«كفانا حروباً وقتالاً ونزاعات لا نريدها»

الراعي يَمضي برفع عصاه... لدهْم مخابئ السلاح بين السكان

u0627u0644u062fu062eu0627u0646 u064au062au0635u0627u0639u062f u0645u0646 u0645u0643u0627u0646 u0627u0646u0641u062cu0627u0631 u0627u0644u0642u0646u0628u0644u0629 u0628u064au0646 u0628u0631u062cu0627 u0648u0628u0639u0627u0635u064au0631
الدخان يتصاعد من مكان انفجار القنبلة بين برجا وبعاصير
تصغير
تكبير

تَمْضي الكنيسةُ المارونيةُ وعلى رأسها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمحاولةِ تشكيل «كاسحةِ ألغامٍ» أمام مشروع حياد لبنان الذي تتبلْور تباعاً أُطُرُهُ العابرة للنأي بالنفس وصولاً إلى خياراتٍ جذرية تتصل بتموْضع البلاد حيال أزماتِ المنطقة، كما بوضعيةِ «حزب الله» الذي «نشأ حاملاً مشروع الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة بأوجهه الدِّينيّ والعسكريّ والثَّقافي» (كما ورد في نص وثيقة الحياد الناشط التي أعلنها سيد بكركي قبل أسبوع).
وفيما تلملم بيروت جراحها من «التفجير المُزَلْزِل» في 4 أغسطس، لم يأتِ عابِراً أن يذهبَ الراعي في عظة الأحد، أبعد في حمْل عصاه بوجه المَخاطر الوجودية التي تتهدّد البلاد عشية مئوية لبنان الكبير (1 سبتمبر).
وبعد أقلّ من أسبوعٍ على إطلاقه «وثيقة الحياد الناشط» واصفاً «حزب الله» بأنه «ميليشيا»، وعلى وقع سقوط لبنان في «تدويلٍ» على وهج تفجير مرفأ بيروت محدِّداً لـ«بلاد الأرز» مساراً لبلوغ «مخْرج الطوارئ» من أزماته المتداخلة المالية والسياسية والاقتصادية عنوانه حكومةُ إنقاذٍ من مستقلين تستولد الإصلاحات، ووقْف تأثير «حزب الله» في القرار الاستراتيجي، والحدّ من نفوذه على منافذ برية وبحْرية، لامَسَ الراعي أمس مسائل جوهرية تتّصل بـ«مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه» في غمْزٍ من قناة الحزب وربْطاً بـ«جرس الإنذار» الذي شكّله انفجار المرفأ، وصولاً إلى موضوع السلام في الشرق الأوسط.


وإذ طالب الراعي بتحقيق دولي في كارثة المرفأ، انتقد مقاربة عملية تأليف الحكومة «من منظار انتخابي ومَصْلحي ووضعْ الشروط والشروط المضادة، كأن لا البلاد انهارت، ولا الكيان ترنّح، ولا انفجار المرفأ حصل، ولا عقوبات قديمة وجديدة، ولا وباء كورونا يكسح البلاد».
وأضاف: «الشعب والعالم يترقبان تأليف حكومة إنقاذ وطني واقتصادي سريعاً، شرط ان تتألف من رجالات إنقاذ. فلماذا مقاومة الإصلاح؟ وحصْر السلطة بمنظومة أثبتت فشلها؟ ما نخشاه أن يكون أحد أهداف التسويف في التأليف هو إعادة لبنان إلى عزلته التي كان يرزح تحتها قبل تفجير المرفأ، وعرقلة زيارات كبارِ مسؤولي العالم إليه».
وتابع ان «أوجاع ضحايا الانفجار، هي صرخة تصل إلى قلب الله، وتتحول كلمة منه إلى كل صاحب مسؤولية، وبخاصة إلى السلطة اللبنانية لتعتبر كارثة المرفأ بمثابة جرس إنذار، فتبادر إلى دهْم كل مخابئ السلاح والمتفجّرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى. إن بعض المناطق تحوّلت حقول متفجّرات لا نعلم متى تنفجر ومَن سيفجّرها. وجود هذه المخابئ يشكل تهديداً جدياً وخطيراً لحياة المواطنين التي ليست ملكاً لأي شخص أو فئة أو حزب أو منظّمة. وحان الوقت لأن تُسحب هذه الأسلحة والمتفجرات من الأيدي كي يشعر المواطنون أنهم بأمان، على الأقل، في بيوتهم».
وفيما اعتبر أن ثمة حاجة في رئاسة الحكومة إلى «شخصية تعيد، مع أصحاب الإرادات الحسنة، نسْج علاقات لبنان العربية والدولية، وتُخْرِجه من عزلته الجبرية السياسية والديبلوماسية والاقتصادية التي تخنقه»، أكد «كفانا حروباً وقتالاً ونزاعات لا نريدها».
وجاءت الاندفاعةُ التصاعُدية للكنيسة والتي تُنْذِر بأن تتحوّل إطاراً يصعب على أيّ من القوى المسيحية الوازنة القفز فوق مضامينه، فيما يترنّح ملف تشكيل الحكومة مع دخول استقالة الرئيس حسان دياب اليوم أسبوعها الثالث من دون أن يحدّد رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الساعة موعد الاستشارات النيابية المُلْزمة لتكليف رئيسٍ للحكومة.
وإذ علق مسار التأليف في «جولته» الأولى عند محاولةٍ أجراها رئيس البرلمان نبيه بري للعودة بالرئيس سعد الحريري إلى حكومة تكنو - سياسية أو «قليلة الدسم السياسي» بمستقلّيها، أحبطها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي يضع فيتو على اسم الحريري، أطلق بري أمس إشارة «نفْض يدٍ» صريحة، إذ نُقل عنه «بذلتُ كل ما في وسعي بما يخص تشكيل الحكومة، لكن تبيّن أن يداً واحدة تصفُق (بضم الفاء) ولا تصفّق»، مضيفاً: «أنتظر الآن ما سيفعله غيري بهذا الشأن».
ولئن ستكون بيروت في الساعات المقبلة على موعد مع زيارات دولية، استوقف الأوساط المطلعة خروج العنوان الأمني - العسكري بقوة في الساعات الماضية، مع تقاطُعات وإن من دون ترابُط مباشر ظاهِر، من إعلان «حزب الله» إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية ليل السبت جنوب بلدة عيتا الشعب، وصولاً إلى المخاوف التي أعقبت جريمة كفتون التي ذهب ضحيتها 3 شبان على يد ثلاثة مسلحين تم أمس القبض على أحدهم، وهو الفلسطيني ا?يهاب شاهين (عُثر على بصماته في السيارة مع شخص لبناني وآخَر سوري) الذي سلّمته اللجنة الا?منية في مخيم البداوي الى شعبة المعلومات، وسط تقارير عن أنه كان أوقف بتهم إرهاب.
إلى ذلك، سمع دوي انفجار بين بلدتي برجا وبعاصير في الشوف، تبين لاحقاً أنه ناجم عن قنبلة يدوية قديمة انفجرت بسبب حريق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي