استأنف نشاطه بعد انقطاع طويل وسط إجراءات صحيّة مشدّدة
سوق الجمعة... عَودٌ حميد
تشديد على ارتداء الكمّامات وتطبيق التباعد الاجتماعي وقياس الحرارة
وضع حواجز حديدية حول السوق ومسارات للمشي للوصول إلى البسطات
سعادة غامرة للعمال لعودة الأنشطة التجارية والجميع على أهبة الاستعداد
دبّت الروح والحياة في سوق الجمعة، الذي استأنف نشاطه أمس بعد استكماله تطبيق الإجراءات الصحية التي كانت وراء إغلاقه قبل نحو شهرين من قبل البلدية، لمخالفته الاشتراطات الصحية والاحترازية وعدم الالتزام بالتنظيم والتباعد الجسدي، ليعاود السوق مرة أخرى نشاطه من جديد، وليدخله الزبائن آمنين مطمئنين، في ظل الإجراءات الصحية المشددة التي اتخذتها إدارة السوق.
سوق الجُمعة الذي عاد إلى العمل بحُلة جديدة تتماشى مع إجراءات الدولة لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، ومنها تقسيم السوق إلى أجزاء متباعدة، لتطبيق سياسة التباعد الجسدي إلى جانب نصب خيم صغيرة أمام البوابة، لقياس حرارة الزبائن، قبل الدخول إلى السوق وتأكيد ضرورة ارتداء الكمام، وذلك حماية لرواد السوق من خطر الإصابة بالفيروس.
ووسط إجراءات صحية مشدّدة، توافد الزبائن منذ الساعات الأولى بعد خضوعهم لقياس فحص الحرارة بواسطة الكاميرا الحرارية الموضوعة على الأبواب المخصصة للدخول، حيث يجلس في المدخل عدد من الموظفين لمراقبة عمل تلك الكاميرات، وفي حال وجود شخص يعاني من ارتفاع حرارة يتم منعه من الدخول، إلى جانب ضرورة ارتداء الكمام والالتزام بالاشتراطات الصحية.
وفي الداخل، وضع المنظمون حواجز حديدية حول السوق ومسارات خاصة للمشي للوصول إلى البسطات التي تضم البضائع بأنواعها المختلفة.
وعلى الرغم من درجة الحرارة المرتفعة، شهد السوق إقبالاً في الساعات الأولى لافتتاحه، في حين وقف العشرات من العمال الحمّالين في انتظار الزبائن لتوصيل بضائعهم الجديدة إلى السيارات.
وفي قلب السوق الذي شهد مراقبة صارمة لضمان تطبيق الاجراءات الصحية، عبّر أصحاب البسطات عن سعادتهم بالعودة إلى العمل بعد انقطاع طويل، حتى مع تنفيذ الاجراءات الصحية (المهم نرجع).
وأمام بسطة لبيع الأثاث، قال البائع ناصر الحمود الذي يرتدي الكمام، لـ«الراي»: «نشعر بالسعادة بعد عودة العمل بعد توقف طويل نتيجة إجراءات الحكومة لمواجهة فيروس كورونا الذي حرمنا من العمل لفترة طويلة»، لافتاً إلى أن الانعكاس الذي خلفه قرار الاغلاق كان له تأثير سلبي كبير على جميع المستويات، لا سيما العمال البسطاء الذي يعتبرون السوق مصدر دخلهم الوحيد.
وأشار الحمود إلى أن عودة الأنشطة التجارية في السوق واكبتها إجراءات صحية مشددة عند الأبواب والمداخل، من خلال أجهزة قياس الحرارة ومراقبة عملية الدخول، إلى جانب تنبيه مرتادي السوق بضرورة ارتداء الكمام، وضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وعزا الإقبال الضعيف في اليوم الأول إلى عدم علم الكثير من الناس بموعد الافتتاح، ومن المتوقع أن يشهد اليوم الجمعة إقبالاً كبيراً من قبل الزبائن، متمنيا أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن يزول هذه الوباء الذي يهدد حياة الناس.
من جانبه ، قال السائق محمد علي الذي يعمل في توصيل البضائع إلى المنازل، «على الرغم من ضعف الإقبال، فإنني أتوقع أن يزيد في الايام المقبلة»، لافتاً إلى أن الجميع يشعر بالسعادة والفرحة في عودة العمل.
وأضاف: «لقد عادت الحياة ودب النشاط في السوق مرة أخرى، وجميع الأعمال تحركت، وتتم ممارسة جميع الأنشطة التجارية بالسوق، ومنها سيارات توصيل البضائع، وكما ترى، فإن أعداداً كبيرة من سيارات نقل الامتعة تقف على أهبة الاستعداد، وتنتظر خروج الزبائن من السوق لتوصيل مشترياتهم».
من جانبه، قال العامل الهندي راجو الذي يبيع الأجهزة الكهربائية «ملتزمون بالاشتراطات الصحية وجميع العمّال لديهم الرغبة الكبيرة في تطبيق الاشتراطات الصحية لحماية أنفسهم من الوباء وعدم منع انتشار الفيروس».
وأشار إلى أن الإقبال في الساعات الأولى قليل نوعاً ما بسبب عدم معرفة الناس بالخبر، ومن المتوقع أن يشهد السوق إقبالاً كبيراً اليوم.
من جانبه، قال أحد العمال ويدعى حسن «اليوم (أمس) لا يعد مقياساً لموضع تطبيق سياسة الإجراءات الصحية، لأنه بكل بساطة العدد قليل، ومن المنتظر أن تتضاعف الأعداد غداً (اليوم الجمعة)، وهنا المحك لمعرفة مدى جدوى تطبيق السياسات التي اتخذتها الجهات المختصة لحماية مرتادي السوق».