تل أبيب تنفي «مواجهة سياسية وشيكة» مع واشنطن... وسجال بين باراك ونتنياهو
فريق أوباما يبلغ الكونغرس موقفه من السلام تحسبا للتصادم مع حكومة نتنياهو
1 يناير 1970
06:34 م
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة |
نفى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني ايالون، في شدة، أمس، تقارير اخبارية التي تحدثت عن «مواجهة سياسية» وشيكة بين تل أبيب وواشنطن نتيجة الخلافات بين البلدين حول موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال للإذاعة (ا ف ب، رويترز، د ب ا، يو بي اي، كونا) إنه «التقى الثلاثاء مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى في اجتماع لم يتخلله أي جدل في الموقف بين الطرفين». وأضاف أنه «تم التأكيد على العلاقات الجيدة القائمة بين واشنطن وتل أبيب». وتابع: «صحيح ان هناك خلافات لكن لا احتكاكات».
وفي ما يتعلق بالتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان حول بطلان إعلان مبادئ أنابوليس، قال آيالون إن «من حق الحكومة الجديدة، بل من واجبها إعادة النظر في السياسة الإسرائيلية».
وأضاف انه «يتعين على الحكومة دراسة طرق عمل جديدة نظرا لعدم حصول أي تقدم نحو تسوية النزاع في المنطقة رغم المحاولات المتكررة في السنوات الأخيرة».
أما النائبة يولي تمير من حزب «العمل» فقالت إن «ليبرمان يحاول إشعال النار في الهشيم بهدف إبعاد إسرائيل عن المكان الذي يتوجب عليها أن تكون فيه في المجال السياسي». وانتقدت وزراء حزب «العمل» الذين يلتزمون جانب الصمت إزاء تصريحات ليبرمان. وقالت إنها «ستدعو إلى عقد اجتماعات لمؤسسات الحزب لإجراء نقاش سياسي».
واستبعد الباحث ايتان جيلبوا من جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ممارسة «ضغوط اميركية على اسرائيل» الا اذا كان الرئيس باراك اوباما يسعى الى «كسب تأييد العالم العربي على حساب اسرائيل».
في المقابل، عرضت صحيفة «هآرتس»، أمس، صورة اكثر تشاؤما عن تطور العلاقات بين الدولة العبرية وحليفها الرئيسي. ولفتت الى حملة لادارة اوباما لدى الكونغرس للتصدي مسبقا لضغوط اللوبي المؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة.
وقال المحلل في الصحيفة اكيبا الدار: «في الوقت الحاضر يستكشف كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واوباما الآخر. لكن ما من شك نسير في اتجاه مواجهة. والتساؤل هو لمعرفة ما اذا كانت واشنطن ستستخدم قفازا مخمليا او قبضة من حديد».
واكدت الصحيفة ان «فريق أوباما يستعد لمواجهة محتملة مع نتنياهو عبر قيامه على نحو غير مسبوق بشرح موقف الإدارة من عملية السلام ومواقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة من حل الدولتين للأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس».
وأشارت إلى ان «إدارة أوباما تتوقع مواجهة مع نتنياهو حول رفضه دعم قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل». وذكرت ان «المسؤولين في الإدارة الأميركية شرحوا للأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس خلال الأسابيع الماضية موقفهم من عملية السلام وأن الإدارة في واشنطن تستعد لاحتمال ظهور خلافات مع إسرائيل حول عملية السلام». ورأت ان «هذه الخطوة الاستباقية تهدف إلى إحباط أي محاولة من نتنياهو لتخطي الإدارة عبر حشد دعم الكونغرس».
وتابعت ان «إدارة أوباما لا تعارض استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية لكنها تصر على ألاّ تستخدم إسرائيل المسار السوري كسبيل للتهرّب من واجباتها في إطار مؤتمر أنابوليس».
من جانب آخر، تحدثت صحيفة «معاريف» عن سجال كلامي دار بين وزير الدفاع ايهود باراك ونتنياهو، موضحة أن «باراك صادق على إرسال 100 مليون شيكل (25 مليون دولار) لبنوك قطاع غزة من دون علم رئيس الحكومة». وأشارت إلى أن «نتنياهو طلب تفاصيل عن هذه المصادقة التي علم عنها بعد أن ارسل المال إلى غزة»، وأوضح مكتب نتنياهو أنه «يرغب في دراسة مسألة إرسال الأموال مستقبلا إلى القطاع».
الى ذلك، اعلن مصدر في الشرطة الاسرائيلية ان قوات الامن وضعت في حال تأهب متقدمة تحسبا من هجمات فلسطينية خلال عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء امس.
وتوجه عشرات الآلاف من اليهود، أمس، الى حائط المبكى لصلاة خاصة تجرى كل 28 عاما وتسمى «بركة الشمس». وتهدف هذه الصلاة الى التبرك بعودة الشمس الى الوضع الذي كانت فيه عند خلق العالم منذ 5769 سنة حسب معتقدات تعود الى القرون الوسطى.
على صعيد ثان، تراجع التراشق الاعلامي بين حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية في الآونة الاخيرة، في ما اعتبره محللون مؤشرا على امكانية التوصل الى اتفاق قريب رغم التباعد في المواقف السياسية للطرفين.
ودعت حركة «حماس»، أمس، حركة «فتح» إلى عقد مؤتمرها العام السادس في غزة.
من ناحية ثانية، ذبح قرويون في الضفة الغربية عجلا سمينا، أول من امس، للترحيب بسلام فياض رئيس الوزراء دمث الخلق الذي يفترض ان ولايته انتهت والذي ربما يكون الان الزعيم الاكثر شعبية بين الفلسطينيين. واصر فياض وسط ما بدا انه تجمع انتخابي على انه لن يرشح نفسه لأي منصب.
وطالبت الحكومة الفلسطينية المقالة المؤسسات الدولية العاملة في القطاع، أمس، بالحصول على ترخيص لمزاولة عملها.
ميدانيا، ذكر مصدر طبي ان 12 فلسطينيا من بلدة صفا جنوب الضفة الغربية جرحوا بالرصاص، أمس، بعد مواجهات مع مستوطنين قرب مستوطنة قتل فيها اسرائيلي الاسبوع الماضي. وذكرت ناطقة باسم الجيش ان الحوادث اندلعت عندما رشق فلسطينيون حجارة على نحو مئة اسرائيلي كانوا يصلون.
ودانت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» هجوم المستوطنين على القرية. واعتقل الجيش الإسرائيلي 17 فلسطينيا خلال حملة دهم في الضفة الغربية فجر امس.
ووصل إلى غزة، أمس، رئيس حزب الشين فين الأيرلندي جيري آدامز في زيارة تفقدية قصيرة للقطاع للوقوف على تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
سعود الفيصل: وحدها الضغوط الدولية
يمكنها تغيير «السياسات الخطيرة» لإسرائيل
الرياض - من صبحي رخا
قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، أمس، ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة اعلنت «سياسات خطيرة» تعرقل جهود السلام ولا يمكن تغييرها الا عبر الضغوط الدولية.
واكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند: «من الواضح الآن ان اسرائيل التي احبطت حتى الآن كل جهود السلام والتي اعلنت حكوماتها الجديدة سياسات خطيرة، لن تغير موقفها تلقائيا». وقال: «اننا نرى أهمية قيام المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه الخصوص ببذل جهودهما لحمل اسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام بما في ذلك مبادرة السلام العربية».
واضاف: «نؤكد كذلك ضرورة إيقاف إسرائيل للاستيطان والالتزام بقرار مجلس الامن 1860 بإنهاء سياسة العقوبات الجماعية ورفع الحصار عن الفلسطينيين».
وعبر الفيصل عن استنكار المملكة وصدمتها من احداث التفجيرات الأخيرة في العراق وما خلفته من ضحايا وتدمير كبيرين، خصوصا بعد ما استبشرت خيرا بالتحسن الأمني. وامل ان تتكلل جهود الحكومة بالنجاح في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار.
ورحب بالتوجه الإيجابي للحكومة الأميركية بالرغبة في معالجة ازمة الملف النووي الايراني ديبلوماسيا عبر الحوار، وقال: «كلنا أمل أن تستجيب الحكومة الإيرانية لهذه الجهود لحل الازمة بالشكل الذي ينأى بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية ويكفل حق كل دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية» .
واشار الفيصل الى ان «استقرا لبنان وأمنه وسلامة إقليمه كان من بين الموضوعات التي أجمعنا على أهميتها في المباحثات». واضاف: «ومن هذا المنظور، فإننا ندعو جميع الفرقاء اللبنانيين إلى الابتعاد عن لغة التوتر والتصعيد وتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء الانتحابات النيابية المقبلة في شكل سلمي وفق أحكام الدستور واتفاق الطائف بعيدا عن ممارسة أي ضغوط أو ترهيب».