خلال ندوة في ديوانية الرأي الوطني
فيصل عبدالله: الشعب كره ديموقراطيته بسبب أبطال مزيفين وصلوا لمراكز التأثير
1 يناير 1970
11:47 م
|كتب عمر العلاس|
اعتبر الكاتب فيصل عبدالله ان المجتمع الكويتي بدأ يكره الديموقراطية بسبب اشخاص وصلوا لمراكز التأثير من خلال جسر الديموقراطية وتبنوا القضاء على الحياة الديموقراطية وتشويهها من داخل المؤسسات الديموقراطية.
جاء ذلك في ندوة ديوان الرأي الوطني مساء اول من امس تحت عنوان «مجلس الامة والابطال المزيفون».
واضاف عبدالله «اذا أردت اضعاف اي فكرة ايجابية مثمرة، فلا بد من تشويهها وجعل الشخصيات السلبية الفاسدة تردد دائما تبني هذه الفكرة والدفاع عنها، فيعتقد الناس ان الفكرة الجميلة تنتج هذه الشخصيات السلبية، مضيفا وهكذا التاريخ مليء بالابطال المزيفين الذين يشوهون الافكار الايجابية عندما يصرحون بتبنيها كذبا وزوراً».
واشار عبدالله إلى «ان الواقع فضح الابطال المزيفين بالاعلام والشعارات الجوفاء وتطبيل محترفي التجميل والتضليل وتبين للناخب والمواطن الواعي من هم الابطال الحقيقيون في هذا البلد»، مضيفا «البطل هو الوطني الثابت على مبادئه الوطنية». واضاف: «ايضا من خلال المواقف تسقط اقنعة الكثيرين الذين هم ابطال مزيفون من ورق يتلاسنون مع اول هبة ريح في المواجهة مع قوى الفساد».
وبين «ان البطولات في العالم الثالث اصبحت على مستوى البطل اما في الدول الغربية فالوضع مختلف حيث البطولات على مستوى الفكر»، مضيفا ان «المجتمعات الغربية تطورت بسبب وجود ابطال حقيقيين فيها في شتى المجالات الحياتية والسيطرة ليست للابطال المزيفين بل للابطال الحقيقيين».
واوضح «في الدول الغربية تتكشف الامور وتظهر الخبايا ويتكشف لجموع الشعب الابطال المزيفون وعلى النقيض من ذلك في العالم الثالث حيث تظل بعض الشخصيات وكأنها معصومة من الخطأ، على الرغم من السرقات والاكاذيب واساليب التضليل».
واضاف: «ان هناك ازمة بطولة والسبب عدم وجود المؤسسات المتكاملة التي تهيئ وجود الابطال»، مبينا ان «دور البطولة ليس مقتصرا فقط على قبة البرلمان ولكن ابناء المجتمع يمكنهم القيام بهذا الدور لان البطولة متشعبة ومتنوعة فهناك ابطال من خلال محاضراتهم وهناك ابطال من خلال كتاباتهم وهناك ابطال في الادب والاقتصاد وهكذا في جميع المجالات».
ودعا عبدالله إلى تجديد الدماء وعدم الخوف من التجديد، مطالبا الناخبين ان يكون التجديد وفق منهج ومعايير ايجابية محذرا الناخبين من التصويت لاشخاص ليست لديهم معلومات كافية عن تجاربهم وعن اعمالهم المجتمعية وماذا قدم هؤلاء الاشخاص للمجتمع لان التصويت لمجهول سيقود إلى مصير مجهول.
وبين «ان هناك من يريد ابعاد الناخبين عن الابطال الوطنيين الحقيقيين خصوصا الجيل الجديد ويحاولون تلميع شخصيات انتهازية وابرازها، كأبطال ومنقذين ولكنهم مزيفون لا يمتون للبطولة الوطنية بصلة ولذلك دائما النتائج سلبية لان الناخب وضع سلمه على الحائط الخطأ فأنتج برلمانيا يكون وبالا على المجتمع وليس مصدر تطور وتنمية».
واوضح «ان بعض عقليات المجتمع همشت الدستور وتبنت «العقد الاجتماعية» حيث مازال البعض يعيش افكار الجاهلية والنعرات القبلية والعنصرية»، مضيفا «لدينا ليس قدر المرأ على قدر همته وكفاءته بل قدره على قدر قبيلته، وطائفته وان كان اجهل القوم اوأسفههم».