د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / أبي أفهم... شنو فيها الفرعيات؟

1 يناير 1970 10:17 م
يدور في ذهني تساؤلات عن قانون تجريم الفرعيات الذي أقره مجلس الأمة، ويتم تفعيله أيام الانتخابات، من باب تطبيق القانون وهيبة الدولة واحترام النظام!
أريد مناقشة من يرى سلبية فرعيات القبائل بعيداً عن هذا القانون؛ وإن كنت أحترم تطبيقه، إذ قلّبت الأمور في ذهني يميناً وشمالاً، فلم أرَ ما يدعو إلى التجريم أو شرخ الوحدة الوطنية!
أولاً: القبيلة شئنا أم أبينا مكون أساسي من النسيج الاجتماعي لأي مجتمع، ولا أخص المجتمعات الخليجية بالذات، فهي موجودة في مجتمعات عدة؛ وإن أخذت أشكالاً أخرى.
ثانياً: لم تكن القبائل ورجالاتها وأبناؤها في الكويت في يوم من الأيام إلا عنوان استقرار وولاء لرموز الوطن وحكامها، وأسرة الخير آل الصباح الكرام، واقرأوا التاريخ ففيه خير شاهد، فالمزايدة على وطنية القبائل بسبب الفرعيات طرح مقزز ويدعو إلى الغثيان أحياناً!
ثالثاً: فرعيات القبائل نوع من «ممارسة الحريات الشخصية» التي كفلها الدستور، وهي - أي الفرعيات - لم تمنع أي مرشح من أبناء القبيلة عن النزول، ولم تجبر أحداً من أبنائها على التصويت لنتاج الفرعيات، والدليل فوز بعض من ترشح من غير نتاج الفرعيات بمراكز متقدمة، ومن الطبيعي يا سادة أن ينحاز الإنسان لأبناء عمومته القريبين إن كانوا من الكفاءات!
رابعاً: بعض المناوئين للفرعيات يقولون إنها تحرم كفاءات كثيرة من داخل القبيلة وخارجها من النجاح، ولهؤلاء أقول إن النظام الديموقراطي يعني «حكم الشعب لنفسه» من خلال ممثليه في البرلمان، ومن غير المعقول أن تحكم أقليةٌ الأكثرية!
خامساً: وعطفاً على النقطة السابقة، فإن نسبة الكفاءات في الأفخاذ الأكثر عدداً أكثر منها في الأفخاذ الأقل عدداً، وهي كذلك بالنسبة إلى القبائل الأكثر عدداً، وهذا ما يقرره علم الاحتمال الإحصاء، فمن يدعي أن الكفاءات «ماركة مسجلة» للأقليات فهو «يهرف بما لا يعرف»!
سادساً: القبيلة يا سادة، كما قلنا، مكون أساسي لمجتمعاتنا، وهي موجودة قبل قيام الدولة، وستظل إلى قيام الساعة في مجتمعات الجزيرة العربية بالذات، ومراجعة سريعة لأسماء شهداء معركة الجهراء «القصر الأحمر» سنعرف من خلالها كم كانت القبائل و«ستظل» سداً منيعاً في وجه المعتدين على الوطن ومقدراته.
في الأفق
قال الفيلسوف ديكارت: «إن اختلاف آرائنا لا ينشأ عن كون بعضنا أعقل من بعض، بل ينشأ عن كوننا نوجّه أفكارنا في طرق مختلفة ولا نطالع الأشياء ذاتها».


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com