رنين السابعة...!

شيء من الواقع

1 يناير 1970 04:04 م
| بقلم - سلمى الحمد |
ذات مساء دار حديث بيني وبين صديقتي:
• أحياناً تمر على الإنسان لحظات ألم وندم لا يستطيع أن يتحملها... تضيق به الدنيا... ويشعر بأن الدنيا صغيرة صغيرة أصغر من خرم الإبرة...!!!
وتشتد عليه دائرة الألم وتضيق، يفكر بالهرب من دنياه إلى دنيا بعيدة... بعيدة ويسافر على جناح الوهم...!!!
وكم يوسوس لنا الشيطان في لحظات الضيق... لدرجة استغلاله اللحظة التي نمر بها... وكم مرة ومرة ومرة يفكر هذا المقهور... المأسور... بالانتحار...؟؟؟!!!
***
لم أكمل كلماتي إلا وصديقتي صرخت بوجهي صرخة أشك أن العالم بأكمله سمعها... لأ... الانتحار... لأ!!!
انتي «بنت قبيلة»!!! اشلون تفكرين بالانتحار!!!
بصراحة أطلقت ضحكة من أعماق قلبي ولم أتمالك نفسي لدرجة وقوعي على الأرض من شدة الضحك...!!!
***
ردت علي بسرعة بغضب وعصبية شديدة تضحكين على صرختي... يا... شقول!!!
- لا يبه صرختك عادية!!!
• أجل وش اللي يضحكك؟!
- لم أتمالك نفسي للمرة الثانية وفقدت السيطرة على نفسي من شدة الضحك.
• اشفيك توك تفكرين بالانتحار والحين تضحكين... يا حلوة ضرب عقلك والا صابك الجنون!!!
- إيه بالله صابني جنوووون!!!
توقعتك تقولين لي حراااام الانتحار حرام انتي مؤمنة بالله اشلون تفكريم بالانتحار ذكري الله وبعدي عن وساوس الشيطان...!!!
تقولين لي... انتي بنت قبيلة!!!
ضحكت صديقتي من أعماق قلبها على نفسها.
- فعلاً آنا مجنووونة... القبيلة جننتني...!!!
صحيح كلامك بدال لا أقولك ذكري الله انتي مؤمنة لا أقولك اذكري الله انتي مؤمنة قلت انتي بنت قبيلة...!
لا يبه لا يسمعك أحد... مو أنا اللي أفكر بالانتحار... انا قلت أحياناً تمر على الإنسان لحظات ألم وندم وكم مرة ومرة يفكر هذا المقهور... مو آنا!!
مسكينة هالقبيلة كل البلاوي عليها... كم أتألم للقبيلة اللي ابتلت فينا...!
- لو شاركنا ببرنامج تلفزيوني قلنا تكفين يالقبيلة احنا عيالك الفزعة... الفزعة... الفزعة!!!
- لو تعرض أحدنا لأي موقف مادي بنوا الخيمة على أي شارع عام وقالوا تكفوووون ياعيال القبيلة فلان ولدكم محتاجكم...!!! لا تنسونه باسم القبيلة!!!
- لو انكتب موضوع عادي عن أحوال الطقس هالأيام بأي صفحة من الصفحات الشعبية قالوا فزعتكم وهمتكم وسيوفكم وخناجركم ياعيال القبيلة، معد الصفحة يحرّض الكُتّاب والنُقاد والشعراء باسم القبيلة...!!!
والقبيلة مسكينة... مقهورة... حملوها بلاوي هالزمن وكل الأزمان اللي مضت!!!
أشوه «ماني قبيلة»... انا كذا وماني سالمة هالدور أكون القبيلة؟! ياذا العلم!!!