شاكر عبد الكريم الصالح / عصف ذهني / الدائرة الواحدة بالقوائم النسبية ... فتنة

1 يناير 1970 01:56 ص
لا تزال قناعتي الكاملة وستظل كذلك بأن قضية النظام الانتخابي والدوائر الانتخابية هي القضية الأولى والرئيسية لأي إصلاح مطلوب في الكويت سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وغيره. ومن دون حل هذه القضية بشكل سليم وعلمي مدروس فإنه من الصعب التقدم إلى الأمام، فالكل أكد خلال عامي 2005 و2006 أن هذا الموضوع يعتبر بوابة الإصلاح السياسي، في الوقت الذي اتفق فيه الجميع على أن هذا الملف يُعد أصعب وأدق وأعقد ملف يمكن تناوله ودراسته وطرحه بغية التخلص من السلبيات الخطيرة التي تعتريه وتحوم حوله، وذلك بسبب حساسيته المفرطة التي يرجع منشؤها إلى حالة التصارع بين التاريخ السياسي لبناء الكويت في الماضي ووضع الدستور وتأسيس ديموقراطية من جانب، مقابل الجانب الآخر المتمثل في المتغيرات والتطورات الاجتماعية والسكانية في الحاضر.
الآن من جديد... بادر «التكتل الشعبي» بتقديم اقتراح بقانون بجعل الكويت دائرة انتخابية واحدة، على أن يكون الترشيح وفق قوائم، وتصويت الناخب لقائمة واحدة بأكملها فقط، والنجاح يكون نسبياً، بناء على عدد الأصوات التي تحوز عليها القائمة.
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو: هل هذا المقترح سيمنع أو يقلص مظاهر الطائفية والقبلية والفئوية والمناطقية؟ أم سيزيدها ويكرسها أكثر فأكثر مثلما حصل مع نظام الدوائر الخمس السيئ الذي شجع على الاصطفافات القبلية والطائفية والفئوية؟
إن هذا المقترح قد يحتوي على بعض الإيجابيات، ولكن فيه عيباً «خطيراً جداً»، وما أدراك ما هذا العيب، وهو إمكانية تشكيل قوائم من طائفة معينة أو قبيلة واحدة أو فئة محددة. وهذا العيب بمفرده وبحد ذاته يفوق وينسف أي إيجابيات ممكنة حتى لو كانت بالعشرات، لأن تكوين الـــقوائم على تلك التقسيمات من المؤكد أنها ستوجد بيئة متشنجة على الصعيد السياسي، وفيها تفتيت للتآلف الاجتماعي وتدمير للنسيج الكويتي يتـــجاوز ما عانينا منه في انتخابات الدوائر الخمس الماضية والسابقة من شد وجذب زاد
عن الحدود المقـــبولة، ناهيك عن الطروحات الضـــيقة البعيدة عن المصلحة الـــعامة.
يا مجلس، ويا حكومة، ويا شعب، ويا تيارات، ويا مؤسسات مجتمع مدني، ويا إعلام، حذار حذار حذار من الإقدام على هذه الخطوة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، والتي بلا شك ستجر البلاد والعباد إلى عاقبة السوء والوقوع في النزاعات الطائفية والقبلية والفئوية، وهذا ما لا نتمناه ولن نرضى به.


شاكر عبد الكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com