وجع الحروف

التصنيف الاجتماعي... هنا المشكلة!

تصغير
تكبير

«النسيج الاجتماعي... والعلاقات الإنسانية»، ملف لم يفتح بابه بعد.
مكونات المجتمع معلومة، وتركيبة المجتمع معروفة والفئات العمرية إحصائياً منشورة وتكوين الدولة بعد إحصاء 1957 مفهوم لكثير منا.
«ربط العصائص» ومحاولة شق أي وحدة متماسكة من مكونات المجتمع ومجاميعه سلوك مشين.
وثقافتنا أفرزت من قبل الدولة العميقة، وأدواتها تصنيفاً اجتماعياً لبعض أفراد مكونات المجتمع بغية شق وحدتها.
يقال إن فلان محسوب على فلان، وإن هذاك من ربع ذاك... وخرج مصطلح «هذا مو من ثوبنا».
ومع تراكمات العقود الماضية استطاعت تلك الأدوات تحقيق أهدافها، فتجد أي فرد يعجب بطرح وطني وإن كان مستقلاً تجده قد صنف كعضو فيها ويسلك النهج نفسه.
وضع خطير جداً... كيف لنا بقول تصنيف «بدوي وحضري» و«سني وشيعي» و«إسلامي وليبرالي» و«إصلاحي وفاسد»؟
لا يمكن أن نخرج من بوتقة التخوين، الإفساد، التصنيف الفاسدة مآربه، المعارضة المدعية الإصلاح، ودولة اللا مؤسسات إلا من خلال الاعتراف بالأخطاء التراكمية والأسباب من ورائها ومن يقف خلفها.
صنفونا كما تشاؤون؟ ومتى ما تشاؤون... فنحن لا تعنينا لغة وسلوك ونهج أدوات الدولة العميقة، ورموز الفساد خصوصاً الفساد الاجتماعي.
هل العيب فينا؟
في دولة المؤسسات الصالحة لا مجال لذلك التصنيف الاجتماعي، الذي أفرز لنا حالة التيه القيادي والاجتماعي وأوجد أرضية خصبة للمفسدين.
في دولة المؤسسات الصالحة... القانون مطبق والأدوات الدستورية تستغل على أكمل وجه، والكفاءات تجد مكانها الصحيح.
العيب بمن يدير مؤسساتنا، ومن تتم استشارته ومن منح حق رعايتنا صحياً وتعليمياً وخدماتياً واستثمارياً.
عندما تنظر إلى كم الاختراقات وتراجع ترتيب الكويت في معظم المؤشرات الدولية، خصوصاً التعليم والصحة والمشاريع ومردود الاستثمارات، ستعلم أن السبب يعود لذلك التصنيف.
لقد دخلوا علينا من باب التصنيف الاجتماعي... هنا المشكلة وأشغلونا بهذا مع ذاك، وفلان محسوب على فلان بعد تفكيف وحدتنا وضرب عاداتنا الطيبة، وتشويه نهجنا عبر الافتراء... وتفرغوا لنهب خيرات البلد وتحويل التعليم والصحة إلى سلعة مربحة، حتى بتنا رغم الثراء لا نملك سيولة تغطي الرواتب ولا نعلم إلى أين نحن سائرون؟

الزبدة:
علاجنا وحيد لا ثاني له... تحابوا وتكاتفوا في وجه تلك الزمرة الفاسدة.
عليك بالنهج ولا تلتفت للأشخاص... عليك الإيمان بأن الإصلاح يأتي منك كفرد بغض النظر عن التصنيف الاجتماعي، الذي ألصقوه بك.
تحابوا... وأعيدوا الكويت لأهل الشرف والأمانة المتصفين بحسن السيرة والسلوك والخبرة الطيبة، هذا إن أردنا أن تعود الكويت إلى ما كانت عليه... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي