قدم عرضاً بعنوان «كما قال المؤلف»

المعهدالعالي للفنون المسرحية يحتفل بيوم المسرح العالمي

1 يناير 1970 07:28 م
| كتب علاء محمود وجابر الرياحي |
احتفل المعهد العالي للفنون المسرحية، مساء الأحد الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وحضر الحفل الكادر التدريسي في المعهد ونخبة من المثقفين والمهتمين بشؤون المسرح وحشد كبير من طلبة المعهد بالاضافة الى وسائل الاعلام واهل الصحافة. وقد تحدث خلال الحفل عدد من المسؤولين موجهين كلماتهم لأبنائهم الطلبة حول طبيعة وماهية المسرح وتأثيره على ثقافات الشعوب. كما قدم عدد من طلاب المعهد مسرحية بعنوان «كما قال المؤلف».
وكان عريف الحفل، مذيع تلفزيون «الراي» نواف القطان قدم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي لألقاء كلمته التي جاء فيها: المسرح أبو الفنون كما تعلمتم منذ اليوم الأول الذي دخلتم به هذا الصرح الأكاديمي وابو الفنون يتطلب معرفة بالفنون الأخرى بما فيها فن السياسة، لأن السياسة فن الممكن والحياة فن الممكن والمسرح هو ايضا من ضمن فنون الممكن.
وأضاف الرفاعي خلال كلمته: اريد ان اقول، ليس كل مايتمناه المرء يستطيع ان يحققه، لان ذلك من المستحيلات لكن الوصفة الصحيحة للنجاح كما اراها هي ارادة قوية مع الكثير من الجهد والكثير من استخدام العلم والتخطيط السليم يمكن ما يمكن تحقيقة. وتبعه وكيل المعهد ورئيس قسم التمثيل والاخراج، الدكتور فهد السليم، بكلمة أشار في بعض فقراتها الى: إن الفن بوجه عام هو غزو متصل لعالم الفوضى، وتطويع للمستعصي، وهو النشاط الوحيد الذي يمارسه الإنسان بحرية شبه مطلقة، فالأشياء والوقائع تفقد ثقلها المادي لتتحول إلى تصورات يتحرك الفن في مجالها أينما شاء، وهو الأمر الذي أكده لنا أرسطو منذ القدم، حينما طرح علينا فلسفته في هذا الشأن، والتي تقضي بأنه إذا كان الفن يحاكي الطبيعة فإنه لا يقف عند حد المحاكاة الحرفية، بل إنه يكمل ما لم تستطع الطبيعة أن تحققه فهو يحاكي إبداعها.
كما القت الممثلة الواعدة حصة النبهان كلمة طلبة المعهد قالت فيها: يطيب لي في اطار احتفالنا باليوم العالمي للمسرح ان ارسل باسمي واسماء زميلاتي وزملائي طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية تحية عطرة الى رواد مسرحنا الكويتي الذين اثروا المسرح العربي لما ابدعوه لسنين طوال، فبهم شب المسرح الكويتي ليصبح اليوم مصدر اشعاع حضاري وثقافي ومعرفي ليس في الخليج فحسب انما في وطننا العربي.
كواليس
وقبل ابتداء مسرحية «كما قال المؤلف» دخلت «الراي» الى الكواليس لتستكشف مايقوم به الجنود المجهولون فالتقينا بمساعد المخرج ومنفذ الصوت علي عبد المحسن عبدالرضا، وهذا مادار في اللقاء.
• لم نتعود أن نراك في غرفة الكنترول بعيداً عن الخشبة، كيف تشعر؟
- شعوري وكأنني على الخشبة أمثل معهم ولكن تختلف الرهبة هنا فأنا خلف الكواليس والرهبة تكون اقل، فعندما تواجه الجمهور على الخشبة من الممكن أن تتردد او تتوتر لكن عندنا تكون بالخلف فهنالك امور أخرى تشغل بالك فيجب أن تندمج مع المسرحية وكأنك تمثل معهم فلو لم اسلم الموسيقى او المؤثرات الصوتية في وقتها الصحيح سيضيع المشهد وتموت المسرحية.
• بما أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا هو عمك، فهل تطمح أن تكون مثله في يوم من الأيام؟
- بالطبع اطمح أن أكون مثله فهو «الكبير، العود» ليس لأنه عمي ولكن الجميع يطمح أن يكون مثله فهو هرم من أهرام الفن الكويتي وأتمنى من كل قلبي أن أكون مثله في يوم من الأيام.
• ما رسالتك للجنود المجهولين بما أنك في موضعهم اليوم؟
- العمل من دونهم لايتم، فهم أساس العمل المسرحي ولا توجد اي مسرحية من دون موسيقى وإضاءة لولاهم لم تروا أي عمل على الخشبة المسرحية، برأيي الخاص هم «وحوش المسرح».
قالوا عن العرض
وفي حديث خاص لـ«الراي» مع الفنانة سعاد عبدالله التي كانت حاضرة في الحفل، تحدثت عن العرض المسرحي قائلة: المسرحية كانت رائعة وممتعة جدا، والشباب كانوا يمتلكون إمكانات جميلة من ناحية التعبير الحركي والأداء التمثيلي، وبرأيي أنهم قد حققوا من خلال العرض الكثير من النجاح.
وفي سؤالنا لها إن كنا سنرى أحد هذه الوجوه الشابة في أعمالها المقبلة، أشارت الى أنها ترحّب بهم فهم موهوبون والفن الكويتي يحتاج إليهم.
أما الفنان منصور المنصور فقد علّق بدوره عن العرض المسرحي قائلاً: العرض كان جميلاً وأنا استمتعت جداً به، فالأداء كان مبهراً ومخارج الحروف كانت جيدة ومفهومة، وكذلك الإحساس كان معبراً ووصلنا، وهذا كله يرجع للدكتور فهد السليم الذي تعب معهم في البروفات ولم يقصّر معهم أبداً، وتمنى بأن يراهم في المستقبل القريب في عروض مبهرة على خشبات المسارح المحلية العربية.
وختاماً كان للمذيعة حصة الملا تعليقا على العرض المسرحي من وجهة نظرها فقالت: العرض كان مفاجأة لي، إذ توقعت بأن أرى عرضاً عادياً بالنسبة لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، لكنهم بصراحة قد أبهروني واستطاعوا أن يلفتوا نظري، فقد كانوا متمكنين من الأداء الحركي والتمثيلي والصوتي، وأنا سعيدة بما قدموه على الخشبة، لأن العرض يعتبر متكاملاً الى حد كبير، فأداء الممثلين والنظرة الإخراجية والمؤثرات الصوتية ممتازة جداً، لكن ما كان ناقصاً هو الديكور، وربما للمخرج وجهة نظر لعدم وجوده، لكني أعتقد أنه لو كان هناك ما يدلل عليه لكان أفضل للعرض.