يلقي كلمة «إيجابية» تلاقي «تحيّة» قاسم

جنبلاط و«حزب الله» معاً اليوم في الشويفات

1 يناير 1970 04:46 م
|بيروت - «الراي»|
تشهد منطقة الشويفات (ساحل عاليه) اليوم مهرجان مصالحة يرعاه كلّ من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان بحضور وفد قيادي كبير من «حزب الله»، في إطار «تهيئة الأرض» لمرور «هادئ» للانتخابات النيابية المقررة في 7 يونيو المقبل وتكريس طيّ صفحة العملية العسكرية لـ «حزب الله» في 7 مايو 2008 التي «تمدّدت» من بيروت الى الجبل وشكّلت «جبهة الشويفات» النقطة الأكثر سخونة فيها.
واذا كان المهرجان ينعقد (في دارة ارسلان) تحت عنوان «لقاء المصالحة بين عائلات مدينة الشويفات الواحدة»، ومن ضمنها مصالحة آل عربيد الذين سقط منهم أكرم عربيد في انتخابات العام 1996 ومعالجة «ذيول» إشكالات شهدتها المنطقة ابان انتخابات 2005? فان جنبلاط سبق ان أعطى في إطلالته التلفزيونية الاخيرة عنواناً وبُعداً أبعد لهذا اللقاء وهو إعادة التواصل و«والتفاعل» بين الشويفات (الدرزية) و«امتدادها» (الشيعي) في الضاحية الجنوبية لبيروت اذ «لا أعداء لنا في الداخل».
وبهذا المعنى، تكتسب محطة اليوم طابعاً سياسياً ولا سيما انها تترافق مع ارتفاع منسوب «الغزل» بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» و«حزب الله» الى مستوى غير مسبوق منذ اربعة اعوام، وسط «قفزة جديدة» يقوم بها جنبلاط منذ فترة معتمداً سياسة «إطفاء المحركات» حيال سورية وفق معادلة «وقف خطاب التحريض ضد دمشق باعتبار انه لا يفيد» من دون «القفز من موقع (المطالبة) بتغيير النظام الى موقع التطبيع».
ومعلوم ان جنبلاط سبق ان التقى في يناير الماضي وفداً من «حزب الله» بقيادة النائب محمد رعد في دارة الوزير ارسلان الذي يحرص الزعيم الدرزي على حفظ مكانته السياسية في عاليه (ترك له مقعداً نيابياً شاغراً) بعدما فوّضه منذ أحداث 7 مايو معالجة الواقع الأمني في الجبل مع «حزب الله». الا ان الإشارات «غير السلبية» و«الانفتاحية» التي يطلقها جنبلاط تجاه «حزب الله»، بعد سورية، لاقت هذه المرة «صدى» لدى الحزب الذي لم يُعرف على اي مستوى سيتمثّل في مهرجان الشويفات، رغم عدم استبعاد بعض المصادر ان يشارك نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وهو ما لم يتأكد.
وفيما حرصت أوساط جنبلاط على تأكيد ان لا أهداف سياسية لـ «مصالحة الأحد» وان رئيس «اللقاء الديموقراطي» ثابت في موقعه داخل فريق «14 مارس»، فقد شكّل الموقف الذي أطلقه الشيخ قاسم ليل اول من أمس باتجاه الزعيم الدرزي، رسالة سياسية هي الأكثر انفتاحا والأرفع مستوى من جانب قيادة الحزب، بعد المواقف الأخيرة لجنبلاط الذي يتوقع ان يلقي اليوم كلمة وُصفت بانها ستكون «إيجابية جدا» وتلاقي كلام نائب الأمين العام لـ «حزب الله».
وكان قاسم قال: «قررنا في حزب الله الانفتاح على وليد جنبلاط والتعاون، وخاصة ان مواقف جنبلاط الاخيرة عن العروبة وفلسطين والشراكة الداخلية وتحرير فلسطين والعلاقة بين الضاحية والجبل تقرّب، ونحن نتشارك في هذه الرؤى ونحن متجاوبون ومتفاعلون، والعلاقة بين الضاحية والجبل استراتيجية وتاريخية وليس لدينا نيات لفك الالتحام مع الجبل».
وأكد «أن لا مانع من فكرة اللقاء بين جنبلاط وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم من الأيام»، مشبهاً اللقاء بـ «الثمرة على الشجرة والتي تحتاج إلى بعض الوقت لتنضج».
وفي السياق نفسه، تمنى عضو المكتب السياسي في «حزب الله» غالب ابو زينب امس أن يسعى الجميع وراء المصالحات كما يفعل جنبلاط، وقال: «ما يتخذه النائب وليد جنبلاط اليوم من مواقف هو استشراف للمستقبل، وهو يعرف ان هناك تغييرات في المنطقة»، مضيفاً: «أرى في الحد الادنى أنه لم يعد هناك انسجام كامل بين النائب جنبلاط وقوى 14 مارس، وهناك أيضاً اشياء مخفية ضمن هذا الفريق بدأت تظهر الى العلن».
وشدد أبو زينب على «أن الخلاف السياسي مع الجميع ممكن وكذلك الالتقاء السياسي، تحت سقف أن اسرائيل هي عدوة الجميع».
وأكد المسؤول الاعلامي في «الحزب التقدمي الاشتراكي» (يترأسه جنبلاط) رامي الريس ثبات موقفنا في قوى 14 مارس»، وقال: «التنازلات التي قدمها الحزب أكبر دليل على حرصنا على التفاهم بين جميع القوى داخل 14 مارس».
ورأى الريّس ان مواقف نائب الامين العام لـ «حزب الله» تشكّل «تتمة لعدّة مواقف أطلقها الحزب من حيث إعطاء الفرصة لحوار داخلي والانتهاء من حال التعصّب والتشنّج أيضاً». وقال: «لا ننسى ان هناك محاولات عدة حصلت من جميع قوى 14 مارس، وسياسة انفتاح ولقاءات، وقد حصلت أيضاً لقاءات بين الشيخ سعد الحريري والسيد حسن نصرالله».
وأوضح ان «لقاء الأحد هو لقاء مصالحة في منطقة الشويفات حول ذيول محلية حصلت في هذه المنطقة بعد محطات الانتخابات السابقة، وليست مرتبطة بشكل مباشر بكل الامور التي تحصل، والمصالحة ستجري بحضور «حزب الله»، ولكن هدفها ليس سياسياً مباشراً».