وجع الحروف

ما خلف الكواليس!

تصغير
تكبير

في المقال السابق تحدثنا عن النسيج الاجتماعي ونقصد من ورائه هدفاً سامياً... نريد الشفافية بالتعامل مع مكونات المجتمع وفئاته من دون تفرقة وتمييز، وأن يكون للأخيار من أبناء الشعب الكويتي كلمة مسموعة، لعلنا نصل إلى حلول تُخرجنا من عنق الزجاجة.
كلكم صغيركم وكبيركم تابع ما حصل ويحصل، وقد يستمر هذا النهج حيث حالة التأزيم مستمرة، ولم نلاحظ إلى ساعة كتابة هذا المقال أي تغيير في رؤية الكويت بعد «كورونا»، ويبدو أننا إما مغيبون عن قرارات إصلاحية قادمة لا نعلم عنها وإما أن الوضع على ما هو عليه.
هنا تذكرت قول «ما خلف الكواليس»!
المتابع يرى كيف أن نواب مجلس الأمة قد ثارت ثائرتهم، وهذا يستجوب وذاك يحقق في تجاوزات، والجميع يعلم مَنْ هو أحق بكشف ما يدور خلف الكواليس... إنهم رجالات الكويت من الأوفياء المخلصين العقلاء الشرفاء، هم مَنْ نحن أحوج لعطائهم في هذه الأيام العصيبة، ويستحقون التقريب لدائرة صناعة القرار.
الانفراد بصناعة القرار من قبل قيادات ومستشارين، هم... لو دققت السبب وراء حالة التيه التي نعيشها.
صناعة المستقبل تبدأ من فهم أخطاء الأمس، واليوم ووجود الرغبة في الإصلاح.
وللإصلاح مؤشرات، ولا أظن أنها - في ظل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي - مجهولة.
قِيل بالأمس القريب إن وضع الكويت المالي يكفي لـ89 عاماً وما إن هبط سعر برميل النفط إلّا ونحن نستقبل أخباراً مزعجة من جفاف صندوق الاحتياطي العام، وانعدام السيولة لتغطية الرواتب، ناهيك عن سوء المستوى المعيشي وحزمة إصلاحات اقتصادية لا نعلم صحة الأخبار المتداولة عنها.
يُراد للناخبين أن يتبعوا مرشحين لنيل مسمى نواب خدمات: فمن صنع داء الواسطة والمال السياسي والمحاصصة: هذه الثقافة التي أفقدت بريق مجلس الأمة؟
كم كنت أتمنى - بعد أن وقع الفأس بالرأس كما يقولون - أن يتغير النهج شكلاً ومضموناً.

الزبدة:
إذا كان الشعب الكويتي وأصحاب القرار يريدون الإصلاح الحقيقي ، فلدينا تجربة سنغافورة وماليزيا في مكافحة الفساد، وحُسن اختيار القيادات والحكومة الإلكترونية، ليأخذ كل صاحب حق حقه سواء كان على هيئة معاملة أو منصب، وينال كل متجاوز عقابه.
الغريب أن البعض ما زال يطرح التساؤل الآتي: هل بعد كل هذا وبعد أن انتفخت الأرصدة، وكشفت التجاوزات على المال العام، لا يعلم أصحاب القرار؟ وإن كانوا يعلمون ، فأين هم عن الأخيار من أبناء البلد؟
إنه كما ذكرت يكمُن في مجريات «ما خلف الكواليس»، ولا نعلم إن كانت تسير نحو الإصلاح أو ستظل «على طمام المرحوم»، والشاهد من المجريات أن الأخيار ما زالوا خارج نطاق الاختيار، وقيادات الأمس هم مَنْ يقودون المشهد ويديرون مؤسساتنا، ولهذا السبب كتبنا مقال «لقد طفح الكيل» ، وهنا لا يسعنا إلّا رفع أيدينا متضرعين للمولى عز شأنه أن يلطف بنا، وأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي