«الكويت» مُرهَق والعربي «قلق»... قبل نهائي «أغلى الكؤوس»
... «تقليدي»
طغت «التقليدية» على «المشهد الأخير» لمسابقة كأس سمو الأمير الـ58 في كرة القدم، وغاب «الجديد» الذي انتظره البعض، بعدما تأهل «الكويت» حامل اللقب في المواسم الأربعة الماضية، والعربي المتوج في 15 مناسبة، إلى المباراة النهائية المقررة بعد غد الخميس على استاد جابر الدولي، وذلك للمرة السابعة في تاريخ البطولة.
ورغم أن تأهّل «الأبيض» و«الأخضر» لم يكن مفاجئاً قياساً بتفوقهما «النظري» على منافسيهما كاظمة واليرموك على التوالي، إلا أن مجريات المواجهتين، كرستا قاعدة اختلاف مباريات الكؤوس عن غيرها من المسابقات واحتفاظها بخصوصية تقارب الحظوظ بين الفرق.
واجه «الكويت» والعربي صعوبات في تجاوز فريقين يفتقدان خبرة خوض مثل هذه المباريات المهمة، ولولا تفوقهما في الركلات الترجيحية لكانا سيخوضان مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع عوضاً عن النهائي.
استحق «البرتقالي» و«أبناء مشرف» الاحترام والتقدير بعدما خرجا مرفوعي الرأس من المنافسة، واذا ما واصلا البناء على ما قدماه في البطولة، في الموسم الجديد الذي سينطلق بعد أقل من أسبوعين، فإنها سيكونان بالتأكيد «فرسَي الرهان» وسيلعبان دوراً كبيراً ومؤثراً.
وكان «العميد» بلغ المباراة النهائية للمرة 25 في تاريخه بعد تجاوزه كاظمة «المتجدد» 7-6 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وهذه ثاني مباراة في النسخة الحالية لا يحسمها «الكويت» في الوقت الأصلي، بعدما كان أقصى السالمية من ربع النهائي 4-2 بعد التمديد، لكنه في المقابل، أطاح بمنافسين كبيرين وبطلين سابقين.
هذا السيناريو ربما يشعر القائمين على الفريق بالقلق لجهة الحالة البدنية للاعبين، على الرغم من توافر عدد كبير من العناصر المعروفة على مقاعد البدلاء والتي يمكن الاستعانة بها كما حدث في المباراتين السابقتين وقبلها في استكمال «دوري stc».
ويرى نجم الفريق، العاجي جمعة سعيد أن الفريق بذل مجهوداً مضاعفاً في مواجهتي السالمية وكاظمة على التوالي، من دون أن يخفي شعوره بالإرهاق.
وقال بعد مواجهة «البرتقالي»: «تعرضت إلى شد عضلي منعني من تسديد ركلة الترجيح، لكن في النهاية حصلنا على ما هو مطلوب وخرجنا بالفوز بصرف النظر عمن يسدد».
وأضاف: «مباريات الكؤوس لا تكون سهلة دائماً، وكاظمة فريق جيد، وبعد التأهل الى النهائي أنا متأكد من قدرتنا على إحراز الكأس».
في الجانب الآخر، اختلطت مشاعر الخيبة بالتفاؤل في معسكر كاظمة، فمن جهة كان الفريق قريباً من بلوغ النهائي ومواصلة مغامرته التي بدأها بإسقاط القادسية المرشح من دور الثمانية، لولا عدم توفقه في ركلات الترجيح والتي كان متقدماً فيها لولا اهدار المدافع المالي حامد ماريوس الركلة الثالثة.
وتلقى ماريوس انتقادات من المتابعين بعدما سدد الكرة بطريقة لا تخلو من الثقة الزائدة علماً بأن اللاعب الذي سجل على «الأصفر» بالطريقة نفسها كان أحد نجوم المباراة رغم تسببه بركلة الجزاء التي سجل منها «الكويت» هدفه.
من جهة ثانية، فإن هذه الهزيمة والخروج من بطولة مهمة، لم يقابلا باستياء من جمهور النادي كما هي العادة في العقدين الأخيرين، وانما سادت نبرة من التفاؤل بأن هذا الفريق قادر على اعادة أمجاد النادي السابقة بما يضمه من عناصر شابة أثبتت جدارتها في مواجهة فريقين احتكرا المنافسة على الألقاب في السنوات الأخيرة.
ووضح أن حالة التفاؤل هذه لم تقتصر على الجمهور والمتابعين وانما طالت اللاعبين أيضاً، وكتب الدولي شبيب الخالدي على حسابه في أحد مواقع التواصل الالكتروني: «الحمد لله على كل حال، هاردلك اخواني اللاعبين ما قصرتوا، مو مكتوبة لنا، أديتوا اللي عليكم».
وبارك الخالدي لفريق الكويت تأهله إلى النهائي.
وفي المباراة الثانية، أظهر اليرموك الذي كان احدى مفاجآت البطولة، ويخوض المنافسات بإشراف مسؤول المراحل السنية حسين ياسين ومدرب الحراس أحمد دشتي نظراً إلى غياب مدربه الصربي دراغان غافرلوفيتش، تماسكاً كبيراً بقيادة الحارس المتألق فيصل المكيمي ودفاعه الذين وقفوا أمام محاولات العربي المتواصلة.
وبدا واضحاً أن «أبناء مشرف» يرغبون في «جر» منافسهم إلى خوض مغامرة ركلات الترجيح وهو ما تحقق لهم، وكادوا ان ينجحوا في تحقيق الفوز بعدما تقدموا بالنتيجة، لولا اهدارهم اثنتين من آخر ثلاث ركلات.
في الجانب المقابل، ورغم تحقيق الفوز وبلوغ النهائي الثاني هذا الموسم، بعد كأس ولي العهد، فإن العربي ومدربه اللبناني باسم مرمر كانا عرضة للانتقادات من جمهور النادي الذين رأوا بأن المدرب أفرط في الحذر من المنافس ولم يهيئ للفريق أرضية حسم اللقاء مبكراً والنأي به عن خوض وقتين اضافيين ومن ثم ركلات الترجيح التي كادت تطيح به لولا تألق الحارس الكبير سليمان عبدالغفور.
والواقع أن «الأخضر» يحتاج عملاً كبيراً في الفترة التي تسبق النهائي، فالفريق لم يواجه أي منافس قوي في المسابقة حتى الآن، لكنه في المقابل سيكون في المشهد الختامي أمام منافس كبير يحتكر الألقاب في الفترة الأخيرة وسبق له أن حرمه من كأس ولي العهد هذا الموسم.
الجبري ممثلاً لنائب الأمير
أعلن رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، الشيخ أحمد اليوسف، أن نهائي كأس سمو الأمير سيُقام في الساعة 7:30 من مساء الخميس على استاد جابر الأحمد الدولي.
وقال: «تتشرّف أسرة كرة القدم بحضور ممثل سمو نائب الأمير ولي العهد حفظه الله، وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري للمباراة النهائية التي ستجمع بين فريقي العربي والكويت».
وأعرب عن أمنيته بأن يُحالف التوفيق الفريقين في المباراة النهائية وأن يظهر اللقاء بشكل يليق باسم البطولة الغالية.
على الصعيد ذاته، تقرّر إقامة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين الخاسرين في مواجهتي الدور نصف النهائي، كاظمة واليرموك، يوم غد الأربعاء.