«التدفقات النقدية ستنقلب إلى الإيجابية هذا العام بعد أن كانت سلبية بمقدار 180 مليون دولار العام الماضي»

البراك: سترون النتائج الـ«زين» في الربعين الثالث والرابع

1 يناير 1970 04:06 م
|كتبت كارولين أسمر|
«كلام الليل يمحو طنطنة النهار». تصدق هذه المقولة على اليوم الذي عاشته «زين» الاثنين الماضي.
فإلى جلسة صفاء مسائية، كانت أشبه بديوانية اعلامية، دعا الرئيس التنفيذي لمجموعة «زين» الدكتور سعد البراك بعض الصحافيين في الكويت يوم الاثنين الماضي، بعد عاصفتي النهار الجوية و«الزينية» اللتين أثارتا زوابع حقيقية في المجتمع الكويتي، وذلك للتحدث عن آخر الخطط والاستراتيجيات التي تسعى الشركة لتحقيقها في 2009. وان كان يقال ان كلام الليل يمحوه النهار، فإن «زين» عكست المقولة، كعادتها دوماً، وتمكن كلام ليلة الاثنين من محو «طنطنة نهاره» التي أثيرت في الجمعية العمومية يومها. وقد فتح البراك ملفاته أمام الاعلاميين، مجيباً عن كل التساؤلات التي تدور في ذهن الرأي العام الكويتي الذي أعطى الشركة «حبا ودعما كبيرين» فيما هي تهتم بأن تكون «معشوقة مجتمعاتها». وقد شدد البراك على أن «زين» تحترم القيم والدستور ولم تقم كمؤسسة الا وفقاً للمبادئ والقيم والاخلاق ومهما عانت، وتعاني فهي تقاتل لأن اصلاح البلد واستقامته أهم بالنسبة لها من الكسب المادي.
وتوقع البراك، في حديثه، أن يكون الربعان الاول والثاني ربعين صعبين بالمقياس العالمي وليس بمقياس «زين» فقط، بعكس الربعين الاخيرين المتوقع أن يشهدا قفزات كبيرة «باذن الله»، آملاً أن تخرج أرقام الربع الاول قريبة من أرقام الربع نفسه في 2008. ورأى البراك أن التدفقات المالية للعام 2009 في «زين» ستصل الى نحو 5 مليارات دولار (الأرباح قبل خصم الضريبة والأهلاك والفوائد)، ومع تسديد الالتزامات ستنتهي بصافي نقدي مليار دولار، متوقعاً أن تحقق «زين» تدفقات نقدية على طول العام (إيرادات) تصل الى 10 مليار دولار من 7.4 مليار في 2008، وهي قفزة كبيرة في الايرادات. في حين أن إيرادات «زين» الكويت ستبلغ نحو 1.2 مليارات دولار مشكلةً نحو 12 في المئة من ايرادات المجموعة ككل فقط.
وفي حديثه عن الوضع العام الكويتي ككل خصوصاً فيما يخص قانون الاستقرار المالي، رأى البراك أن القرار كالجنين عندما يولد مبكراً قد يكون غير مكتمل النمو لكنه يعيش وقد يصبح عبقرياً أحياناً، الا أنه اذا ولد بعد وقته فبالتأكيد سيولد ميتاً، مشيراً الى ضرورة المحاسبة «لأنها لو طبقت في الكويت لما كنا وصلنا الى ما هو عليه اليوم»، ومتسائلاً عن منفعة المال العام ان لم يكن لتحفيز الاقتصاد؟
أول ما تحدث عنه البراك في الجلسة الاعلامية كان موضوع زيادة رأس المال، مؤكداً أنها كانت لصالح المساهمين، والشركة لم تجر الاكتتاب خارج هذا الاطار، «فقد قمنا بطرح 50 في المئة منحة و75 زيادة بـ 750 فلساً، ومعدل التكلفة 560 الى 580 فلسا، مما يعني أنه في أتعس حالات السوق خلقنا نحو 2.1 مليار سهم تكلفتهم على المساهم كانت بـ 560 فلساً، فكل من باع استفاد، و«زين» أفادت مساهميها ولم تضرهم. ولا أساس أو وجود لما يسمى «نزول سهم زين»، اذ ان السهم تفسخ على 1.2 دينار ومن ثم خلقت مجموعة هائلة من الاسهم الجديدة بتكلفة منخفضة جداً فأي «نزول» يتحدث عنه أي طرف آخر وأكبر المستفيدين هم المساهمون». «لم يخسر أحد بسبب سهمنا»،منوهاً في هذا المجال الى أن شراء السهم هو من مسؤولية المساهم وليس من مسؤولية الادارة. لأنه ممنوع على الادارة من باب الشفافية والحصافة والاخلاق توجيه المساهم لشراء السهم أو لا وهذا أمر لا يجوز اطلاقاًَ.
استراتيجية «زين»
وتابع البراك أن «زين» لم تتخل عن الاستراتيجية التي وضعتها منذ البداية، «لأننا كادارة أتينا وفقاً لرؤية معينة، ونحن لا نقبل العيش كأي شركة أخرى، لأنه أمر لا يغنينا ولا يشبعنا»، فقد حققت الشركة 5 مليارات دولار أرباحاً في 6 سنوات، فيما وصلت قيمة ما طلبته للاستثمار الى 7 مليارات بالاضافة الى الـ 500 مليون دولار التي وجدت منذ البداية، مما يعني و«بحسبة البدو» مقابل 7.5 مليار كان العائد 5 مليارات دولار، أي استثمار في العالم يمكن أن يحقق هذا؟.
مضيفاً أن سجل «زين» كبير جداً في الارباح الصافية من دون التحدث عن الـ «ebitda»، وأكبر دليل على الحصافة الاستثمارية هو أنه بعدما استثمرت الشركة مبلغ الـ 3 مليارات دولار في العراق وقامت بشراء «أوراسكوم»، سمح لها المقيمون بمبلغ 500 مليون دولار زيادة لـ «زين»، في حين أن بيع 20 في المئة من الاسهم في زامبيا أدخل مبلغ 130 مليون دولار للشركة وهو سوق أفريقي يدرج فيه 4 شركات فقط.
وأكد البراك أن «زين» تعتبر الريادة في السوق الافريقي شرفا كبيرا لها من دون أي ندم أو تردد، فبعد أن دخلت القارة السمراء في مايو 2005، دخلت وراءها «فودافون» بالتوسع، فبعد أن كانت تملك حصة 35 في المئة في «ساوث أفريكا تيليكوم» قامت برفعها الى 50 في المئة من بعد أشهر من دخول «زين» هناك، ومن ثم عادت ورفعتها مرة أخرى الى 65 في المئة وهي تعمل اليوم تحت اسم «فوداكوم» في 8 دول أفريقية، أما في غانا فقد قامت بشراء شركة بقيمة 25 مليون دولار فقط ذات رخصة كاملة، من «جي اس ام»، تقنيات الجيل الثالث، الاتصال الدولي وخدمة البيانات.
الاقتراض
أما عن خوف البعض من أن يصبح وضع «زين» خلال الازمة مماثلاً لوضع بعض الشركات الاستثمارية والتمويلية العاجزة عن سداد ديونها، أكد البراك أن هذا الامر غير موجود اطلاقاً. وأن «زين» قامت بتسديد جزء من دينها في أعثر حالات السوق، بعد أن دفعت 1.8 مليار دولار في ديسمبر الماضي، مضيفاً ان الشركة لديها تسهيل رئيسي ممثل بمبلغ 4 مليارات دولار يُستحق في نهاية 2011 ومقترض بأرخص سعر في تاريخ الاقتراض على مستوى العالم ككل. «اذ اننا أثبتنا فعالية زيادة رأس المال» كما أن نحو 99.9 في المئة من المساهمين اكتتبوا ما يعد تصويتاً بالثقة، ولولا زيادة رأس المال لما استطاعت الشركة تسديد مبلغ المليارين الذي استحق بعدها بأشهر. و«نحن عندما نأخذ أموالاً من المساهمين نقوم بتوظيفها توظيفا مباشرا لكي تحقق عائداً»
وتابع البراك أن استحواذ «زين» على «الفلسطينية للاتصالات» كان عبر تبادل أسهم بين «زين الاردن» و«بالتل» ولم يدفع فيها فلساً واحد. في حين أن المئة مليون دولار ما هي الا اشاعة لا أساس لها من الصحة. وما سيدفع في هذا المجال ما هو الا استحقاقات روتينية تتمثل في تجديد الرخص، شراء بعض الذبذبات... فيما الاستحواذ الثاني على «وانا» في المغرب، بلغت حصة «زين» فيه نحو 160 مليون دولار 90 مليون منها دفعت من تدفقاتنا النقدية تم تسديدها.
فحاجة «زين» الى الاقتراض في 2009، بعد سنوات كبيرة من العمل والاستثمار وإعادة هيكلة الشركة المالية عن طريق زيادة رأس المال، ليست كما كانت عليه قبل سنتين وثلاثة وأربعة. الحاجة اختلفت تماماً والشركة تملك تدفقات ايجابية هذا العام مقارنة بالعام الماضي اذ كانت التدفقات سلبية بـ 180 مليون دولار. مضيفاً أن هناك اقبالا كبيرا من البنوك الدولية على اقراض «زين» في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الاقتصاد العالمي وقد حصلت على 450 مليون دولار في الشهرين الاخيرين كتمويل من بنكين كبيرين دوليين، ومعروض عليها اليوم من 500 الى 600 مليون دولار، فيما هي لا تحتاج لأكثر من 300 مليون دولار لاستحواذ جديد.
توقعات 2009
وتوقع البراك أن تحقق «زين» هذه السنة تدفقات نقدية على طول العام تصل الى 10 مليارات دولار من 7.4 مليار في 2008،وهي قفزة كبيرة في الايرادات. ولكن بمنظور السوق العالمي اليوم ممكن أن ينخفض هذا الرقم الى 9.5 مليار دولار. مشيراً الى أنه يتوقع انكماشا في الربعين الاول والثاني، ولكن نظراً لتواجد الشركة في أسواق نموها كبير، يمكننا امتصاص هذا الانكماش، التدفقات المالية للعام 2009 في «زين» ستبلغ نحو 5 مليارات دولار، ومع تسديد الالتزامات نتوقع أن نصل الى نهاية العام بصافي نقدي مليار دولار،
مضيفاً انه بالرغم من أن الهزات التي تحدث في الاقتصاد العالمي هي مشكلة كبيرة الا انها فرصة كبيرة أيضاً، مع توافر أصول وانفتاح العديد من الفرص في كل مكان، كما أنها اختبار حقيقي لقدرة الشركة على الادارة في هذه الظروف الصعبة،«نحن سعيدون بهذا الاختبار ونستعد له وهو استعداد لم يكن وليد اللحظة، لأن البرنامج الذي نهدف لتطبيقه في 2009 لمعالجة المصاريف والاستثمار عموماً متفق عليه منذ نهايات عام 2007، عندما لم نكن نعرف أي شيء عن المسألة المالية» ومشيراً الى أنه عند وقوع الازمة، «وجدنا أنفسنا طبيعياً مستعدون لهذا السيناريو عن طريق ما يسمى بنموذج الاعمال المرن الذي نتبعه، والذي يصلح للتطبيق في أي مكان»... «نحن نستعد منذ سنوات لمعدل ايراد العميل الشهري بـ 4 أو 5 دولارات وقد وصلنا اليوم الى 12 دولاراً في المجموعة ككل. ونستعد في صلب استراتيجيتنا وأعمالنا لأقسى ظروف»
الازمة
وعن الازمة المالية وتأثيرها على أداء الشركة، توقع البراك أن يحدث انكماش في الربعين الاول والثاني وأن يعود الانتعاش في الربعين الاخيرين، وهذا عائد للهلع غير الاعتيادي الذي أصاب الناس، والذي دفعهم لامساك المصروف والادخار. الا أن ذلك لا يدوم بحسب البراك،ليعود الانسان بعد فترة من الزمن الى سلوكه الحقيقي. و«زين» تؤمن أن الاتصالات والتواصل مع الناس هي الغذاء المعنوي الاشد أهمية للانسان من الغذاء المادي.
وتابع أن الشركة مستعدة للازمة من ناحية الاعمال والنظم، وتدرك معالجة موازنة المصاريف ولكن لا ننسى أن هناك أزمة عالمية طاحنة، لن تؤثر علينا في مسألة الاقتراض،انما في تراجع الطلب، اذ ان معدل استهلاك الهاتف سيقل بشكل كبير في بعض الدول التي تعمل فيها «زين» وتعتمد على السياحة بشكل رئيسي، فيما القضية الاخرى التي تواجههنا هي تقلب أسعار العملات، وهي مسألة تواجه كل مؤسسة تعمل على نطاق عالمي. مشيراً الى أنه من المعروف أن قطاع الاتصالات هو أكثر القطاعات مقاومةً لأي انكماش اقتصادي.
تشبع السوق
وحول مسألة التشبع في السوق، استشهد البراك بتطور صناعة الملابس كمثل للدلالة على عدم وجود شيء يسمى تشبع، اذ انه قبل 100 عام كان الناس يمضون العام كله بلباس أو لباسين على الاكثر، أما اليوم فقد تبدل سلوك الناس كثيراً وأصبحت مقولة معدل الانتشار كذبة قديمة، وسقطت بكل التوقعات. بعد أن وصلت معدلات الانتشار الى 300 و400 في المئة. و«زين» تهدف أن تصبح شركة أسلوب ونموذج حياة. متوقعاً أن يصبح لكل فرد أكثر من خط واحد للأعمال، واحد للبيانات وآخر للحياة الخاصة. وهو ما يحصل اليوم. في الامارات والبحرين والسويد تعدت فيها المعدلات الـ 100 في المئة، ووصلت الى 130، 140 و160 في المئة. وهو أمر سيستمر ولن يتوقف أبداً في النمو الافقي، فيما النمو العامودي يكمن في زيادة معدل أو نسبة الاستهلاك على الاتصال من الدخل الفردي ستزيد وهو أمر بدأ بالحدوث فعلاً. متوقعاً ان تتطور صناعة الاتصالات في العشرين سنة المقبلة. وأن يكتسح الموبايل عالمياً بسبب الملاءمة والخصوصية التي يحبها الانسان.
العلامة التجارية
وأما عن علامة «زين» التجارية فشرح البراك أن معظم الدراسات العالمية تؤكد أن 85 في المئة من الناس يقدمون على شراء السلع بسبب العلامة التجارية والـ 15 في المئة بسبب السعر الذي سعى القيمون الاوائل على صناعة الاتصالات لاعتماده كأساس للمنافسة.في حين أن العلاقة بين المستهلك والمنتج تبنى على أساس العلامة التجارية، ونحن لا نريد أن «نحشر» أنفسنا في نسبة الـ 15 في المئة.ونترك المساحة الفضفاضة للـ85 في المئة. لذلك فإن أسعار «زين» أعلى بنسبة 10 في المئة عن الاخرين.في كل الاسواق التي تملك فيها الحصة الاولى وهي 16 دولة، وحتى في الاسواق التي هي فيها المشغل الثاني والثالث والتي تفرض تحدياً عليها، مضيفاً «نريد أن نوقع الناس في حبنا، وأن ينظروا الينا أننا مؤسسة جميلة يفخرون بالتعامل معها في جميع المجالات. نحن هذا النوع من الشركات» وقد قيمت «البراند فاينس» قيمة شهرتنا بـ3 مليارات دولار في سنة ونصف السنة. وحققنا نجاحاً هائلاً في العلامة التجارية وسنستمر في سياستنا الاعلانية كما هي.
ماذا بعد؟
أكد البراك أن الشركة ماضية في استكمال المسيرة والخطة الاستراتيجية لتحقيق الهدف بأن تكون واحدة من أفضل شركة الاتصالات على مستوى العالم، بربحية اجمالية تصل الى 6 مليارات، بايرادات نحو 12.5 أو 13 مليار دولار، بعدد عملاء يفوق 110 ملايين مشترك، وبربحية تفوق الـ 2 أو 2.2 مليار دولار في 2011. فيما هي مصنفة اليوم كأسرع شركة اتصالات نمواً على مستوى العالم، واذا حققت «زين» هدفها الاساسي، ستكون فعلاً أول مؤسسة تنطلق من العالم العربي وتصل الى العالمية بهذا الوقت القياسي والقصير، و«نحن نعد أنفسنا منذ سنوات ليكون مستوى المهنية والحرفية عندنا من أعلى المستويات العالمية»
زين الكويت
متابعاً أن إيرادات «زين» الكويت ستكون 1.2 مليار دولار في 2009 أي نحو 12 في المئة من ايرادات المجموعة ككل. فيما أن الارباح من السوق الكويتي ستكون أعلى لعدم وجود الضرائب، ولأن الاسواق الاخرى في طور النمو، والـ ebidta في أفريقيا اليوم هي أعلى من كل ايرادات الكويت وقد بلغت 1.3 مليار في 2008. وأكد البراك أن وضع الشركة في الكويت قوي جداً، لأن محبة الناس واحترامهم لـ «زين» كبير جداً وهي تفخر بذلك، والدليل نمو عملائها بـ 100 ألف خلال الشهرين اللذين تلا انطلاقة «فيفا». فالناس يحبون «زين» ويؤمنون أنها إنجاز وطني وإنجاز قومي عربي، محلي وعالمي. ونحن نهدف «أن نكون معشوقة مجتمعاتنا»
«زين» السعودية
توقع البراك أن تصبح السعودية يوماً ما مصدر الدخل الاول للمجموعة، لأنها أكبر سوق في العالم العربي وأفريقيا على الاطلاق، والدخل القومي السعودي هو 500 مليار دولار، وهو سوق ضخم والطلب فيه عال ومعدلات الايرادات عالية تصل الى 24 مليار دولار.مضيفاً الى أنه تسلم الرئاسة التنفيذية في السعودية بالاتفاق مع مجلس ادارة «زين» السعودية نظراً لأهمية هذه السوق، وللنجاح الكبير الذي حصل فيها، وبغية المحافظة على هذا النجاح وعبور العام 2009 بانجاز آخر لاختصار الطريق نحو المستقبل.في حين أن المسؤول عن التشغيل اليوم هناك هو اسماعيل فكري.
الحيتان ضرورية للبحار
وفي تعليقه على أداء الحكومة، رأى البراك أن القرار كالجنين عندما يولد مبكراً قد يكون غير مكتمل النمو لكنه يعيش وقد يصبح عبقرياً، الا أنه اذا ولد بعد وقته فبالتأكيد سيولد ميتاً، «أما بالنسبة للكويت لا أعتقد أن الحكومة لديها تصور أو رؤية واضحة في ادارة الاقتصاد الكويتي وفي معالجتها للازمة». وأثنى البراك على قانون الاستقرار المالي لأنه يعالج القضية الرئيسية في أي اقتصاد وهي انقاذ مؤسسات التمويل، البنوك وشركات الاستثمار، مؤكداً أنه يجب انقاذها لأنها «دينمو» الاقتصاد. وأنا أعتقد أن محافظ البنك المركزي الشيخ سالم العبد العزيز الصباح الذي أعتز وأفتخر به بشكل كبير وبمهنيته وحرفيته العالية والمجموعة التي بذلت جهداً معه، قاموا بأفضل ما يمكنهم القيام به في هذه الظروف التي وصل فيها التلاطم السياسي الى مستويات غير طبيعية. «وقد بدأت الهجمة عليه في مسألة ما يسمى انقاذ الحيتان وأنا أقول أنه لولا الحيتان في البحار لاختل التوازن البيئي ولمات صغار السمك.فانقاذ الحيتان هو انقاذ للكل، لأن مؤسسات الاعمال والبنوك ومؤسسات التمويل هو انقاذ للجميع وليس لفئة معينة لأن هؤلاء يخلقون فرص عمل ونمواً في الاقتصاد ورخاء وفرص تعلم... والا لماذا أكبر الديموقراطيات وأكثرها شفافية في أوروبا وأميركا تنفق المليارات لانقاذ هذه المؤسسات. فليتنفع شخص اذا كان سينفع المجتمع كله ولكن لا يجوز معاقبة مجتمع بكامله عبر معاقبة شخص واحد على ادائه السياسي وهذا عين الظلم. وتساءل البراك اذا لم يستخدم المال العام في تحفيز الاقتصاد بماذا يستخدم؟ مضيفاً أن الاقتصاد الخليجي لا يعاني من أي انهيار اذا ما قورن باقتصادات الخارج «اذ ان استخدام باراك أوباما من الاموال العامة في أميركا لانقاذ الاقتصاد وصل الى 4 تريليونات دولار الى اليوم أي ثلث الدخل الاميركي كله»
وأضاف البراك أن أي توقع عام بالنسبة للكويت مرتبط بأسعار النفط العالمية، لأن 90 في المئة من الناتج القومي مرتبط بسعر النفط،الذي يحدد مستقبل الكويت، وليس الازمة العالمية أو أي شيء أخر،ويبدو أن النفط يتجه للصعود واذا تجاوز الـ 50 دولارا ستحقق الميزانية فائضا وليس عجزاً. دول الخليج عموماً تأثرت بأسعار النفط. واذا استمر قانون الاستقرار المالي «بالنفس» ذاته الذي بدأه عند اقراره منذ أيام في تركيز الاقتصاد وتحفيزه، أعتقد أن سوق الكويت سيكون جيداً.
 
استقالة مروان الأحمدي
خسارة لـ«زين»


اعتبر البراك أن خروج الدكتور مروان الاحمدي من «زين» خسارة كبيرة، وقال بتأثر «سجل الأحمدي نجاحاً كبيراً يشهد له فيه 3 ملايين مشترك خلال 4 أو 5 أشهر، وقد أنجز أنجح تدشين لمشغل ثالث على مستوى العالم»، مضيفاً أنه على علاقة جيدة به منذ 18 عاماً، وأكثر من أخ بالنسبة له وهو من خيرة الكفاءات العلمية وكفاءات الاعمال على مستوى العالم وليس على مستوى السعودية والعالم العربي فقط. وقد قدمت له فرصة كبيرة جداً منذ سنتين، لكنه صبر مع «زين» الى حين استكمال الانطلاقة. وهو حاصل على شهادة دكتوراه في الكومبيوتر المتوازي من جامعة «جورجيا تك» وهي أعظم جامعات التكنولوجيا على مستوى العالم ككل. وقد أخرج «زين» البحرين من الخسارة الى الربحية في وقت قياسي.

«زين» في «هارفرد» و«أكسفورد»

أشار البراك إلى أن جامعة هارفرد كتبت بحثاً دراسياً عن شركة «زين» وقصة نجاحها وهو يدرس في برنامج ماجستير ادارة الاعمال وفي تدريب القيادات الادارية في «هارفرد» وقد دعي لالقاء 3 محاضرات عن هذه التجربة. كما دعي الى «اكسفورد» للمحاضرة عن تجربة «زين» حيث أجرت الجامعة دراسة حالة عن انطلاقة الشركة في السعودية.مضيفاً أن هذه الجامعات العريقة لن تصرف أموالها على الدراسات والابحاث ما لم تجد منفعة من ذلك.
 
مما قاله البراك:

* الـ VOIP ليس مشكلة بالنسبة لنا، بل ساعدنا كثيراً في الاتصال الدولي وعلى أساسه أنشأنا الشبكة الموحدة.
* 3 مواليد سموا باسم «زين» في أفريقيا عند انطلاقة الشركة في القارة السمراء.
* قالت «اندرسون» عام 1986 أنها ترى سوقاً محدودة جداً للموبايل في العالم، اليوم هناك أكثر من 50 في المئة من البشر يستخدمون الموبايل وأندرسون ذهبت الى النسيان.
* الاقبال الاكبر على العلامات التجارية أو «البراند» للسلع يتم في أفقر الدول،
ما يؤكد أن السعر المنخفض ليس كافياً لاجتذاب المشترين.
* «زين» تشتري بقيم ممتازة وتخلق قيما ممتازة في وقت قياسي.
* أظهر مسح للبنك الوطني أن بدالة 107 أصبحت أفضل مركز اتصال في الشرق الاوسط بعد سنتين من اعتماده من قبل «زين» بعد أن «كان الاسوأ في العالم»!.
* كل شباب «زين» مشحونون ومستمتعون بالتحدي الكبير أمامهم لأن نجاحنا هذا العام بالتحديد هو صناعة للتاريخ.
*نعتقد أن مصر هي قلب وعقل وروح العالم العربي، لذلك لا بد لنا من التواجد فيها.

مخاطر أفريقيا
وأدغال العالم العربي


أشار البراك الى أن فساد أفريقيا لا يقارن بالفساد في الدول العربية، لأن القانون وتحكيمه والالتزام به في أفريقيا متقدم عما هو عليه في الدول العربية. حتى ان حماية المستثمر في أفريقيا أفضل من حمايته في الدول العربية،مضيفاً أن «زين» سعيدة في أفريقيا «ويا محلا مخاطر أفريقيا بالنسبة لأدغال العالم العربي».

450 مليون دولار معروضة
من بنكين عالميين


كشف البراك أن مصرفي «بي ان بي باريبا» و«ستاندرد شارترد» عرضا على «زين» قروضاً ما بين 200 و250 مليون دولار من كل منهما. في حين أن علاقة «زين» بمؤسسة ماكينزي الاستشارية قائمة منذ 6 سنوات وهي علاقة تحالف أو شراكة استراتيجية.وترتكز على أخذ النصيحة حول كيفية تطبيق الاستراتيجية أو الخطة التي تضعها الادارة بأسرع طريقة ممكنة.

«زين» تفكر قبل وقوع الكارثة
والعرب يفكرون بعد وقوعها


يعتبر البراك أن العالم العربي تسيطر عليه عقلية وثقافة الكارثة، وهو يفقد القدرة على التفكير عند وقوع أي كارثة. في حين ان «زين» تفكر قبل الكارثة. وتقوم بوضع سيناريو معين، وتخطط للسنوات الخمس المقبلة، وتعرف متى تصرف ومتى لا تصرف. مضيفاً أن الشركة صرفت في الوقت الصحيح لخلق «علامة تجارية» ولو لم تقم بذلك في 2007 و2008، «كيف يمكن التصور أنه علينا الاستثمار اليوم 200 مليون دولار لخلق هذه العلامة»