للعلماء مكانتهم التي رفعها الله عز وجل، ودلّت عليها النصوص الشرعية ومنها قول الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
وما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وبأنّ فضل العالِم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.
هذه المكانة تترتب عليها مسؤوليات عظيمة، ومهام جسيمة، ومنها تبليغ العلم للناس وعدم كتمانه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول الحق الذي يرضي الله تعالى وإن أغضب سائر البشر.
وتسقط رمزية شيخ الدِّين، عندما يسخّر علمه لمصالحه الدنيوية، أو لإرضاء البشر على حساب غضب الله وسخطه، أو لمساندة ظالم، أو إهدار حق مظلوم!
وكم رأينا من أمثال هؤلاء، ممن يتلاعب بالنصوص الشرعية، ويلوي أعناق النصوص ليبرر بها فتواه. أو ذاك الذي يقول نصف الحقيقة، ولا يكمل نصفها الآخر، كمن يتحدث عن حسن تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع اليهود، ورهن درعه عند أحدهم، لكنه لا يتحدث أو يشير إلى خسة اليهود وغدرهم وهم الذين خانوا الله ورسوله في المدينة، وتآمروا على دولة الإسلام ما حدا بالرسول صلى الله عليه وسلم ليطردهم من المدينة، ويقاتلهم في خيبر!
ومن المشايخ الذين يتلاعبون بالفتاوى أولئك الذين يُحرّمون الإنكار في العلن أو الخروج على من يتولى حكم المسلمين، لكنهم في المقابل يجيزون ذلك ويعتبرونه ضرورة، إذا كان الحاكم يحمل فكراً يخالفهم أو لا يكون على حسب أهوائهم!
لقد أفسد هذا الصنف من المشايخ دِين الناس، وأهانوا العلم الذي يحملونه بأطماعهم الدنيوية،
وأصبحوا محطات سخرية عند عوام الناس وخاصتهم:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظّموه في النفوس لعُظِّما
ولكـن أهانوه فهان ودنّسـوا
مُحَيّــاه بالأطمـاع حـتى تجـهّمـا
قيل للذئب: ما بالك تعدو أسرع من الكلب؟
فقال: لأني أعدو لنفسي، والكلب يعدو لغيره!
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من التَمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرْضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).
نُقِل عن ربيعة الرأي أنه سأل مالك بن أنس: مَن السفلة؟ قال: مَن أكل بدينه. قال: فمن سفلة السفلة؟ قال: من أصلح دنيا غيره بفساد دينه!
Twitter:@abdulaziz2002