وجع الحروف

التشاوريات... سيناريو مختلف!

تصغير
تكبير

في كل بلد ديموقراطي، نرى أن ممارسة الانتخابات التمهيدية أو التصفيات أو لدينا «الفرعية - التشاورية»، تأخذ نصيبها من الاهتمام بين الكتل الكبيرة المنظمة والقبائل الكبيرة أيضاً.
جرمت «الانتخابات الفرعية» في عام 1996، لأنها كما قيل في نظام الصوت الواحد تعزز القبلية، وقد ذكرنا في مقال سابق أن الصوت الواحد عزز القبلية إلى حد الأفخاذ وحتى أفراد الأسرة الواحدة.
المشكلة ليست في النظام الانتخابي، ولا تجريم الانتخابات الفرعية، بل هي متمركزة في العقلية التي تبحث في تأجيج الأوضاع، وإلا كيف لنا بقبول نظام انتخابي فيه دائرتان (الأولى والثانية بـ148 ألف ناخب وناخبة يمثلها 20 نائباً)، في حين الدائرة الخامسة تجاوز عدد ناخبيها 166 ألفاً ويمثلها 10 نواب... فأي عدالة ومساواة يتحدث عنها البعض.
وما دمنا أمام واقع التشاوريات في سيناريو مختلف عن «الفرعيات»، كنت على الدوم أناشد من يسألني في اختيار الأفضل لا بسبب المعاملات المنجزة أو العطايا والهبات.
والسبب هنا يعود إلى أننا نمر بمرحلة حرجة جداً، وتستدعي الضرورة المشاركة بالنسبة للأخيار، لعل وعسى أن يصلح حال البلد والعباد.
لا أرى أن مخرجات التشاوريات، ولا حتى مخرجات الدوائر الأخرى، قد أخرجت لنا الأخيار إلا في ما ندر، وهي قلة لا تشكل غالبية... لا أرغب في تسميتها معارضة، لأن مفهوم المعارضة مختلف عن فهم ربعنا الله يهديهم.
المعارضة تعني كتلة لها برنامج وأهداف محددة.
يعني في ظل ما نشاهده من تراجع في المؤشرات الدولية، ومدركات الفساد وغسل الأموال والسرقات، التي أوصلتنا إلى شح في السيولة لدفع الرواتب، نظل على سابق العهد... غير معقول وغير مقبول!

الزبدة:
عندما نساهم في فهم الجمهور «الشعب»، فإننا نستطيع تغيير ثقافته (قيم ومعتقدات)، أما العمل المبرمج الذي دأبت عليه الجموع، الذي صور لنا أن المرشح المناسب هو «مخلص معاملات» فهو السبب في تراجعنا.
نريد دولة مؤسسات وكل صاحب حق يأخذ حقه، من دون واسطة، وأن يكون هناك حسن اختيار للنواب والقياديين، بمن فيهم الوزراء والمستشارون، ويصاحبه محاسبة فورية لسراق المال العام ومن يروج للسفاهة والإشاعة.
إن الإصلاح يبدأ من أعلى السلم إلى أصغر مواطن، يبحث عن تعليم سليم، مروراً برب أسرة يبحث عن رعاية صحية وسكن ملائم وخدمات أون لاين... فهل تتحقق الأماني أو نعود إلى سابق العهد ونتجه نحو الهاوية... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي