ما أعرفه أن رئيس الوزراء تسلم البيان... ولما «صارت الشوشرة» طلبتُ الرد
خليفة المسلم لـ «الراي»: لم نجلس مع الشيخ صباح الخالد ... والعسكريون المتقاعدون أهملتهم الدولة والمجتمع
سأل العراقيون السويدان: كم طياراً أميركياً معكم؟ فأجاب «لي الفخر أن أقول لكم ولا ضابط أميركي... جميعهم كويتيون»
طلب مني الوالد الخروج من الكويت فرفضت طلبه بشكل قاطع رغم إلحاحه الشديد
أتمنى أن يعرف الناس قيمة العسكري المتقاعد بعد خدمته الطويلة فهو لا يلقى أي اهتمام من المجتمع والدولة
أطالب بإنشاء جمعية تهتم بأمور العسكريين القدامى مثل ما هو موجود في الدول الأوروبية
محارب من الطراز الفريد... يملك قلباً شجاعاً وروحاً جميلة، تحب الخير للجميع، إلى جانب هوايات متعددة، منها ركوب الدراجة النارية التي يعشقها بشكل كبير، ويسافر بها في كل مكان، ومنها سفرته الشهيرة إلى مكة المكرمة لتأدية العمرة، وإلى مسقط للقاء أحد العمانيين، شعاره «لوطني حق علي وشرف أن أخدمه في أي موقع وأي وقت».
خليفة المسلم الضابط المتقاعد، الذي عمل في القوة الجوية، ظل على أهبة الاستعداد لخدمة الكويت حتى بعد تقاعده، ومستعد لخدمة الكويت متى طلب منه ذلك، حتى في أزمة «كورونا» شعاره «لوطني حق علي، ولي الشرف أن أخدمه في أي موقع، وفي شتى المجالات، وأي وقت».
«الراي» التقت المسلم، وقلبت معه الذكريات ومسيرته الطويلة في خدمة الوطن.
واستهل المسلم حديثه بالقول: «أود أن أعبّر عن رأيي في البيان، الذي صدر من مجموعة من الضباط، وتناولته جريدة «الراي» في الصفحة الأولى بتاريخ 1 سبتمبر، والذي حمل أسماء 21 ضابطاً متقاعداً، قدموا 26 مقترحاً لرئيس مجلس الوزراء، ويحمل في طياته بعض الاقتراحات»، مشيراً إلى أن «البيان حمل عنوان (الكويت فوق الجميع)، قدمه إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، عدد من الضباط القياديين المتقاعدين، وفيه (رؤية إصلاحية)، تتعلق بالأمن الوطني».
وأكد المسلم «لم نجلس مع سمو رئيس الوزراء، ولكن ما عرفته أن الشيخ صباح الخالد، تسلم البيان، ولما صارت (الشوشرة) طلبتُ الرد، ولكن طلبوا مني بالقروب (قروب مجموعة من الضباط المتقاعدين) عدم الرد، لكني رفضت، وقلت لابد أن يرد أحد (لتوضيح) ما شاب البيان من لغط وسوء فهم، وبعض أعضاء مجلس الأمة مع الأسف استغلوا البيان».
وقال المسلم «لا علم لي بالبيان الذي يمس الأمن بشكل مباشر، والكلام الذي أثير لا يمثل الضباط المتقاعدين، الذين هم من نخب ومن عوائل من مختلف الشرائح التي خدمت الكويت بشكل كبير، ومنهم اللواء المتقاعد صابر السويدان، الذي تعرض للأسر، وعندما حقق معه العراقيون، سألوه: كم طياراً أميركياً يعمل معكم؟ أجاب السويدان: (لي الفخر أن أقول لكم ..لا ضابط أميركياً معنا، جميعهم طيارون كويتيون)».
وأضاف مسترجعاً ما قدمه الضباط وقت الغزو «هل تعلم أن عدد الطائرات التي تم إسقاطها في اليوم الأول للغزو العراقي، بلغ 475 طائرة عراقية؟، ولو كان عندنا الاستعداد الكامل في اليوم الأول للغزو، صدقني لم نكن سنسمح لهم بدخول الكويت».
وبالعودة إلى البيان، قال «عندما قرأت التعليق على البيان تفاجأت، وعلى الرغم من أن اسمي ليس من ضمن الموقعين عليه، لكن يمسني بشكل شخصي»، متمنياً أن يعرف الناس قيمة العسكري المتقاعد، لاسيما بعد خدمته الطويلة، لافتا إلى أن العسكري المتقاعد لا يلقى أي اهتمام من المجتمع والدولة.
وزاد «هناك ضابط كثيرون لا يعلمون عن البيان شيئاً، بالرغم من وجود قروب بالواتس أب، يطرح به كل شيء، ومن بين هؤلاء الضباط مَن يمتلك النوايا الحسنة والرغبة في خدمة الوطن».
وطالب بإنشاء جمعية تهتم بأمور العسكريين القدامى، مثل ما هو موجود في الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن العسكرية اختلفت بشكل كبير، بسبب عدم الاهتمام بالتعليمات والتطبيقات العسكرية.
وعن أزمة «كورونا»، قال المسلم «عندما بدأت الأزمة وضعت نفسي على أهبة الاستعداد، لاسيما عند دخول الحظر الكلي الذي كان شبيهاً بالأحكام العرفية، وماتخلله من عدم تجول، وهي أجواء تشبه الحكم العرفي، إلى جانب المخاطر في المناطق التي كانت معزولة بالكامل، وكنت جاهزاً بشكل كامل للالتحاق بالقوة العسكرية، وجهزت ملابسي للالتحاق بأي لحظة لخدمة وطني الكويت».
واستذكر المسلم يوميات الغزو العراقي الغاشم، قائلاً «رفضت الخروج من الكويت، وطلب مني الوالد، الله يرحمه، الخروج فرفضت طلبه بشكل قاطع، رغم إلحاحه الشديد، ولكن في النهاية بقينا في الكويت مع والدي وزوجتي، وقمنا مع عدد من الجيران، بعمل نقاط حراسة للمنطقة لحماية البيوت من السرقة، وبالفعل شكلنا فرقاً لحماية بيوت الأهالي، ونجحنا في بسط السيطرة على المنطقة ونشر الأمان، وتوفير مستلزمات الحياة للأهالي، وقمنا بأدوار كبيرة ومهمة في خدمة الوطن، الذي يستحق منا الكثير وبذل التضحيات والروح من أجله، ومستعد لتقديم أي خدمة للكويت، ونفديها بأوراحنا ولا نريد أي مقابل».
إلى العمرة وعُمان... «بالسيكل»
قال المسلم «من هواياتي قيادة الدراجة النارية (السيكل). وكنت من أول فوج يصل المملكة العربية السعودية لتأدية العمرة، إلى جانب رحلة إلى مسقط للقاء أحد الأصدقاء العمانيين الذين كانوا يعملون في الكويت في السابق».
أوهمت العراقيين بأنني عاجز
استحضر المسلم واقعة خلال الغزو، قائلاً «أتذكر أنني غيرت مشيتي لإيهام العراقيين بأنني عاجزعن المشي بشكل طبيعي، وبعد أن تحررت الكويت قبضنا على الضباط والعسكريين العراقيين في مخفر بيان، وعندما شاهدني أحد الضباط العراقيين، تفاجأ بأنني أمشي بشكل طبيعي».
عقال أبي تاج على رأسي
قال خليفة المسلم «ورثت من أبي رحمة الله عليه عقاله الذي أرتديه وأضعه على رأسي، فهو تاج وفخر لي، فأنا من الأشخاص الذين لا يحبون جمع المال، وأوصي الجميع بآبائهم وأمهاتهم ورعايتهم».
حملة «الطريق للجميع»
نجح المسلم مع زميله السعودي، عوض القحطاني، في زيارة 8 دول على متن دراجتيهما، في حملة «الطريق للجميع»، لنشر ثقافة السلامة المرورية للحد من الحوادث على الطرقات.
وقال «انطلقنا من السعودية مروراً بالإمارات وعُمان وقطر والبحرين والكويت والأردن، لنعود إلى نقطة الانطلاق في منطقة بطحاء السعودية».
وأضاف أن الحملة تهدف لتوعية سائقي السيارات والشاحنات بحق الدراجات النارية في الطريق، حسب الأنظمة المرورية، واحترامها وعدم مضايقتها أو تجاوزها، كذلك توعية أصحاب الدراجات النارية، بأهمية وسائل الأمن واللباس للسلامة للحد من الحوادث.