د. سامي ناصر خليفة / لا تتجاهلوا طلب صاحب السمو الأمير
1 يناير 1970
12:19 ص
بعد الأداء الأكثر سوءاً في التاريخ الدستوري للكويت، والذي جاء به نواب التأزيم في المجلس السابق وزجهم البلاد في أتون الفتنة وشلّهم عجلة التنمية وتعكيرهم العلاقة بين المجلسين وتعطيلهم المشاريع كلها التي تهم الناس لأسباب تافهة في غالبها، وبعد التعسف الذي مارسه هؤلاء من خلال استغلال أجوف للصلاحيات الدستورية واستهداف الاستقرار السياسي إلى درجة بدأت تتعالى أصوات كثيرة في الشارع الكويتي لتنادي بإيقاف تلك الفتنة وإنهاء تلك المهزلة، بعد ذلك كله كان بإمكان صاحب السمو الأمير حين تدخل أن يحل مجلس الأمة حلاً لا دستورياً كعلاج جذري للمشكلة، وكان بإمكان سموه أن يمارس حقه الدستوري في إعادة دمج منصبي رئاسة الوزراء مع ولاية العهد بعد أن تحقق كمكسب شعبي مهم ينسجم وسياق التطور الديموقراطي في البلاد، وكان بإمكان سموه أن يختار حلاً دستورياً بانتخابات جديدة مع اعتماد الدوائر الانتخابية العشر تحت بند قانون الضرورة، ولو اختار سموه أحد تلك الخيارات لبرّر الشعب الكويتي الأمر جزاءً لسوء سريرة وخبث نوايا نواب التأزيم الذين لم يتورعوا عن جر البلاد إلى الفتنة.
ولكن سموه أبى إلا أن يؤكد على المنهج الدستوري خياراً لا تراجع عنه وقدراً لا غنى عنه، فجاء إعلان الحل الدستوري وإعادة انتخاب مجلس جديد بالدوائر الخمس التي أقرّها مجلس الأمة في دوراته التشريعية السابقة. فعل سموه ذلك لإعطاء المواطنين فرصة التأمل والتدبّر بما جرى وإعادة الاختيار بصورة لا تعيد البلاد إلى ما كانت عليه الأمور. فعل سموه ذلك كله ولم يناشد المواطنين في خطابه الأخير سوى في أمر واحد فقط، وهو حسن الاختيار.
نعم هذا هو مطلب صاحب السمو الأمير الذي لا يختلف عليه أي وطني يحب بلده ويخاف على مستقبل الأجيال القادمة فيه، فلنجتمع نحن الناخبون على كلمة سواء نُعز بها بلدنا لتلبية تلك المناشدة عبر استفراغ تلك الشرذمة التي أجرمت بحق الكويت تأزيماً وخذلت اليد الممدودة من قبل صاحب السمو الأمير، ولنعاقبهم من خلال استنكار إعادة ترشيحهم إذا ما فكروا بذلك ورفض استقبالهم في الدواوين ومقاطعة مقارهم الانتخابية، وأخيراً حرمانهم من أصواتنا يوم الاقتراع ليذوقوا سوء ما جنته أيديهم.
ولنعترف أننا كشعب قد أخطأنا في الاقتراع النيابي السابق الذي جاء بدعاة التأزيم والتوتير لاعتبارات كثيرة أهمها جهلنا بنواياهم، ولنعمل جاهدين على ترجمة طلب صاحب السمو الأمير إذا ما أردنا الخير والصلاح والازدهار لهذا البلد وأهله.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
qalam_2009@yahoo.com