تحليل / ترقب متزايد لحوار يبدو صعبا بعد 50 سنة بين كوبا وأميركا
1 يناير 1970
03:40 م
هافانا - ا ف ب - رفعت زيارة البرلمانيين الاميركيين الى هافانا سقف التوقعات بذوبان الجليد في العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة بعد 50 سنة من المواجهة حتى وان بدا الموقفان الرسميان الكوبي والاميركي في الجوهر من دون تغيير.
وعمل 7 نواب ديموقراطيين على اغتنام «الوضع الجديد» في البيت الابيض مع باراك اوباما للحض على فتح حوار مع الجزيرة الشيوعية الخاضعة لحظر اميركي منذ 47 سنة.
واستقبل مؤسس النظام فيدل كاسترو (82 سنة) البرلمانيين قبل رحيلهم الثلاثاء بعد ان تباحثو الاثنين طوال اربع ساعات مع شقيقه وخليفته راوول كاسترو (77 سنة).
وجدد الشقيقان، عدوا «الامبريالية» الاميركية، تأكيد موقفهما من دون تغيير.
واعلن راوول كاسترو في اول لقاء مع نواب في الكونغرس منذ توليه خلافة شقيقه في فبراير 2008، استعداده فتح حوار مع باراك اوباما لكن على قدم المساواة وفي غياب تدخل من واشنطن في شؤون بلاده الداخلية.
وشدد البيان الرسمي الكوبي على ان ذلك الموقف «يتطابق مع المبادئ التي تتمسك بها» كوبا منذ ثورة 1959 التي جاءت بفيدل كاسترو الى السلطة. وفي مقال نشر، اول من أمس، قال فيدل كاسترو انه سأل نائبا حول «معنى تصريحه القائل بان (بامكان اوباما تحسين العلاقات مع كوبا لكن يجب على كوبا ان تساعد اوباما)».
والمح الزعيم الكوبي بوضوح الى ان الكرة في ملعب واشنطن مشددا على ان كوبا ليست «المعتدية» وان «ليس لديها بدائل لتكون المبادرة».
وجدد القول انه يؤمن بصدق تصريحات اوباما الذي اشاد به مرارا، مع تجديد التأكيد على شكوكه حول هامش المناورة الذي يتمتع به اول رئيس اسود لتغيير السياسة الاميركية.
وتحدث فيدل كاسترو ايضا عن تصريحات نائب اعتبر ان رفع الحظر او تطبيع العلاقات مع كوبا قد يكلف اوباما اعادة انتخابه اذا قرر الترشح لولاية ثانية.
وفي الواقع فان تصريحات نائب الرئيس جو بايدن الذي اشترط رفع الحظر باحترام حقوق الانسان في كوبا، متطابقة تماما مع موقف ادارة جورج بوش السابقة.
واعتبر ديبلوماسي اجنبي طالبا عدم كشف هويته ان «رفع الحظر والاخوين كاسترو في السلطة بمثابة هزيمة للاميركيين. انهم يريدون انجازات ديمقراطية في كوبا لتكون ذريعة لانهاء الحظر». لكن في غضون ذلك يتوقع ان يخفف اوباما العقوبات وبالتالي خفض التوتر مع كوبا واميركا اللاتينية التي تدعو الى اعادة الجزيرة الى منظمة الدول الاميركية.
وبذلك قد يصدر اوباما اعلانا حول كوبا قبل قمة الاميركيتين المقررة في ترينيداد وتوباغو من 17 الى 19 ابريل والتي لم تدع كوبا لحضورها.
واعتبرت المنشقة مريم لايفا ان من «المهم ان ينتهي التوتر الذي تستخدمه الحكومة الكوبية ذريعة لممارسة القمع وتبرير كل المشاكل».
وخفف اوباما القيود المفروضة على سفر الاميركيين من اصل كوبي (1.5 مليون) الى الجزيرة ويستعد لإلغائها.
واعلن مستشاره جيفري دافيدو ان «الرئيس قال انه يريد السماح للاميركيين الكوبيين باجراء مزيد من الاتصالات (مع الجزيرة). انهم افضل سفراء».
ودعا اعضاء في الكونغرس الى رفع القيود المفروضة على سفر السياح الاميركيين وتعيين مبعوث خاص الى كوبا من طرف اوباما.