خلال افتتاحها للموسم الثقافي السادس عشر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج

الصبيح: البيئة الجاذبة للتعلم... أحد أهم التحديات التي تفرض نفسها على المؤسسة التربوية

1 يناير 1970 06:26 م
|كتب نواف نايف|
شددت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح على اهمية البيئة الجاذبة للتعلم في مدارسنا كونه يعد أحد أهم التحديات التي تفرض نفسها على المؤسسة التربوية واحد المطالب الاساسية التي ينبغي أن تنهض بها أنظمتنا التعليمية في اطار مواكبتها لما يموج به عصرنا من متغيرات وما يحفل به من مستحدثات علمية ومستجدات تقنية متلاحقة، منوهة بأنه ليس من المقبول أن تكون مؤسساتنا التعليمية مختلفة عما يألفة المتعلمون في مجتمعاتهم ولا عما يحدث في العالم من حولهم.
واشارت الصبيح خلال افتتاحها للموسم الثقافي السادس عشر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج مساء أول من أمس تحت شعار «مدارسنا هل يمكن أن تكون جاذبة؟» الى أن كثيرا من مؤسساتنا التربوية في دولنا الخليجية قطعت شوطا لا بأس به في هذا المسار، وحرصت من خلاله على أن تحقق قدراً من الجاذبية لدارسينا، مؤكدة انه آن الأوان لان تستكمل ما حرصت عليه من تزويد الفصول والمدارس بالاثاث المكتبي المناسب ومستحدثات التعليم الالكتروني والتواصل مع مصادر التعلم بأنواعها المختلفة، بالاضافة الى الأركان التعليمية ومكتبات الفصول وغير ذلك مما يشيع البهجه والارتياح ويسهم في احداث النقلات النوعية المأمولة في طرائق التدريس وأساليب التعلم الايجابي الفعال، مما يحبب المدرسة الى الابناء ويجعلهم مقبلين على ارتيادها والافادة منها.
وقالت الصبيح «ان تناول المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج لموضوع البيئة الجاذبة في مدارسنا بوصفها عنصرا حيويا وثيق الصلة بالعوامل المحفزة للتعلم الجيد والمهمة في بلوغه اهدافه وتحقيقه غاياته المأمولة المفجرة لطاقات الابناء الكاشفة عن استعدادهم والمبرزة لملكاتهم ومواهبهم».
واضافت الصبيح «أن حوارات هذا الموسم الثقافي تسهم عبر رؤى وأفكار المشاركين القيمة لتقديم توصيات يتوصلون اليها حتى يتخذها المختصون والمسؤولون في وزارات التربية بدولنا الخليجية لتكون عونا للجميع».
وأوضح مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج الدكتور مرزوق الغنيم أهمية اختيار شعار الدورة السادسة عشر للموسم الثقافي التربوي «مدارسنا.....هل يمكن أن تكون جاذبة؟» حيث تبين أبحاث أجريت في الولايات المتحدة الأميركية من قبل وزارة التربية والتعليم أن الوالدين هما المعلم الأول للأطفال وهما أكثر تأثيرا عليهم لافتا أن المسؤولية الكلية تقع على عاتق الوالدين.
وشدد الغنيم على أهمية الإعداد المسبق والتهيئة النفسية السليمة للطفل لاستقبال اليوم الأول في الحياة الدراسية والذي يجب أن يمهد له الوالدان في شرح طبيعة المدرسة ودورها بوصفها امتدادا طبيعيا لبيئة المنزل بالإضافة إلى توضيح أهمية هيئة التدريس والصلاحيات المسموح بها إلى جانب دور المعلمين في استقبال الطفل بعطف وحب وحنان مع عوامل الترغيب المختلفة بالتشجيع والاحترام والهدايا وتزويد المدارس بالألعاب التربوية ترفيها وتعليما.
وأضاف الغنيم «نحن نعيش في عالم التحديات ويحتاج الأطفال إلى طريقة مختلفة للتعلم حيث تقع على المدرس مسؤوليات كبيرة في جعل تلميذه يتجاوب معه في غرفة الصف الدراسي فجو الصف السليم القائم على تبادل الاحترام والمودة من خلال إدارة تربوية لمعلم كفء يساعد التلاميذ على تقبل المادة الدراسية» مشيرا إلى أهمية الوسائل العلمية المتطورة تربويا.
وشرح الغنيم مفهوم المدرسة الجاذبة بأنها تلك المدرسة التي تتوافر فيها بيئة صحية للتعلم سليمة نفسيا واجتماعيا وترويحيا مبينا بألا يختلف عن الحياة ففيه فرصة للعمل والتعلم بطرق مريحة جدا بالنسبة للتلاميذ بوصفهم أفرادا.
وأشار الغنيم إلى اهتمام الدين الإسلامي بالطفولة والأطفال والذي يحض على الاهتمام بهم وبخاصة في النواحي الاجتماعية والنفسية والتربوية منوها إلى توجه العالم بأسره لعناية خاصة بهم لإقتناعهم بأهمية ما أكده الإسلام من قبل في هذا الجانب من الجوانب الاجتماعية والإنسانية.
وأوضح الغنيم بأن المدرسة الجاذبة من المقومات الأساسية في العملية التربوية الحديثة وهي الداعم الأكبرلتحقيق أهداف التربية والتعليم في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج.
وفي محاضرة حملت عنوان «المدرسة الجاذبة... نماذج لتجارب رائدة»، تحدث وكيل وزارة التربية والتعليم العام والمناهج لشؤون التعليم العام والمناهج في البحرين الدكتور عبدالله المطوع عن نشأة فكرة المدرسة الجاذبة التي ولدت في الولايات المتحدة الاميركية في نهاية الستينات بهدف فتح باب الالتحاق بها للطلبة من مناطق جغرافية مختلفة، وتوفير بيئة تعليمية غنية ومتميزة.
واشار المطوع الى انه مع مرور الوقت أصبحت المدارس الاميركية الجاذبة في المشاريع المميزة لتحقيق الدمج الاكاديمي في المدارس الرسمية حتى استوعب ما يزيد على مليوني طالب.
ونوه المطوع بأن مصطلح المدرسة الجاذبة بات كما تراه وزارة التربية والتعليم في البحرين يدل على تلك المدرسة التي تقدم مناهج تربوية وبرامج تعليمية نوعية من اجل اعداد متعلمين دائمي التعلم، بتعليمهم كيف يتعلمون من خلال تنمية مهاراتهم اللازمة للوصول الى المعارف والمعلومات وتنمية مهارات تفكيرهم المعرفية، موضحا أن المدرسة الجاذبة تستند في فلسفتها الى مبادئ أبرزها ان المتعلم يأتي اولا والتعلم للكينونة والعيش والعمل والمعرفة وتحقيق الذات.