المرشحون يحرصون على استقطابهم لما لديهم من معارف وأصحاب وقدرة على التواصل والإقناع

الطلاب النقابيون... مفاتيح انتخابية

1 يناير 1970 07:07 م
| تحقيق غازي العنزي|
يحرص المرشحون في انتخابات «امة 2009» على استقطاب العناصر الشابة من الجنسين الى حملاتهم الانتخابية، وخصوصا تلك التى لديها خبرات، حالية او سابقة، في العمل الانتخابي داخل اسوار الجامعة... بل والاستعانة ببعضهم كمفاتيح انتخابية.
وفيما يرى عدد من الطلبة ان تحول النقابيين لمفاتيح انتخابية هو مجرد رد دين لمرشحين ساندوهم سابقا في الوصول إلى مراكزهم، وان العمل الانتخابي هو امتداد للعمل النقابي ومن الطبيعي ان ينتقل الطالب من مرحلة العمل الجامعي إلى ما بعدها، يؤكد اخرون انه من الصعوبة التعميم على جميع النقابيين والقول انهم تحولوا إلى مفاتيح انتخابية، مشيرين الى ان لدى الطالب وعيا انتخابيا كافيا للتمييز فيما يطرحه المرشح لانه مارس العملية الانتخابية في الجامعة.
وفي مايلي اراء عدد من الطلبة في اتجاه النقابيين للعمل مفاتيح انتخابية للمرشحين:
قال احمد الكندري ان «للشباب دورا فعالا في مساعدة المرشح الذي ينتمي لنفس التوجه الديني او السياسي حيث يؤثر الطلاب على اقرانهم بصورة اكبر وتوعيتهم في امور الانتخابات كما انهم يعدون نقطة انطلاق وبناء طموح في التفكير كما ان مشاركاتهم في القوائم والانتخابات الجامعية تؤهلهم للتميز لاننا نرى العديد من اعضاء مجلس الامة الذين كانوا سابقا اعضاء في القوائم والمنظمات والنقابات الطلابية».
واضاف «اما السر في ظاهرة تحول النقابيين لمفاتيح انتخابية فيرجع الى ان النقابيين يقودون شريحة كبيرة من المجتمع ولهم منصب قيادي واجتماعي وتاثير على الناس بحسب مركزهم وشهرتهم» مشيرا الى ان هناك وعيا انتخابيا لدى الشباب للتميز فيما يطرحه المرشح من برنامج وذلك بفضل وسائل الإعلام التي تغطي كل شيء فيما يتعلق بالانتخابات والمرشحين كما ان بلدنا صغير والكل يعرف بعضه البعض ولا يخفى علينا شيء.
وزاد «ان الشباب هم الآن الشريحة الاكبر من الناخبين ولذا يهتم المرشحين بجذبهم وجعلهم في صفه» مؤكدا ان للحركات الحزبية والطائفية والقبلية دورا كبيرا في انتخابات مجلس الامة كما ان العديد من الشباب ينتمي لها من خلال اروقة الجامعة وقوائمها لكن نستطيع القول ان لدى الشباب القدرة على التاثير في اقرانهم من ابناء الدائرة الواحدة في دعم مرشح ويعتمد ذلك على كل شاب وطائفته ومنهجه وقبيلته وبذلك يكون ولاؤه اكثر لما ينتمي إليه.
وبين الكندري ان اهم معايير اختيار المرشح ان يكون لديه مستوى تعليمي عال وان يكون ملتزما دينيا واخلاقيا وان يكون لديه إنجازات ومشاركات وعلاقات اجتماعية طيبة مع ابناء الدائرة وان يكون لديه إلمام تام بالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
بدوره، قال فهد التركي ان «الشباب الكويتي يمارس الديموقراطي منذ نعومة اظافره لا سيما من خلال القوائم الطلابية والتي لها دور مهم في ان يمارس الطالب العملية الانتخابية مبكرا فهي تعلم وترقي الطالب في طريقة اختيار المرشح الصحيح، وايضا تعـودهم على الجو الانتخابي الذي يسوده الكثير من المشاحنات خلال الفترة الانتخابية».
اما فيما يخص ظاهرة تحول النقابيين لمفاتيح انتخابية قال التركي «ان الامر مجرد رد دين حيث ان بعض الجهات كانت قد دعمت بعض النقابيين في الوصول إلى مراكزهم وجاء الوقت لرد الدين وايضا يستخدم المرشحون النقابيين لجذب اكبر عدد ممكن من الناخبين له، وكسب اصواتهم».
وبين التركي ان لبعض الشباب الجامعي وعيا انتخابيا كافيا للتمييز فيما يطرحه المرشحون لانه ممارس للعملية النقابية داخل المدرسة او الجامعة وهي اساس التوجيه لدى الشاب حيث يتعود الشاب على تلك الاجواء من خلال ممارستها، وبالتالي يكون له القدرة الكافية على التمييز بين المرشحين، ومساعدتهم على وصول المرشح الاكفأ للمجلس.
واشار التركي الى انه سيكون للشباب دورفاعل في العملية الانتخابية لو تم توعيتهم بشكل صحيح.
اما عن الحركات الحزبية والطائفية والقبلية ودورها في الجامعة قال التركي «ان لكل قائمة داعما وهناك احزاب تدعم قوائم للوصول إلى كرسي مجلس الطلبة والطوائف تتدخل في بعض المرات من خلال اختيارات البعض رغم انها ضعيفة اما القبلية فهي انتقلت من مجلس الامة إلى الجامعة وهذا ما لا نكن نتمناه، بل نتمنى ان تكون مصلحة الطالب هي الهدف مثلما نهدف إلى مصلحة الوطـن، لان شباب اليوم هم رجال المستقبل اي العملية الانتخابية تعتبر عملية كبيرة ملخبطة الاوراق فهي متداخلة بنظام افيدني وافيدك ادعمني وادعمك».
واوضح التركي ان التاثير على الاقران من الشباب في الجامعة او الدائرة في دعم مرشح يتم عبر تبادل الحديث عمن تدعم ومن تتوقع له الفوز ولماذا ؟ وبعد ذلك تتم المناقشة في مواصفات المرشح الذى نريده،علما ان الترشيح بالنسبة لي اختيار شخصي وليس فرضا شخصيا.
اما فيما يخص معايير اختيار المرشح يرى التركي «ان اهمها هي ان تكون امام عينه مصلحة الوطن ويكون لديه تصور للمستقبل وان يكون مفكرا، صاحب كلمة وراقيا بالتعامل بعيدا عن الاساءة لاحد، وان يعمل للشعب وليس لابناء دائرته او لقبيلته اولطائفته.
وقال مبارك الشمري «ان القوائم الطلابية كافة تطرح افكارا عامة تشكل فيما بعد قناعات واسسا فكرية ينتهجها الطالب في المرحلة الجامعية ويقوم على اساسها بالانتساب إلى احد القوائم التي يرى فيها ما يتوافق مع هذا القناعات، لذلك نجد ان الطالب في الانتخابات البرلمانية يتوجه إلى المرشح الذي يطرح نفس الافكار التي يتنهجها الطالب ويكون مساندا له.
واضاف «ان العمل الانتخابي هو امتداد للعمل النقابي ومن الطبيعي ان ينتقل الطالب من مرحلة العمل الجامعي إلى ما بعدها لكي يتم العمل من اجل مصلحة الكويت لذلك نجد كثيرا من الناشطين في العمل النقابي الجامعي يتجهون إلى العمل الانتخابي مع المرشحين للاستمرار في العطاء من اجل مصلحة الجميع سواء كمفاتيح انتخابية او مشاركين باى شكل اخر».
ورأى الشمري انه يوجد وعي كافٍ لدى الشباب فالندوات والمؤتمرات واللقاءات المستمرة مع كافة الفعاليات في المجتمع تساهم في رفع مستوى الوعي لدى كافة ابناء المجتمع بما فيهم طلبة الجامعة وكذلك تكون الانتخابات الجامعية تجربة مناسبة لاكتساب الحس الانتخابي الكافي للمشاركة في الانتخابات البرلمانية والتمييز فيما يطرحه المرشحون من برامج وافكار واهداف.
وتابع الشمري ان «الشباب ينظرون إلى الانتخابات المقبلة نظرة خاصة فهناك العديد من المواضيع والقضايا التي تهم مستقبل الكويت ومستقبلهم بشكل خاص واعتقد انه سيكون لقضايا الشباب الاولوية في ما يطرحة المرشحون من برامج انتخابية وسيحرص الطلبة على متابعة وحضور الندوات واللقاءات فدرجة الوعي لدى الطلبة كبيرة جداً قادرون معها على ان يكون لهم دور فعال في تحديد من المرشحين الاجدر بالوصول إلى المجلس».
واكد الشــمري ان الافكار والمبادئ والبرامج الانتخابية، والشهادات والخبرات والتاريخ الوطني كلها معايير يجب ان توضع بعين الاعتبار لما فية مصلحة الكويت والمجتمع والافراد بعيداً عن كل ما يشوب هذا العملية الديموقراطية من اي سوء. من جهته، قال صالح العنزي ان «دور القوائم والمنظمات الطلابية واعضاء النقابات في الانتخابات مهم جدا وكل مرشح يدرك تماما ان العنصر الشبابي له اهمية قصوى في العملية الانتخابية ومن الملاحظ ارتفاع اعداد الشباب من الجنسين سواء في الدعاية للمرشحين او المشاركة في التصويت وهي اعداد لا يستهان بها ابدا».
اما فيما يخص سر ظاهرة تحول النقابيين الى مفاتيح انتخابية قال العنزي «لا اعتقد ان جميع النقابيين هم مفاتيح انتخابية فهم اصحاب رأي وتطلعات مستقلة ».
وبين العنزي ان للدور الطلابي دورا فاعلا في العملية الانتخابية المقبلة لمجلس الامة واكبر دليل على ذلك هو الاهتمام الواضح من قبل المرشحين بالتكتلات الطلابية وما يخصها، مشيرا الى ان من اهم المعايير لاختيار المرشح ان يتقي الله عز وجل في البلاد والعباد وان يكون صاحب مبادئ وقيم نزيهة.
من جهتها، قالت مها محمد العجمي «ان الطلبة يستطيعون التوفيق بين الدراسة والعمل مع احد المرشحين» مؤكدة ان القوائم والمنظمات الطلابية في انتخابات مجلس الامة لها دور كبير جدا فالقوائم تتبع تيارات وهذه التيارات تقوم بتدريب الطلبة كما ان كل قائمة من القوائم تسعى إلى وجود من يمثل تيارها في مجلس الامة.
واكدت العجمي ان اهم معايير اختيار المرشح ان يحمل مؤهلا مناسبا لمركزه الذي سيتولاه وخبرة تقوده الى اصلاح المجتمع الكويتي ونسيجه الاجتماعي.
اما زميلتها إيمان الشمري فقد قالت «ان القوائم والمنظمات الطلابية لها دور كبير في انتخابات مجلس الامة وهي تعتبر امتدادا لنواب المجلس وبالتالي فمن المؤكد ان يكون لها دور وهذا الدور كبير جدا فمعظم هذه المنظمات لها تياراتها الخاصة وهناك من الطلبة من يميل الى احد المرشحين على حسب قناعته في التصويت».
اما فيما يخص معايير اختيار المرشح من وجهة نظرها تقول «يجب ان يحمل مؤهلا عاليا ولديه خبرة وحلول وان يكون مستقل التوجه والفكر وولاءه للوطن والمواطن فقط».
واضافت «ان لدى الطالب وعيا انتخابيا كافيا للتمييز فيما يطرحه المرشح لانه مارس العملية الانتخابية في الجامعة ويستطيع ان يتجنب دغدغة المشاعر التي يمتاز بها بعض المرشحين، حيث يقوم المرشح ببيع الاحلام الوردية للطلبة وسرعان ما يتناسى ذلك عند وصوله إلى مجلس الامة لذا يجب على الطلبة ان يميزوا ويحسنوا الاختيار لمن هو الاصلح لهم وللوطن بشكل عام».
من جهتها، قالت عواطف الفضلي «ان للقوائم الطلابية دورا كبيرا في انتخابات مجلس الامة لان هناك عددا كبيرا من الطلاب الذين يدعمون المرشحين القريبين لهم من حيث المبدا والفكر ويتم ذلك من خلال المعارف، ويلعبون ادوارا عديدة مثل تنظيم الندوات للمرشحين والتصويت وجمع الاصوات والمشاركة بكافة الفعاليات الانتخابيه».
وأكدت الفضلي ان تحول الطلبة النقابيين الى مفاتيح انتخابية يرجع الى ان لديهم عددا كبيرا من المعارف والاصحاب وقدرة اجتماعية وتواصلا جيدا والمرشح يحتاج الى فزعتهم ولاشك ان هناك عقولا شابة كويتية مفكرة ومبدعة تعمل لمصلحة الديرة بعيدا عن العنصرية والطائفية والتفرقة في المجتمع».
واشارت الفضلي انه ليس لكل الطلبة وعي انتخابي فهناك من ينجذب لبعض الاغراءات والوعود غير الصادقة وعدم المصداقية من قبل بعض المترشحين الخبراء في هذا المجال.
وقالت «ان من المعايير الاساسية لاختيار المرشح هي المصداقية وليست الاقوال فقط لاننا مللنا من الكلام والمشكلة ان بعض المرشحين يحسب انه قادر على شراء صوت الطلبة بالمال واعتقد ان من تبيع صوتها ما عندها ضمير زين».
واضافت «يجب ان يكون المرشح دارسا ومثقفا».
اما سعود الناصر فيقول «ان موضوع التوفيق بين الدراسة والعمل الانتخابي امر في غاية السهولة إذا ما استطاع الطالب او الدارس توزيع وقته بالشكل اللائق بحيث لا يطغى الاهتمام باحد الجانبين على الآخر».
وأكد الناصر ان القوائم والمنظمات الطلابية تلعب دوراً فاعلاً في التاثير على سير ونتائج الانتخابات البرلمانية من خلال تقديمها للدعم المعنوي للمرشحين الذين يتوافقون مع افكار تلك القوائم او المنظمات.
اما فيما يخص عمل النقابيين من الطلبة كمفاتيح انتخابية لبعض المرشحين فيرى الناصر انه من الصعوبة التعميم على جميع النقابيين والقول انهم تحولوا إلى مفاتيح انتخابية فهناك الكثيرون منهم لا يزالون يمارسون دورهم النقابي على اكمل وجه ونحن نعتز بهم ونقدّر لهم ذلك الجهد السخي الذي من خلاله يسعون لتحقيق مطالب زملائهم في المهنة امّا إذا ما قدّم احدهم الدعم المعنوي لاحد المرشحين فهنا ليس خطأ ويعتمد كثيراً على توافق افكارهما».
اما فيما يخص معاير اختيار المرشح قال الناصر «ان المرشح هو واجهة الدائرة التي ينجح فيها ويجب ان يكون على مستوى الحدث ويعكس الوجه الحقيقي لابناء تلك الدائرة ومن وجهة نظري اعتقد انه يجب ان يكون ملتزما دينياً واخلاقياً ويكون ذا شهادة علمية مرموقة حتى يتسنى له العمل بصورة اكاديمية تعكس تطور فكره الذي بالطبع سيخدم ابناء دائرته من خلاله، كما يجب ان يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وعدم السعي لمصالح شخصية».
ويبين الناصر ان الوعي الانتخابي للطالب في وقتنا الحالي يمتاز بقوة الشخصية والاطلاع القوي من خلال حضور الندوات واللقاءات المتنوعة فضلاً عن مشاركته الفعالة في كتابة نتائج تلك الانتخابات بشكل واضح من خلال العمل على شكل تكتلات ومجموعات منظمة.
وعن دور الشباب في العملية الانتخابية قال الحسيان الدوسري «بكل تأكيد سيكون الطلبة هم الشعلة التي يحرص المرشح على إبقائها في مقره الانتخابي ويسعى لنشر افكاره عبر هذه الفئة والمطالبة بقضايا الطلبة ومستحقاتهم بعيداً عن المتاجرة بها فالمرشح الصادق هو من يضع نصب عينيه مصلحة الطالب وتوفير فرص عمل مناسبة له بعد التخرج وفق آلية منظمة تكون تحت مظلة الحكومة».
وبين الناصر فيما يخص دور القوائم الطلابية في الانتخابات البرلمانية انه «من خلال معايشتنا للوعي الطلابي خلال الانتخابات الماضية في الاتحاد العام لطلبة التطبيقي نجد ان هناك تحركات غير معلنة للاحزاب الطائفية والقبائل وكل واحدة من هذه التصنيفات السابقة تسعى للوصول لهدفها من خلال اقصر الطرق واضمنها، فمنهم من يجد ان القبيلة هي الطريق الامثل للوصول، فيما يرى البعض الآخر ان الانتماء لحزب معين اضمن الطرق للوصول وغيرها ولكن يجب على المرشح الا يتخلى عن مبادئه الاساسية ولعل ابرزها عدم مخالفة الشريعة الإسلامية».