تقرير / «خلايا القاعدة النائمة»... تهديد خطير يؤرق العراقيين والأميركيين
1 يناير 1970
02:29 م
|بغداد - من حيدر الحاج|
في ظل التحذيرات التي تطلقها جهات حكومية وعسكرية عراقية وأميركية، يبقى «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» والجماعات المتشددة المرتبطة به، مصدر تهديد حقيقي لاستقرار الاوضاع الأمنية وحتى السياسية في مناطق مختلفة في العراق، ولاسيما تلك التي كانت تعتبر حتى الماضي القريب، حواضن شعبية وقواعد محصنة لقيادات وعناصر التنظيم المسلح.
ويرى عدد كبير من المسؤولين المحليين والقادة العسكريين، ان الخطر الذي يشكله التنظيم والجماعات المتشددة المرتبطة به والتي تحولت الى «خلايا نائمة» في مناطق شمال بغداد، لا يزال يمثل تهديدا حقيقيا على مجمل التطورات الايجابية. واكدوا ان هذا التحدي سيستمر على المدى الطويل.
ونقلت مصادر عراقية عن قائد عسكري اميركي، «العدو الرئيسي للعراق والقوات الاميركية، هو تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة المرتبطة به»، مؤكدا ان هذا التنظيم وعناصره يحاولون بشتى الطرق عرقلة الانجازات التي تتحقق في العراق على الصعد كافة.
واوضحت المصادر ان القائد الاميركي الذي كان يتحدث خلال لقاءات مشتركة مع نظرائه العراقيين ومسؤوليين حكوميين، كشف عن بعض عمليات الجماعات المرتبط بـ «القاعدة»، بالقول: «مرة يقومون بتخريب انابيب النفط وابراج نقل الطاقة ما يؤدي الى انخفاض مستويات انتاج النفط الذي يشكل ما نسبته 95 في المئة من واردات العراق، وبالتالي الحاق خسائر كبيرة في عوائد هذه الثروة الطبيعية، ومرة اخرى يستهدفون قوات الشرطة والجيش اللذين يوفران الحماية والامن للعراقيين»، مشيرا الى ان «بعض خلايا القاعدة لا تزال فاعلة في المناطق».
واكد الجنرال، الذي ذكر انه شارك في الحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة ضد العراق في التسعينات، والحرب الاخيرة في مارس 2003، بان «تنظيم القاعدة سينتهز الفرص ويضاعف الإمكانات خلال الفترة المقبلة لإحداث عمليات القتل والتدمير بحق العراقيين».
وتابع: «القاعدة تنظيم لا يستهان به كونه يواصل العمليات الانتحارية، ونحن لسنا في موقع الإعلان عن الانتصار النهائي على القاعدة الآن، والقوات العراقية والأميركية تواصل ملاحقتها لعناصر وأعضاء التنظيم في مختلف مناطق البلاد».
وحول الاتهامات التي تلاحق عناصر «الصحوة» ومدى صحة ارتباطها بالجماعات المتشددة وعلاقتها بـ «القاعدة»، رد: «لاتوجد معلومات متوافرة لدى الجيش الاميركي حول عمل رجال الصحوة في آن واحد مع القاعدة، من يثبت تورطه بذلك فسيتم القبض عليه وتقديمه للقضاء»، مؤكدا ان «القوات المشتركة تلاحق باستمرار المتورطين مع القاعدة وتقبض عليهم».
مخاوف القيادة الاميركية من عودة نشاط عناصر «القاعدة» للبروز من جديد في مناطق كانت تسيطر عليها في السابق، لها ما يبررها حيث شهدت مناطق مختلفة سلسلة تفجيرات دموية نفذها اشخاص لهم صلة بالتنظيم او احدى جماعاته، رغم التحسن الامني النسبي الذي طرأ بعد الحملات والخطط الامنية التي نفذتها القوات الحكومية وبمساندة اميركية في معاقل المتمردين والجماعات الخارجة عن القانون.
التقارير والمعلومات الاستخبارية التي كشف عنها قادة عسكريون عراقيون ومسؤولون حكوميون كبار في اكثر من مناسبة، تشير الى هروب قادة الصف الأول في «القاعدة» الى الخارج، وهو ما يؤكده الجيش الأميركي، بعد حملات متلاحقة شنتها القوات المشتركة ضد اخر معاقل التنظيم في مناطق تقع الى الشمال من بغداد.
لكن ما يؤكده هؤلاء القادة ايضا، ان «الخلايا النائمة»، وهي عبارة عن مجموعات مسلحة صغيرة ومعظم أفرادها من المسلحين العراقيين لا تزال تنشط بين الفينة والاخرى في مناطق متفرقة، في محاولة منها لزعزعة الامن والاستقرار، والايحاء بان تنظيمهم المسلح لا يزال قادرا على شن وتنفيذ هجمات نوعية ضد اهداف مختارة، وهو ما حصل اخيرا في مناطق مثل بغداد، اضافة الى الموصل وديالى، اللتين تنفذ فيهما القوات العراقية عمليات عسكرية موسعة الهدف منها القضاء على مخابئ «القاعدة».
الناطق باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف، اكد لـ «الراي»، ان «العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعات القاعدة باتت تحت سيطرة القوات العراقية التي تنفذ عمليات نوعية ضد الاماكن التي يتحصن فيها عناصر تلك المجموعات المتشددة».
وقال: «ما تسمى بالخلايا النائمة، فان تحركاتها مرصودة من قواتنا الامنية ونحن نلاحق عناصرها باستمرار، وتمكنا من القاء القبض على الكثير منهم في مناطق مختلفة وهم الان يعترفون على اسماء اخرى لا يزال البحث والتقصي جار بحقهم».
وعرف خلف «الخلايا النائمة للقاعدة» بانها «مجموعات من المجرمين والارهابيين وقطاع الطرق ممن لطخت ايديهم بدماء العراقيين، وشاركوا خلال سنوات ماضية باستباحة خيرات وثروات العراق وهددوا الامن والسلم طيلة الفترة الماضية ولايزالون مستمرين بذلك».
يذكر ان العديد من العناصر المسلحة، التي انضوت في زمن سابق تحت لواء «القاعدة»، أغتنموا مبادرات العفو التي اطلقتها القوات الاميركية والحكومة العراقية لالقاء السلاح والعودة عن افكار وعقائد التشدد التي انتهجوها في السابق وبدء حياة جديدة وطبيعية.