خالد عيد العنزي / الملاس / مناهجنا العائمة... والفتنة النائمة
1 يناير 1970
11:31 م
«طاح ابونا طاح لمن طاح» مثل شعبي
(1)
بالأمس فتحت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي على نفسها وعلى الكويت، وهذا الأهم، ملفاً من الصعوبة بمكان أن يتم سده، على عكس المثل القائل «الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح»، فقامت الوزيرة ومن دون مناسبة بفتح أبواب بقيت لفترة طويلة مغلقة، ويا ليتها ظلت كذلك!
فكم كان الأولى بالدكتورة موضي الحمود ألا تفتح الأبواب والنوافذ أمام رياح السموم والفتن، ما دامت غير قادرة على إغلاق أبواب ونوافذ تسلل الفتن، وإن كانت تعلم بعواقب ما قالت فتلك مصيبة وإن لم تكن تعلم فالمصيبة أعظم.
(2)
ليست الوزيرة بالطبع هي من تتحمل وزر المناهج «العائمة» التي وضعت في غير عهدها، لكنها تتحمل مسؤولية نكـء الجراح التي ظن الكثيرون أنها اندملت، لكن اتضح وبكل أسف أن الجرح غائر لم يندمل، وقديماً قالوا ان تجاهل الألم لا يلغي وجوده.
فقد تفاعل الكثيرون مع كلمات السيدة الوزيرة، قليلون تكلموا من منطلق إيجابي، بينما تشبثت أكثريتهم بمواقفها المنغلقة، وسارع إخواننا الشيعة لبيان مثالب المناهج بما يتعلق بموقفها من عقيدتهم ومعتقداتهم، بينما حذر الإسلاميون من أن الوزيرة باتت تحت المجهر، وأنها تخضع الآن للمراقبة الحثيثة، وأول الغيث المنتظر سيل من التحذيرات والنصائح المبطنة.
(3)
تطرقت الدكتورة موضي لمطالبات نيابية بتغيير المناهج الخاصة بمادة التربية الإسلامية، وقالت ان وزارتها شكلت لجنة لدراسة «الأمر»، إلى هنا كان الخبر الصاعق الذي فجّر ما بعده، فأمسك كل نائب قلمه أو هاتفه وبدأ بتوزيع البيانات والتصريحات، ولسان حال كل منهم يغريه المثل القائل
«الأعور على العميان باشا»!
فقال النائب الدكتور وليد الطبطبائي انه ليس في المناهج ما يمس عقيدة أي مسلم، حسب تعريفه هو للمسلم بالطبع، ولم يكتف بذلك فاتّهم من يزعم بذلك بأنه من المتطرفين، ورد اتهام الآخرين بمثله حين قال ان التكفيريين هم من يكفرون الصحابة، أما النائب محمد هايف فاعتبر أن تعديل المناهج هو تعد على عقيدة أهل الكويت، وتغييرها «علمنة»، أما النائب حسين مزيد فدعا الوزيرة لئلا تأخذها العزة، ومن جهته النائب جمعان الحربش فحذر من تسييس موضوع المناهج وأعلن وضع الوزيرة تحت المراقبة!
وهذا غيض من فيض ارتدادات الزلزال الذي أحدثته تصريحات الوزيرة الحمود، والله وحده يعلم إلى أين ستصل ردود الفعل الانعكاسية.
(4)
ربما لامست وزيرة التربية الخطوط الحمراء بكلامها، لكن الأكيد أن نواب الأمة تجاوزوا تلك الخطوط وبدأوا بـ «التقحيص» و«التشفيط» التصريحاتي، دون أي اعتبار لأي آثار سلبية مدمرة لكلامهم على أمن الكويت، ووحدتها الوطنية، واستقرارها الاجتماعي.
ونكاد نجزم لو أن الوزيرة علمت أو خطر ببالها حتى ما تأثير تصريحها لصامت عن الكلام لعام ولما نبست ببنت شفه، ولما قالت شيئاً قبل أن تنتهي مشكلة تسرب أسئلة الثانوية العامة، لتتكلم حينها براحتها تطبيقاً للمثل القائل « اتفرغت حسنة من صلواتها»، لكن نصيبها أن تقع في محظور القول وإن كان حقيقة، وهل ننسى أنها تحت المجهر منذ تمت تسميتها وزيرة للتربية، وما رافق قسمها في مجلس الأمة من مواقف!
ربما ينقص الوزيرة شيء من الخبرة التي يقول تعريف ظريف أنها المشط الذي تعطيك إياه الحياة... عندما تكون قد فقدتَ شعرك!
(5)
لا ذنب لوزيرة التربية ولا لنوابنا الأكارم من الفريقين فيما يجري، لكنها ضريبة المصارحة والكشف عن أخطاء موجودة تمت التعمية عليها، فمناهجنا تشوبها أخطاء كثيرة، ولا نتحدث هنا عما أثير، فلا علاقة بين مناهجنا العلمية والأدبية وبين المناهج الحديثة، ولا هي متناسبة مع عملية التنمية واحتياجات سوق العمل، فضلاً عن التردد والتقلب الذي تنتهجه وزارة التربية منذ عقود في ارتجالية النظام التربوي والتعامل معه كمناقصة ليس إلا، فتم اعتماد نظام المقررات لفترة ثم الغاؤه، وأعيد تقسيم المراحل الدراسية وكأنها خطة للعب كرة القدم!
(6)
لا يسعنا في النهاية إلا أن نضم صوتنا لصوت الزميل جاسم بودي حين كتب في افتتاحية «الراي» ليوم الأحد خاتماً بالقول ان «على العقلاء التدخل لوضع حد لفتنة كنا نخشى استيرادها من الخارج، فإذا بنا أساتذة في تشكيلها... الأمر بيدكم يا ولي الأمر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
ماسيج:
- كشف النائب الدكتور وليد الطبطبائي عن «مناصحة السر» التي كان شاهداً عليها، فهل صحيح أن المجالس بالأمانات يا نائبنا المحترم؟
- آخر اقتراحات حلول مشكلة المسرّحين «صندوق خاص للتأمين ضد البطالة» فيما يشبه نظام التأمين ضد الغير، بعدما ذهب التأمين الحكومي «الشامل» أدراج الرياح، لا تعليق!
- بدأت 18 جهة حكومية في تخفيض أعداد عمال الحراسة والنظافة بنسبة الربع، والهدف ليس ترشيد الاستهلاك أو الحفاظ على المال العام لا سمح الله، لكنه منع الاضرابات العمالية. صج شر البلية!
- عدم معارضة ديوان الخدمة المدنية تعيين البدون خطوة ايجابية وإن كانت هناك شروط، وأول الغيث قطرة.
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@hotmail.com