب تتوالى بوتيرة سريعة، فمن أزمة اقتصادية، وانخفاض حاد في أسعار النفط، وهبوط الأسهم في البورصة وخراب بيوت صغار المستثمرين، إلى أزمة المسرحين. ومن أنفلونزا الخنازير، إلى حريق الجهراء، وأخيراً تعطل محطة مشرف والتي سيعقبها تيفوئيد، وأمراض خطيرة جراء تلوث مياه البحر، ومن ثم مياه الشرب.
ماذا يحدث في الكويت؟ أمر عجيب غريب وكأن «عين شافتنا وما صلت على النبي» فأخذت المصائب تنزل علينا الواحدة تلو الأخرى، وكلها مصائب كبرى، ومنها ما هو عالمي، ومنها ما هو صناعة محلية صرفة.
نعم هناك مصائب لم نتسبب فيها من الأساس وصدرت لنا من الخارج، وإن كنا تعاملنا معها بشيء من الاستهتار وعدم الجدية حيناً وبجهل أحيانا أخرى إلا أنها في النهاية أزمات صناعة عالمية، أما المضحك المبكي هو تلك الأزمات المحلية الصرفة التي كان من الممكن أن نتلاشاها بقليل من التخطيط والحكمة والعقل، بل المصيبة أن هذه هي أخطر الأزمات والتي من الممكن أن تتسبب في مرض ووفاة العديد من الأشخاص، وهذه هي أزمة محطة الضخ في مشرف التي أخذت تتصاعد وتيرة وحدة أضرارها بشكل دراماتيكي وكأنها كرة ثلج تكبر يوما بعد آخر.
أضرار محطة مشرف امتدت لتؤثر على صحتنا بشكل مباشر وأصبح الآن من المهم جداً أن تحرص على صحتك وأن تفكر ألف مرة قبل أن تدخل أي شيء إلى معدتك فربما يكون في هذا هلاكك، وهذا بارز جداً في موضوع مياه الشرب التي إن لم يحلها الوزير المتفائل فاضل صفر في أسرع وقت من الممكن أن تكون عواقبها وخيمة جداً على جميع سكان الكويت.
أن تكون المياه التي تشربها ملوثة فهذا أفظع شيء من الممكن أن يحدث، فأنت لا تستطيع أن تستغني عن الماء فهو أساس الحياة للبشرية ولأي كأن حي، «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، أما إذا فكرنا في البديل عن مياه الحكومة فسنجد أن الاستمرار في شرب المياه المعدنية له أضرار أيضاً، فما هو الحل وكيف الخلاص من هذه الورطة؟
الأمر الذي يدعو للغضب أن التفكير انعدم لدى مسؤولي وزارة الأشغال العامة السابقين واللاحقين... لأنه من الطبيعي أن تتعطل محطة واثنتين فلماذا لم يكن هناك استعدادات مسبقة لمواجهة مثل هذه الأزمة وتوقعها، وما يزيدنا غضباً وحنقاً هو أننا من المفترض بلد غني ومع الأسف نعجز عن توفير المياه الصالحة للشرب لسكان هذا البلد، أليس هذا أمر جداً محزن ومخز وعار علينا ألا نستطيع تحقيق هذا الأمر؟
محاسبة المسؤولين عن الورطة التي نحن فيها أمر ضروري جداً لأنهم عرضوا أرواحنا للخطر بشكل مباشر، ولأنهم استهانوا بمصائر البشر، «ولكم في القصاص حياة»، وحتى وإن مر الموضوع على خير وسلام بإذن الله فلابد من معاقبة هؤلاء المسؤولين ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاستهتار في عمله والذي على قدر سهولته قد يكون خطيراً للغاية.
مطلوب من حكومتنا أن تصحح أخطاءها على وجه السرعة وبأي ثمن، فالوقت يمر، وإما أن تدركنا الآن أو لن تدركنا بعد.


د. حنان المطوع
كاتبة كويتية