مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / أمامك عمل شاق جداً... مستر أوباما!

1 يناير 1970 05:48 م
تعتبر الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما إلى تركيا زيارة موفقة وناجحة، إذ أمضى أياماً عدة حاول فيها أن يمسح ما علق في الذاكرة التركية والإسلامية من تركة الرئيس السابق بوش الثقيلة والكريهة، وهي تركة من أسوأ التركات التي يرثها رئيس أميركي عن سلفه! الرئيس أوباما أعطى وعوداً للعالم الإسلامي خلال زيارته لتركيا، بتغيير السياسة الأميركية تجاه المسلمين، معلناً أن حربه مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي فقط، مع وعد لا يقل أهمية من تلك الوعود التي أطلقها، وهو تعهده بحل ملف القضية الفلسطينية، وهي قضية محورية ورئيسية في هذه المنطقة الحساسة، لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، لأهميتها القصوى لدى المسلمين كافة، والذين يعتبرون ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة استفزازاً لهم ومساساً بمشاعرهم، هذا عدا تعاطفهم اللامحدود مع إخوتهم هناك، والذي يعانون من ويلات حكام إسرائيل، والتي زادت مع تولي المتطرف المتعجرف (النتن ياهو) رئاسة الحكومة الجديدة، وإطلاقه تهديدات للفلسطينيين، رافضاً في الوقت نفسه الالتزام بأي تعهدات معهم!
يُقال إن التعنت الإسرائيلي سيواجه بحزم من قبل الرئيس الأميركي أوباما، في حال استمرت إسرائيل في عنادها وعنجهيتها بعدم تجاوبها مع المبادرات الداعية إلى حلحلة ولو جزئية لملف القضية الفلسطينية، وهو أمر قد يجعل مصداقية الإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض على المحك أمام العالم أجمع! والسؤال هنا: هل سيترجم الرئيس أوباما وعوده على الأرض، ويعيد أميركا إلى الساحة الدولية بوجه جديد تملؤه الثقة وحسن التعامل مع الآخرين على أساس الاحترام والمصالح المشتركة، أم تبقى واشنطن في قُمْقُمها الذي وضعه الرئيس بوش لها، تهذي بالإرهاب ومحاربة العالم، أسيرة هواجسها ومخاوفها التي اختلقتها لنفسها؟

* * *
ضربة موجعة سددها الأمن السعودي لخلايا تنظيم «القاعدة» الإرهابي، مع إعلان وزارة الداخلية هناك أخيراً، عن كشفها مخازن أسلحة ومتفجرات مخبأة في أماكن عدة، والقبض على عدد من المنتمين إلى التنظيم الإرهابي!
خبر ليس بغريب، ويدل على يقظة وزارة الداخلية السعودية، ومتابعتها الدقيقة لعناصر الإرهاب والتخريب، ورغم اتباع برامج المناصحة، والتي يرعاها النائب الثاني لرئيس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، إلا أن ذلك لم يمنع أجهزة الأمن من متابعة عناصر «القاعدة» وتعقبهم للحيلولة دون تنفيذهم عمليات تخريبية، وهذا يعتبر إنجازاً لن يكون الأول ولا الأخير لوزارة الداخلية السعودية، التي أثبتت وبجدارة قوتها وطول يدها في حربها ضد تنظيم «القاعدة» الإرهابي، والتي تعاني خلاياه النائمة من الموت البطيء نتيجة الضربات المتتالية التي وجهتها الرياض لهذا التنظيم الجبان الذي شارف على النهاية!


مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
mubarak700@gmail.com