خالد عيد العنزي / الملاس / حكومة جديدة ومجلس جديد ولكن... لا جديد!

1 يناير 1970 11:49 م
لِكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَـانُ
فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِ إِنسَـانُ
هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ
مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ
وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـى أَحَـدٍ
وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـا شَـانُ
أبو البقاء الرندي
(1)
جاءت الانتخابات الأخيرة بمجلس أمة جديد بفوز المرأة من جهة وتغيير في بعض الوجوه النيابية من جهة أخرى. لكن هل تم «التغيير» فعلاً؟
لا نعتقد أن أحداً بهذه الدرجة من التفاؤل، نعم لقد تغيّر شيء ما في المجلس، لكن ما نخشاه هو أن يكون التغيير في الشكل وليس في المضمون، وهو ما يعني أننا لا طبنا ولا غدا الشر.
(2)
كان المطلوب أن يكون التغيير بنيوياً، وهو ما لم يتحقق، صحيح أن الناخبين عاقبوا بعض التيارات والأسماء الكبيرة منها والصغيرة، لكن البديل كان في الواقع لا يختلف كثيراً، وبالتالي لم يكن على مستوى الطموح.
ففي الانتخابات استبان للناس الحجم الحقيقي لبعض التيارات والشخصيات، وساهمت بعض الأحداث في رفع أسهم بعض المرشحين، لكن في النتيجة كان الإنجاز الوحيد هو وصول المرأة إلى المجلس بمراكز متقدمة وأصوات عالية متقدمة على أسماء كبيرة.
(3)
وكما كان المجلس جاءت الحكومة، تغيير في الأسماء مع بقاء اللاعبين الأساسيين في مواقعهم، ليكون التغيير في الحكومة، كما في المجلس، تغييراً في الشكل والأسماء وليس في البنية.
ليبقَ سمو رئيس الوزراء الثابت الأكبر في وجه «البعض»، وليعد بعض الوزراء الذين حاول بعض النواب وضع «بلوك» عليهم في مواقعهم ويدخل وزراء غير مرغوب بهم من بعض النواب، ما يعني عودة أقوى لسمو الرئيس معززاً حكومته بتشكيلة اختارها بكل حرية، ولم يخضع فيها للمساومات على ما نعلم.
(4)
بعدما لم يتغيّر الكثير لا في الحكومة ولا بالمجلس لم يبقَ للكويتيين من أمل في التغيير سوى بالمراهنة على العناصر الإيجابية في التغيير الجزئي في السلطتين، إضافة إلى الرهان الأكبر على التغيير في شكل العلاقة بينهما.
وهو ما نعتقد أنه سيكون كلمة السر في الانفراج إن صدقت النوايا لدى الجانبين في الخروج من حالة التأزيم شبه المستمر، فلترحم السلطتان المواطنين من العرض المتكرر والمستمر منذ أعوام، هذا الوضع غير المريح لأحد الذي أخّر البلاد وعطل مصالح العباد.
(5)
في النهاية نتمنى التوفيق كله للسلطتين في عملهما، ونتمنى عليهما فتح صفحة جديدة في العلاقة بينهما، مبنية على قبول الآخر واحترامه، فمخرجات الانتخابات هي اختيار الشعب سواء أحبت الحكومة أم لم تحب، ورئيس الحكومة هو اختيار صاحب السمو الذي على الجميع القبول به، وأعضاء الحكومة هم خيار رئيسها الذي شكّل فريقه بناء على تفويض صاحب السمو.
إذاً فلكل سلطة شرعيتها الدستورية التي يجب التسليم بها، والمطلوب من أعضاء مجلس الأمة الآن التهدئة ومنح الحكومة فترة سماح قبل سل سيوف الصلاحيات النيابية، فلتغمدوا سيوفكم يا نواب الأمة وتعطوا الحكومة فرصة الانطلاق في العمل. نقول هذا مع ما شهدته جلسة القسم نفسها من التصعيد لا نتمناه ولا يتمناه الكثيرون كيلا يكون مجلسنا الحالي آخر المجالس، والمثل يقول «ينزاح جبل ولا ينزاح طبع»، ولله في خلقه شؤون!
ماسيج:
- ما يجري من حكومة العراق يذكرنا بما سبق الغزو، فاحذروا ولا تفرطوا.
- ما تحتاجه البلاد فعلاً هو «الترشيد» السياسي، فهل من يسمع؟
- إطلاق النار يحوّل الأفراح أتراحاً، فلا تتهاوني يا داخلية ولا تتهاونوا أيها المواطنون.
- بعد إعلان إصابة الجنود الأميركيين بالأنفلونزا أصبح الكويتيون مشبوهين بالأنفلونزا في مطارات العالم، فماذا سنفعل ونحن على أبواب الصيف؟
- أنفلونزا الخنازير تقترب من البلاد، فقد وصلت البحرين والإمارات والقواعد العسكرية الأميركية، والله يستر!
- هل سندخل سباتاً صيفياً طويلاً عقب الانتخابات البلدية؟


خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@yahoo.com