كشف عن قائده في «حزب الله» محمد قبلان وتحركات الوحدة 1800
اعترافات شهاب الأولية: تحركاتنا بعيدة عن المذهبية وكلفت تشكيل مكتب مصر ضمن مخطط «وحدة الطوق»
1 يناير 1970
05:59 م
|القاهرة - «الراي»|
كشفت التحقيقات الأولية التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا في مصر، عن ان تحركات «تنظيم حزب الله»، كانت تتم بين مدن مصرية ولبنان والأراضي الفلسطينية والسودانية.
وقال المتهم الأول في القضية محمد يوسف منصور، واسمه الحركي سامي هاني شهاب، عن أنه كلف من قيادات «حزب الله» تكوين ما أسماه «مكتب مصر»، وأن يأتي في اطار تنظيمي يعرف بـ «وحدة الطوق»، وأن قائده المباشر هو محمد قبلان، كاشفا عن أنه عاش لفترة في مصر.
ونفى شهاب، تماما ان يكون هدف مكتب مصر «مذهبيا»، وقال: «أردنا مراقبة الاسرائيليين، وتهريب ذخيرة وأسلحة ومقاتلين للأراضي الفلسطينية».
وهذا نص الاعترافات الأولية، كما جاء في تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في مصر:
• اسمك ايه بالكامل؟
- محمد يوسف أحمد منصور.
• أمال ايه سامي هاني شهاب، كما ورد في عملية الضبط؟
- ده اسمي الحركي في تنظيم حزب الله.
• كم عمرك؟
- 39 عاماً.
• متى حضرت الى مصر؟
- في بداية العام 2005.
• أين تسكن؟
- 15 شارع هارون بالدقي بالجيزة، ولكن ذهبت الى لبنان أكثر من مرة، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت القاهرة مقر اقامتي، وكنت أتردد على لبنان من حين لآخر لتلقي تكليفات وما الى ذلك.
• هل كان أحد يعرف أنك شيعي؟
- هذه المعلومة لم أقلها لأحد في مصر على الاطلاق، ولم أتطرق اليها، بل ان الجميع كان يعرف أنني فلسطيني مقيم في سورية ولم أقل انني لبناني.
• معنى ذلك أنك لم تدع الى المذهب الشيعي؟
- مطلقاً، لأن وجودي في مصر مرتبط بعمليات محددة، ليس من بينها «المذهبية»، وقيادات حزب الله لا يلعبون على هذا النوع مطلقاً، لأننا نرى في الحزب ان ضرر المذهبية كبير على الأمة العربية والاسلامية.
• لماذا أتيت الى القاهرة؟
- بتكليف من قيادات حزب الله.
• وما هذه التكليفات؟
- تكوين مكتب لحزب الله باسم «مكتب مصر».
• ما الغرض من انشاء مكتب لـ «حزب الله» في مصر؟
- هذا المكتب يأتي ضمن وحدات تسمى داخل حزب الله «وحدة الطوق»، وهي الدول المحيطة باسرائيل.
• وما الهدف من وحدة الطوق؟
- دعم القضية الفلسطينية.
• من قائدك المباشر من قادة «حزب الله»؟
- أنا رئيس المكتب، والقيادي المباشر المتابع لي من لبنان هو محمد قبلان.
• ولماذا محمد قبلان؟
- لأنه يدرك طبيعة مصر، وعاش فيها فترة، وكان يتنقل بها، خصوصا في سيناء ونظراً لمعرفته القديمة بالمنطقة.
• ماذا كان دوره؟
- كان يتردد على قرية النخي في نويبع لمعرفة ما اذا كان هناك اسرائيليون يترددون على هذه المنطقة.
• ما طبيعة عمل مكتب مصر؟
- اجراء عمليات استطلاع من على شاطئ نويبع وطريق طابا المصرية، وأثناء ذلك تعرض قبلان لمشكلة مع الأمن المصري.
• ما هي؟
- أثناء دخوله لكل المناطق تعرض له الأمن المصري وأخذ منه جواز سفره.
• هل كان جواز سفر حقيقياً أم مزوراً؟
- كان معه جواز سفر مصري باسم حسان الغول.
• وماذا حدث بعد ذلك؟
- عاد الى القاهرة بعد هذه الواقعة والتقى حسن المناخيلي من بورسعيد، حيث كلفه متابعة منطقة نويبع لرصد منطقة رأس شيطان وأعطاه ألف دولار لفتح كشك في المنطقة.
• ماذا كان الهدف؟
- الهدف كان المتابعة ومراقبة الاسرائيليين أيضا.
• وما الذي حدث بعد ذلك؟
- تم الاتفاق بين قبلان والمناخيلي على التواصل لاحقاً، بعد ما أعطاه رقم هاتف مصرياً.
• ماذا عنك أنت أثناء هذه اللقاءات؟
- عدت أنا الى بيروت، لكنني فوجئت بقبلان يراسلني من القاهرة، وقال لي ان من الممكن ادخال أشخاص الى قطاع غزة.
• هل كانت قيادة «حزب الله» تعلم بذلك؟
- نعم، وقد تم عرض هذه المعلومات على مسؤول مكتب فلسطين في حزب الله.
• ما اسم مسؤول مكتب فلسطين؟
- يكنى أبوحسن، ولا أعرف شيئاً غير اسمه.
• وما الذي حدث بعد ذلك؟
- يوجد خبير اسمه عباس من حزب الله جاء من بيروت واستقبله محمد قبلان في القاهرة، وتم شراء بعض المعدات من العتبة في القاهرة وتوجه بعدها الى شمال سيناء.
• ماذا عن ناصر أبوعمرة؟
- بعد ذلك تواصل قبلان مع ناصر أبوعمرة ووفر له مواد متفجرة، تختص بتقطيع الحديد وآثارها المفرقعة شديدة تفجر الحديد.
• من أين حصل على هذه المعدات؟
- من شخص يدعى سامي العايض البدوي.
• أين تم وضعها؟
- تم وضعها في منزل نمر الطويل في العريش.
• من هو نمر الطويل؟
- شخص يكني خضر.
• ما الذي حدث بعد ذلك؟
- تم تأمين المواد المتفجرة في منزل نمر الطويل.
• وأين كان المدعو قبلان وعباس؟
- توجها الى العريش شمال سيناء، وقاما بتصنيع حزامين ناسفين وحقيبتين من المتفجرات، وكان معهما جهاز «لاب توب» وظلا هناك 3 أيام.
• أين كنت أنت وقتها؟
- حضرت الى القاهرة، فقد كنت في لبنان.
• لماذا؟
- سافرت بتكليف من مسؤول وحدة فلسطين في «حزب الله» المكنى أبوحسن، حيث التقيت محمد قبلان وعباس في القاهرة.
• ما الذي حدث في هذا اللقاء؟
- فوجئت بأن قبلان لم يرحب بلقائي بسبب المشكلة التي حدثت عند طريق طابا، عندما كشف الأمن المصري عن جواز السفر الخاص بكل منا، وتم تصويره من قبل أجهزة الأمن.
• لماذا اذاً عدم الترحيب؟
- لأن معنى ذلك وجود ارتباط بيني وبينه في أرشيف الأمن المصري.
• هل طلب منك شيئاً؟
- طلب مني بعد ان قضينا الليلة مع عباس، العودة الى لبنان لكي لا يربط الأمن المصري بيننا.
• هل قمتم باستخراج جوازات جديدة بعد ان تم كشف الأمن المصري لكم؟
- نعم قمنا باستصدار جوازات سفر جديدة، وبالفعل سافر قبلان صباح اليوم التالي يرافقه عباس على طائرة الشرق الأوسط وسافرت أنا على طائرة مصر للطيران الى لبنان، حتى لا يتم كشفنا من قبل أجهزة الأمن المصرية.
• كيف تم نقل معدات التفجير الى سيناء؟
- روى لي «قبلان» كيفية نقل بعض المعدات اللازمة في عمليات التفجير.. وهي عبارة عن أسلاك كهربائية وشريط لحام وجلب ورولمان بلي، ونقلها الى الاسماعيلية، وهناك التقينا نمر الطويل، الذي وضع تلك الأغراض داخل خزان وقود السيارة وسافر بها الى منزله الكائن بالعريش وذلك للتهرب من أكمنة الشرطة الموجودة على الطريق.
• ما تفاصيل نقل هذه المعدات، ومن الأشخاص الذين شاركوا في هذه العملية؟
- قبل قدوم عباس وقبلان من شمال سيناء الى القاهرة، كلف ناصر أبوعميرة من بورسعيد، تخزين هذه المعدات في منطقة كرم أبونجيلة في العريش، وعند عودتنا الى لبنان تلقينا مراسلات عدة من ايهاب السيد موسى من بورسعيد أيضاً ويكنى بمروان عن حركة السياحة الاسرائيلية في مصر.
• ما محتوى هذه المراسلات؟
- عبارة عن أعداد المترددين الاسرائيليين في المنطقة المحيطة بنويبع، وكان يتم عرض هذه التقارير التي كانت تأتي بشفرة بعد عملية فك التشفير على الرئيس المباشر محمد قبلان.
• هل توصلتم الى أعداد الاسرائيليين هناك؟
- تلقى قبلان اتصالين من حسن المناخيلي، عن أعداد الاسرائيليين المترددين على رأس شيطان.
• ما اسم الاسرائيليين في الشفرة التي بينكم؟
- الجيران، وكان سبب اختيار هذه الكلمة في التشفير عدم وجود وسيلة اتصال آمنة مع المصدر، لكن بعد هذين الاتصالين ومعرفة قيادة الوحدة بهذه الطريقة، تم منع محمد قبلان من استقبال مكالمات هاتفية من هذا النوع حفاظاً على سلامته الأمنية ولعدم كشف مكان المصدر.
• هل كان لك صلة بأي دولة من الدول الأخرى؟
- سافر محمد قبلان الى السودان لاجراء بعض الاتصالات اللوجستية.
• مع من في السودان؟
- مع شخص يدعى خليل السوداني ليقوم بالسفر الى مصر، لكن خليل رفض السفر رغم أنه أخذ مبلغ 300 دولار وتعلل بعدم تجديد جواز سفره.
• ما الهدف من زيارة السودان؟
- التعرف على مهربين أفارقة وسودانيين للقيام بتهريب مقاتلين الى غزة.
• هل تم الاتفاق مع مهربين بالفعل على ذلك؟
- نعم تم الاتفاق مقابل 2000 دولار عن كل شخص يتم ادخاله الى غزة، وبعد مضي الوقت تم الاتفاق على ان تكون النقلة بالسيارة 16 ألف دولار، سواء اشتملت السيارة على ركاب أم راكب واحد فقط.
• هل نجحتم في ادخال مقاتلين؟
- نعم، لكن أعداد قليلة.
• هل قمت بتغيير جواز سفرك بعد واقعة كشفه مع قبلان؟
- نعم في يونيو 2008 تم تكليفنا باجراء جواز سفر جديد في لبنان، وكان اسمي فيه جمال هاني حلوي، وصدر بالتكليف نفسه لمحمد قبلان بتغيير جواز السفر الذي كان يستخدمه.
• ما الأعمال السابقة التي كلفت بها من «حزب الله» بها؟
- انضممت لفصائل التعبئة العامة التابعة لحزب الله، وتلقيت جميع التدريبات العسكرية التي أهلتني للمشاركة في العديد من العمليات العسكرية وأعمال المقاومة ضد الجيش الاسرائيلي، لكن تمت اصابتي في العمود الفقري وتم ضمي الى الوحدة 1800 المعنية بدعم ومتابعة القضية الفلسطينية من خلال دول الطوق، وتلقيت العديد من التدريبات على الأعمال الاستخباراتية.
• هل تلقيتم تكليفات بأعمال داخل مصر؟
- قيادات الحزب الحكيم قالت لنا ونحن نؤسس مكتب مصر، ان «مصر خط أحمر»، وأن الهدف هو مساعدة ودعم فلسطين، بل ان قيادات الحزب أصدرت أوامر صارمة بعدم استهداف الاسرائيليين داخل الأراضي المصرية حفاظاً على الأمن القومي المصري، وقالوا لنا ان الدخول الى فلسطين هو الهدف ومقاتلة اليهود هناك، وأن مصر يجب ان تكون بعيدة عن أي عمل.
• هل قمتم بادخال ذخائر ومعدات الى فلسطين؟
- نعم دخلت ذخائر ومقاتلون، وقد صدر تكليف لقيادات الوحدة 1800 بتصعيد العمليات ضد اليهود داخل الأراضي الفلسطينية بعد اغتيال الحاج رضوان عماد مغنية في سورية العام الماضي، وجاء محمد قبلان بتكليفات التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية للرد على اغتيال عماد مغنية.
الفلسطيني أبو مسعود: ضابطا «حزب الله»
سعيد ثم أسعد تابعا تحركاتنا في مصر...
واللقاءات بحديقة الحيوان في الجيزة
القاهرة - «الراي»
كشف المتهم الثاني في قضية «تنظيم حزب الله» ناصر خليل ابوعمرة - فلسطيني الجنسية ويطلق عليه أبو مسعود - عن ان هذا التنظيم يمارس نشاطه داخل مصر منذ العام 2000، تحت اشراف احد ضباط استخبارات «حزب الله»، ويدعى سعيد، مؤكدا ان هذا اسمه الحركي، ولا يعرف اسمه الحقيقي.
وذكرت مصادر قضائية مصرية، ان ابو مسعود قال في التحقيقات الأولية التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا، ان رجل الاستخبارات كان يبلغه التعليمات، ووفر له شرائح هواتف مصرية وغير مصرية، وكلفه شراء قطعة أرض في منطقة اسمها الكاردة في العريش، ليخزن فيها المعدات التي كانت تأتي بها بعض السفن عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وقال: «سعيد حضر بالفعل الى مصر بجواز سفر مزور، وعندما رأى قطعة الأرض رفضها، وقال انها لا تصلح، وكان يأتي الى مصر كل 3 أشهر».
الفلسطيني كشف أيضا، انه نجح في تجنيد بعض العناصر في الخلية عن طريق علاقته بالحاج محمود، وهو سامي شهاب، الذي وصفه بأنه «رئيس مكتب حزب الله في مصر»، مشيراً الى ان عدداً من اللقاءات كانت تتم في حديقة الحيوان في الجيزة، وتم استبدال الضابط سعيد بضابط آخر من «حزب الله» اسمه أسعد.
واعلن استئجار عدة شقق في عدد من الأحياء، خصوصا حي العرب في عين شمس، حيث تم تدريبهم على كيفية الاختفاء ورصد المراقبات والتخفي، وقام بتوزيع أموال على الفريق. وأضاف ان أحد أعضاء الخلية ويدعى ناصر معمر حماد، كان تم القبض عليه في احدى السفن المحملة بالأسلحة من قبل السلطات الاسرائيلية، ولوقوع هذا الحادث، طلب الضابط وقف اللقاءات بين أعضاء الخلية.