تقرير / خطط عراقية لترميم معابد يهودية

1 يناير 1970 11:46 م
بغداد - ا ف ب - قال الناطق الاعلامي باسم وزارة السياحة والاثار العراقية، ان الوزارة تلحظ ضمن خططها اعادة تأهيل وترميم معابد يهودية بات معظمها متداعيا بفعل الاهمال وعوامل الزمن اثر رحيل ابناء الطائفة من هذا البلد بعد وجود استمر اكثر من 25 قرنا.
واوضح ان «مرقد ذي الكفل يخضع للصيانة حاليا فهناك موازنة مخصصة لذلك».
وذو الكفل الوارد ذكره في القرآن الكريم هو حزقيال، احد انبياء العهد القديم في الكتاب المقدس. ويقع مرقد ذي الكفل في منطقة تحمل الاسم ذاته واقعة بين الحلة والنجف.
والموقع كناية عن معبد ترتفع فوقه زاقورة ويضم قبرا وسط غرفة كتبت كلمات عبرية في اعلى جدرانها.
يشار الى ان خمسة من انبياء اليهود دفنوا في العراق.
واضاف الطالقاني ان «الوزارة تضع خططا للمناطق الاثرية والتراثية سواء كانت في بغداد او غيرها بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي».واشار الى ان «كل موقع يعتبر تراثيا بعد مرور مئة عام على تشييده فالوزارة تهتم بكل التراث العراقي سواء كان مسيحيا او يهوديا او من اي ديانة اخرى».
وتابع ردا على سؤال ان «خطة العام الحالي لا تتضمن كنس بغداد والبصرة والموصل والفلوجة وغيرها لقلة الاموال المخصصة لكن اعتقد انها ستكون ضمن الخطة اللاحقة».
ولا تزال خرائب «عقد اليهود»، وضمنها الكنيس، قائمة في مدينة الفلوجة كابنية جدرانها متآكلة ومغطاة بالغبار.
وشيدت الطائفة كنيس «التوراه» من الآجر الفاتح اللون العام 1915 وسط سوق الفلوجة على ضفاف نهر الفرات لممارسة طقوسها وشعائرها في المناسبات الدينية والاجتماعية.
ويؤكد سكان الفلوجة ان الكنيس كان «امانة» لدى شخص يدعى الحاج رجب حتى وفاتة لكن المكان مغلق حاليا ويتكون من سبع غرف ومذبح كبير وحديقة، ويقع وسط شارع كان اسمه «عقد (محلة) اليهود».
وكانت غالبية منازل اليهود قرب الكنيس مثل عائلات حسقيل وابراهام وعزرا وغبابة ويعقوب الذين عملوا في تجارة النسيج والذهب والفضة والاصواف والعقارات وبقية الحرف المهنية خصوصا العطارين.
وفي «عقد اليهود»، كانت نجمة داود محفورة فوق مداخل المباني لكن تم انتزاعها.
واصابت قذائف الكنيس خلال اشتباكات بين المسلحين والاميركيين في معركة الفلوجة في نوفمبر 2004.
ويقول فلاح صبري شمخي (49 عاما) وهو صائغ ذهب «قامت اسرائيل وعرضت الصهيونية عليهم الذهاب الى هناك لكنهم رفضوا فعملت على اضطهاد مصطنع لارغامهم ثم بدا شتمهم وضربهم بالحجارة (...) تعرضوا لضغوط
هائلة فارغموا على الرحيل وتركوا املاكهم».
ويؤكد ان «البعض منهم باع املاكه في حين اخذ البعض الاخر المستندات معه».
وتعرض اليهود لفرهود (نهب جماعي) بين العامين 1947 و1948 خلال اسقاط الجنسية عنهم فتعرضت اموالهم وممتلكاتهم للنهب والسلب، اضافة لعمليات اهانة وقتل اتهمت الحكومة آنذاك بدعمها وتشجيعها، فبدا رحيلهم عن العراق.
من جهته، يقول الحاج عبدالخالق مولود الكبيسي (91 عاما) المدرس السابق «كان اليهود يعلمون اطفالهم في المعبد، كان التعايش مع اليهود علاقة جوار مبنية على الأحترام المتبادل».
وبلغت اعداد اليهود خلال الاربعينات 130 الف نسمة، فيما كان 34 شخصا من كبار السن يعيشون في هذا البلد بعد سقوط النظام السابق العام 2003، قبل ان يغادروا تباعا.
وشارك عدد من ابناء الطائفة في الحياة السياسية بحيث كان وزير المال يهوديا في عدد من حكومات العهد الملكي (1921-1958) في حين انغمس اخرون في الاحزاب خصوصا الشيوعي منها.
ويرجع وجود اليهود الى الامبراطورية الآشورية الاخيرة (911-612 قبل الميلاد) ولما قضى الكلدانيون البابليون
على الآشوريين وأسسوا دولتهم في
بابل (612-359 قبل الميلاد) دمر الملك نبوخذ نصر الثاني (605-562 قبل الميلاد) مملكة يهوذا وسبى سكانها العام 587.
ومارس ابناء الطائفة الكثير من المهن فكان هناك صرافون وصاغة بالاضافة الى مثقفين وصحافيين وموسيقيين.
وظهرت ابان عشرينات وثلاثينات القرن الماضي مجالس ادبية لشخصيات يهودية انضم اليها اخرون من المسيحيين والمسلمين والصابئة اشهرها مجلس ساسون خضوري زعيم الطائفة حتى وفاته عام 1971.
كما ظهرت اول مدرسة دينية يهودية في بغداد عام 1832 اعقبها انشاء اول كلية دينية عام 1840 كما افتتحت اول مدرسة ابتدائية للصبيان عام 1864 وظهرت العام 1893 مدرسة ابتدائية للفتيات عرفت باسم لورا خضوري.