خالد عيد العنزي / الملاس / «الزغللة» والكبائر ... وتشويه الديموقراطية!

1 يناير 1970 05:05 م
«النافذة التي يخرج منها الهواء الفاسد هي النافذة نفسها التي تسمح بدخول الهواء الصالح»، حكمة قديمة.
(1)
من شوه ديموقراطيتنا؟ سؤال هو الأهم في هذه الظروف التعيسة التي تعيشها البلاد، وهو سؤال لا يحتاج إلى ذكاء كبير للإجابة عنه، ولا لعناء طويل أيضاً، فقديماً قالوا إن الأسئلة عندما تطرح نفسها فإنها تأتي بإجاباتها معها.
قد ترقى تهمة تشويه التجربة الديموقراطية الكويتية إلى مرتبة «كبائر الذنوب» التي لا يغفرها الوطن ولا الشعب، وسيحاكم التاريخ من قام بهذه الجريمة بحق الكويت وأهلها في الماضي والحاضر والمستقبل. وبالمقابل، فإنه لا أحد يعترف بارتكابه هذه الجريمة، حتى ولو ضبط بالجرم المشهود، فهي تهمة الكل ينفيها، وكثيرون متورطون فيها، لكنها دوماً تهمة تسجل ضد مجهول!
(2)
ليس هناك من توصيف متفق عليه لجريمة «تشويه الديموقراطية»، فكلٌ يعرفها على طريقته وحسب قناعاته، وأحياناً حسب مصالحه، ففي بعض الأحيان يصبح الاستجواب تشويهاً للديموقراطية، وأحياناً أخرى يكون التأزيم، لكن في الغالب يكون تشويه الديموقراطية من داخلها، وذلك حين يعمد البعض إلى حرف الوسائل الديموقراطية عن مقاصدها الدستورية وتحويلها إلى كلمة حق يُراد بها باطل.
وفي الحقيقة، فإن عدم استعمال الوسائل الديموقراطية المجمع عليها لتحقيق الأهداف السياسية، والاستعانة بوسائل غير ديموقراطية بديلة هو أكثر من تهديم للديموقراطية، إنه هدم للنظام وانقلاب على الدولة والمجتمع.
(3)
لم نقل ما قلناه كتعليق على قضية المرشح خالد الطاحوس، كما قد يعتقد البعض، لكننا نقوله لأن الكثيرين يتجرأون وبكل صفاقة على اتهام هذا وذاك بهذه الكبيرة الدستورية من دون اعتبار لأدنى درجات المسؤولية، ففي الانتخابات تحل المحظورات محل المباحات، ولا يغدو لقاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» أي اعتبار يُذكر، اللهم إلا إن كانت الانتخابات هي ضرورات بحد ذاتها!
فليس كلام المرشحين ناتجاً عن قناعاتهم بالضرورة، لكن المحرك الأول والأخير فيه هو «المصلحة الانتخابية» لا أكثر ولا أقل، فالمرشح نفسه قد يغيّر «أقواله» بعد انقشاع غيمة الموسم الانتخابي، هذا إن لم يغيّرها خلاله، وطالما أن هناك مصلحة هناك دوافع، والدوافع تتغير بتبدل المصالح وهكذا، هذه هي الحقيقة التي قيل قديماً إنها النحلة تحمل في جوفها العسل وفي ذنبها الإبرة.
(4)
ما نعتقده هو أن تشويه الديموقراطية هو الخطر الأول على الكويت ومستقبلها، وبالتالي فإن على كل من يهمه مستقبل الكويت أن يتصدى لهذه الجريمة، سواء أكان ذلك بالفعل أو القول أو القلب، وذلك أضعف الإيمان. فهذه المسؤولية هي مسؤولية جمعية وليست فردية، بل إنها فرض عين على كل مواطن، ومن يتقاعس عن تأدية دوره فيها سيندم في وقت لا ينفع فيه الندم.
وبما أننا في الآن في عز الحمى الانتخابية، فإن على الناخبين جميعاً أن يفتحوا أعينهم وآذانهم على كل من يحاول المس بوحدة الوطن وأمنه في سبيل مكاسب لا تستحق - مهما كانت مهمة - أن يرتكب الإنسان من أجلها جريمة بحق وطنه ونفسه ومستقبل أبنائه.
نعم ديموقراطيتنا في خطر، ليس لأي سبب خارجي، لكنها في خطر بسبب سوء استخدام بعضنا للأدوات الديموقراطية عن قصد أو غير قصد، وفي الانتخابات تتكاثر الأخطاء بسبب حالة «الزغللة» التي قد تصيب بعضاً ممن لا ينظرون سوى للكرسي الأخضر، فانتبهوا أيها الأخوة من مرشحين وناخبين وتذكروا مهما اختلفنا أن الكويت تجمعنا، وإن افترقنا، والمثل الأفريقي يقول: «في الغابة، تتخاصم الأشجار بأغصانها، لكنها تتعانق بجذورها»!

ماسيج:
- تريد المرشحة ذكرى الرشيدي حكومة تخطط لعشرين عاماً، وما نريده كله هو مجلس يعيش لأعوام أربعة، فهل هي متفائلة أم نحن المتشائمون؟
- أجمل تحليل قرأته عن الدائرة الرابعة يقول إن ما يجري فيها هو مواجهة بين الاحتراف والهواة... ولا تعليق!
- يتزايد العازفون عن خوض الانتخابات ويقل العائدون، والمصيبة الأكبر إن عزف الناخبون!
- انتصرت «الفيفا» للكويت وأعادت إليها ما سلبه منها الاتحاد الآسيوي، فمتى يكتمل الانتصار؟


خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@hotmail.com