أبطال روايات نجيب محفوظ في «قصر الشوق»

تصغير
تكبير

من الأعمال الخالدة لأديب نوبل «نجيب محفوظ»، ثلاثية «قصر الشوق، والسكرية، وبين القصرين»، وفيه بزغت شخصية «السيد أحمد عبد الجواد»، الذي كانت تحمل صفات وطبائع متناقضة، فهو مع أسرته «ديكتاتور، لاصوت يعلو فوق صوته»، وفي أحضان الغوازي والراقصات «حمل وديع، يفيض حباً وحناناً».

وفي «قصر الشوق»، عاش «السيد أحمد عبد الجواد» وقضى حياته بطريقته وفلسفته الخاصة، ففي الوقت الذي تخشى فيه زوجته وأولاده أن يعصوا له أمراً، كانت الراقصة «زنوبة» تفعل به وفيه ما تشاء.



وفي منطقة «الجمالية»، في قلب «القاهرة الفاطمية»، بالقرب من المسجد الحسيني، لايزال «قصر الشوق» قابعاً مكانه، بعدما هجره «عبد الجواد» ورفاقه الى غير رجعة، ولكنه غدا أطلالاً.

«الراي» ذهبت الى هناك، تفتش في أسرار «قصر الشوق» وتاريخه، سألت أهالي الحي، الذي يقع فيه القصر، واستقصت أنباءه منهم.

ها هو المبنى، لايزال يقاوم تعاقب السنين، فعلى الرغم من رياح الزمن العاتية القاسية، لايزال يحتفظ بقدر من الأصالة والبهاء والشموخ. نعم تسللت اليه أعراض الشيخوخة، حتى أصبح مثل شيخ، أحنت السنوات ظهره، وهو كذلك يكاد يكون آيلاً للسقوط.

ملامحه حزينة، هكذا يقول شكله الخارجي وشبابيكه المعلقة على حوائطه الخارجية، أصبح يشكو الهجرة والجحود والصبر والصمود، في معاناة ليست لها حدود حتى بابه الرئيسي، بدأ يتوارى من سكان الحي خجلاً أو غضبا، بسبب الارتفاعات المتكررة للطريق.

أحد سكان المنطقة الحاج «محمد زكي» قال: ان «السيد أحمد عبد الجواد»، أقام في هذا القصر الذي ترجع ملكيته في الأساس الى الأميرة شوق وهو يحمل اسمها حتى اليوم.

 مشيراً الى أنها كانت أميرة سخية كريمة رائعة الجمال، أحبها الجميع، وتعلقوا بها، وأطلقوا على الشارع اسمها، ويلتقط طرف الحديث صديقه وجاره الحاج «عبدالله».

 منوهاً الى أن القصر كان مقصداً للنجوم والفنانين في ستينات القرن الماضي، خاصة الذين شاركوا في تجسيد الرواية سينمائيا وتلفزيونيا، ويتذكر أن فيلم «قصر الشوق»، حين عرض في العام 1967 في سينما ديانا، صادف نجاحا كبيرا، وظلت اغانيه «طيب وأنا مالي، اوعى تكلمني بابا جاي ورايا، المرجيحة» في الذاكرة حتى الآن.

ولكن الحاج محمد عبدالحميد، يعتقد أن شخصية السيد أحمد عبدالجواد ليست حقيقية، ولكن نسجها خيال نجيب محفوظ الذي كان يعيش في المنطقة سنوات طويلة، ولكنها كما يقول تتقاطع مع شخصيات أخرى من التجار، الذين يقتربون كثيرا من سلوكياته التي تجمع بين الشدة مع ذويهم والرقة مع غيرهم.

وعبر عبدالحميد عن رغبته ورغبة أهل الحي، في أن يكونوا جميعا مثل سي السيد.

أما الكاتب والأديب الكبير جمال الغيطاني وهو واحد من المقربين جدا من نجيب محفوظ، فأكد أنه لا صحة، اطلاقا لما يردده البعض بأن أميرة عربية أو مصرية، أسست قصرا باسمها، وأقامت فيه في تلك المنطقة والذي أقام فيه لاحقا السيد أحمد عبدالجواد.

 ولكنه يستدرك: ان هناك روايات تفيد بأن ذلك القصر كانت تمتلكه أسرة عربية في العهد الفاطمي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي