لقاء «ودي» بين هولبروك وخوندزاده في لاهاي
كلينتون تؤيد المصالحة مع معتدلي «الطالبان» وإيران المستعدة للتعاون تنتقد التعزيزات الأميركية
1 يناير 1970
06:55 م
لاهاي، كابول - ا ف ب، رويترز - ايدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، امس، في لاهاي المصالحة مع عناصر «طالبان» الذين ينبذون العنف، في كلمة امام المؤتمر الدولي حول مستقبل افغانستان، في حين خطت ايران، خطوة في اتجاه الولايات المتحدة عبر قبول اقتراحها التعاون حول افغانستان، رغم انتقادها ارسال تعزيزات أميركية.
وأعلنت كلينتون ان لقاءً مقتضبا لكنه «ودي» عقد، أمس، بين مسؤولين اميركيين وايرانيين رفيعي المستوى على هامش المؤتمر.
وقالت ان «ممثلنا الخاص لافغانستان ريتشارد هولبروك اجرى لقاء مقتضبا لكنه ودي مع رئيس الوفد الايراني». واوضحت ان «اللقاء كان سريعا، لكن هولبروك ونائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي خوندزاده اتفقا على مواصلة الاتصالات». واضافت ان حضور ايران المؤتمر كان «اشارة واعدة بتعاون مقبل».
واعلنت كلينتون من ناحية ثانية: «علينا ان ندعم جهود الحكومة الافغانية لفصل متطرفي القاعدة وطالبان عن اولئك الذين انضموا الى صفوفهم بدافع اليأس وليس القناعة». واضافت: «الواقع ان هذا ينطبق على معظم الذين يقاتلون الى جانب طالبان».
وتابعت «ينبغي ان تعرض عليهم صيغة مشرفة للمصالحة واعادة الاندماج في مجتمع هادئ ان كانوا راغبين في نبذ العنف والانفصال عن القاعدة واحترام الدستور».
ووجهت تحية إلى الرئيس الافغاني حامد كرزي «الذي يلعب دورا قياديا مفصليا في بلاده»، لكنها علقت بقسوة على الفساد المستشري في اوساط الحكومة. وقالت «ان الفساد سرطان خطير بالنسبة الى نجاحنا على المدى الطويل، على قدر ما هي القاعدة او طالبان». واضافت ان «الحكومة العاجزة عن تقديم انجازات لشعبها تمسي افضل اداة لتجنيد ارهابيين».
وتنص الاستراتيجية الاميركية الجديدة على زيادة بارزة في العديد العسكري والمدني وتعطي دورا اساسيا لباكستان المجاورة، من اجل هزم شبكة «القاعدة» وتوابعها.
من ناحيته، قال اخوند زاده ان «الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ ترحب بعروض التعاون التي قدمتها الدول المساهمة في افغانستان، تعلن استعدادها التام للمشاركة في المشاريع الرامية الى مكافحة تهريب المخدرات ومشاريع التنمية واعادة الاعمار في أفغانستان».
وبذلك، تكون ايران ردت ايجابا على دعوات الرئيس باراك اوباما الذي يعتبر انه لا يمكن ارساء الاستقرار في افغانستان من دون مساعدة جيرانها، مع تصاعد التمرد الذي تخوضه «طالبان» في العامين الأخيرين.
وشددت كلينتون على ضرورة تعزيز قوات الامن الافغانية رغم اعلان اوباما ارسال 17 الف جندي واربعة آلاف مدرب اميركي اضافيين. وسينضم هؤلاء الى 38 الف عنصر ينتشرون في افغانستان فضلا عن 32 الفا من دول أخرى.
ولم يتردد نائب وزير الخارجية الايراني في انتقاد التعزيزات الاميركية. وقال ان «وجود القوات الاجنبية لم يحسن الاوضاع في هذا البلد ويبدو ان تعزيز القوات لن يكون مجديا هو ايضا»، داعيا الى تركيز الجهود على تعزيز الشرطة والجيش الافغانيين.
بدوره، شدد نظيرها الروسي سيرغي لافروف على ضرورة ان يبادر عناصر «طالبان» الذين يرتضون المصالحة الى «التخلي عن العنف وقطع صلتهم بالقاعدة والاعتراف بالدستور الافغاني».
واعتبر كرزاي الذي يدعو منذ فترة طويلة الى محاولة التصالح مع «طالبان» الأقل تطرفا، ان «من الملح» تطبيق «خطة استثمار في صفوف قوى الأمن الافغانية».
ويجري الرئيس الافغاني ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري اليوم في انقرة محادثات تهدف الى «تحسين التنسيق والتعاون» الثنائي بين البلدين في مكافحة الارهاب.
واجمع المسؤولون الدوليون على ضرورة التنسيق في شكل افضل وانفاق المساعدات في افغانستان بفاعلية اكبر ودعم الانتخابات الرئاسية المقررة في اغسطس ومكافحة انتاج المخدرات وتهريبها.
ميدانيا، أعلنت وزارة الداخلية الافغانية، أمس، ان الشرطة قتلت 33 اسلاميا في عملية مشتركة في اقليم اروزكان الجنوبي. وأكدت في بيان ان «17 متشددا أصيبوا بجروح في العملية التي جرت الاثنين وان من بين القتلى الملا محمد يعقوب وهو احد قادة طالبان».
وافادت الشرطة ان رئيس بلدية خوست، في شرق افغانستان، ساخي امير الله عميري قتل، أمس، جراء انفجار قنبلة لدى مرور سيارته فيما كان عائدا الى منزله.