محمد العوضي / خواطر قلم / تمثيلية فيصل المسلم!
1 يناير 1970
04:19 ص
كانت نصيحتي لكل من تربطني به علاقة قوية إذا ما استشارني في الترشح لمجلس الأمة بألا يورط نفسه في الدخول بهذا المستنقع، ولقد عتب عليّ بعضهم عندما سميتهم في مقال أيام الانتخابات في دورات سابقة، لكن اليوم سيكون رأيي مغايرا لما سبق، لأن النائب ليس جديدا في البرلمان، ولان حسب تقديري، نزوله اولى للصالح العام من انسحابه الذي قرره بصدق وقوة، انه الأخ النائب فيصل المسلم الذي صرح أمس الأول- كما قرأنا بالصحف- عدوله عن قراره السابق ونزوله عند رغبة محبيه وتحمله للمسؤولية فقرر خوض الانتخابات في الدائرة «الثالثة».
والسؤال الذي يطرح نفسه أو الذي سيلعب من خلاله خصوم فيصل ومنافسوه هو كان الحدث (الانسحاب ثم التراجع) مجرد مشهد تمثيلي سياسي؟! والجواب كلا بالنسبة لي على الأقل وبالنسبة لكل من هو قريب من فيصل المسلم.
وعندما نعرف قناعة النائب السابق في زهده بالعمل البرلماني ندرك وجهة نظره القوية في الانسحاب ومبرراته المنطقية، التي تتلخص بعدم تحمل الحكومة لاستعمال النواب لادواتهم الدستورية، فهي تعتبر اي تفعيل لادوات الدستور احد انواع التأزيم، ويقول فيصل المسلم انا دوري كنائب رقابي اكثر من دوري التشريعي لان الجانب التشريعي اخذ يتضاءل امام الدور الرقابي، فالدور التشريعي يكون حساسا وقويا في البدايات والتأسيس وما يلبث ان يقل امام الادوار الرقابية، فمثلا بناء جامعة جديدة لا يحتاج الى قانون فالتشريع موجود كإنشاء جامعة الشدادية الذي اقر قبل أربع سنوات!! فقدرنا رقابي واستعمال الادوات الرقابية، فمصروفات ديوان رئيس مجلس الوزراء، او قضية الشيكات بالنسبة لي مصيرية فإما ان احترم قسمي والتزم بالامانة، وإما ان اخون القسم والامانة معا، وبالحالتين انا في وضع حرج الحالة الاولى الحكومة لا تتحمل والحالة الثانية ضميري يرفض والتاريخ لن يرحمني لم تكن تمثيلية فالناس في دائرة فيصل المسلم ومن خارج دائرته يضغطون عليه بشدة للنزول لخطورة المرحلة المقبلة، واهل دائرته يقولون له يا فيصل في السنين السابقة كنت تدخل علينا الديوانيات وتطلب صوتنا، فأعطيناك الاصوات واستجبنا لك ونحن اليوم ندخل عليك ديوانك ونطلب موافقتك ونزولك والقرار قرار الدائرة وليس قرارا شخصيا لك... يقول لي صديقي علي السند في مهاتفة من المدينة المنورة امس كنت في ديوان المسلم السبت قبل السفر والوفود والناس تتقاطر عليه من بعد العشاء إلى منتصف الليل يدعونه بشدة واحيانا بغضب الا يخيب رجاءهم ويقولون (مو بكيفك ما تنزل)... وفقك الله يا دكتور فيصل.
محمد العوضي