متاجر الألعاب سحبت النسخة المثيرة التي تخفي رسائل وإيحاءات جنسية للأطفال
«LOL SURPRISE» ... خارج الخدمة في الكويت
ياسرالصباغ:
اللعبة أزيلت من كل أفرع «بوردرز» منذ 4 أيام... ووضعنا بديلاً عنها
يوسف عنبتاوي:
«Fantasy World» اتخذت قراراً فورياً بإزالة النسخة المثيرة للجدل من فوق الأرفف
الطفولة والبراءة في خطر!
قد يرى البعض أن هذه العبارة مُبالغ فيها، لكن الواقع فرضها، خصوصاً بعد وجود لعبة من سلالة دمى «LOL» تباع في المتاجر وبشكل قانوني تقوم على إخفاء رسائل وإيحاءات جنسية للأطفال الصغار في بعض نسخها، وذلك عند وضعها في الماء البارد.
اللعبة ليست جديدة، بل بدأ صداها يطرق أبواب العائلات في دول العالم، ومن بينها الكويت في العام 2015، وحقّقت انتشاراً واسعاً لما تعكسه من شكل جذّاب، وقدرات على «التحوّل» بالألوان عند غمرها بالماء البارد. لكن أحد الإصدارات الجديدة للعبة كسر المحظورات، وفتح عيون الأهالي في بلدان العالم على خطر بدأ يدهم بيوتهم، كونها (اللعبة) تعتمد على تعريف الطفل إلى أمور لا يُفترض به أن يطّلع عليها، وليس من المفترض أن يكون ملماً بها بتاتاً، وبالتالي قد تكون سبباً في فتح مداركه الفكرية، ما سينعكس عليه سلباً في المستقبل، إذ إنها تُظهر الدمية بوشوم وملابس، منها داخلية لها إيحاءات غير بريئة. وبعدما أثير الموضوع في بريطانيا من قبل الأهالي، ولاقى أصداء واسعة، ومن بعدها في عربية، وصل الأمر إلى الكويت التي لم تكن أقل حسماً مع الموضوع.
تم السحب
صرخات الأهالي توالت، وعلى وقع تردداتها، قامت متاجر الألعاب التي تمتلك هذه النسخة، بإزالتها على الفور من فوق الأرفف ومنع تداولها، مع الإبقاء على الإصدارات التي لا تمثّل خطراً.
«الراي» جالت على عدد من محلات الألعاب الكبرى، وأيضاً المتاجر المتخصصة باستيراد الألعاب، فكانت النتيجة أن الإصدار «الملغوم» خارج الخدمة، وليس متوافراً فوق الأرفف.
فداخل متجر «Toys R Us»، الواقع في مجمع 360، كانت عائلة «LOL» متواجدة في ركن كبير، لكنها «تبرّأت» من «الابنة الضالة»، ولم تضمها إلى الأرفف. وبالحديث إلى أحد مسؤولي المتجر، أكد لـ«الراي» أن الشركة لم تطلب هذا الإصدار من الأساس، وأنهم حريصون على عدم توافره في متاجرهم داخل الكويت.
في جانب آخر، قال أخصائي مواقع التواصل والتسويق الرقمي في شركة «Fantasy World» يوسف عنبتاوي لـ«الراي»: «لعبة (LOL SURPRISE) المعروضة حالياً داخل المتجر لا توجد عليها أي مشكلة أو شكاوى، كونها النسخة الحديثة التي حلّت مكان تلك التي أثارت جدلاً بين الأهالي، إذ قامت الشركة باتخاذ قرار فوري بإزالتها من فوق الأرفف ووضع النسخة الجديدة البديلة. نحن في (Fantasy World) ينصب تركيزنا على توفير أكبر مجموعة من الألعاب الترفيهية والتعليمية للأطفال وألعاب الأطفال التي تعطي قيماً وفكراً جيداً للطفل».
من جهته، قال مدير فرع «الأفنيوز» في شركة «بوردرز» ياسر الصباغ:
«تم إزالة لعبة (LOL SURPRISE) من كل أفرعنا منذ 4 أيام، وحالياً تتوافر لدينا النسخة الجديدة منها، والتي لا يوجد حولها أي مشكلة. وللتوضيح فقط، أن الشكاوى التي وردت كانت من قبل أولياء الأمور في إمارة دبي، أما في أفرعنا الخاصة بالألعاب داخل الكويت فقد تم إزالتها قبل أن نتلقى أي شكوى».
وأضاف: «قبل أن نحافظ على سمعة شركتنا والألعاب، نحرص على المحافظة على أطفالنا، ومن خلالكم أود أن أطمئن أولياء الأمور أن الألعاب التي نوفرها للأطفال كلها آمنة، ودورنا يحثنا على التأكد من أن كل المنتجات التي نبيعها تتوافق مع تدابير السلامة ذات الصلة».
وبالتجوّل بين محلات ألعاب الأطفال المنتشرة على الطرقات، لاحظت «الراي» غياب النسخة المثيرة للجدل عن الأرفف.
على الصعيد ذاته، وبعد الشكاوى الكثيرة، قامت شركة «MGA Entertainment» المصنّعة لألعاب الدمى «LOL» بإزالة الدمية عن موقعها الرسمي، مع الإبقاء على بقية الإصدارات غير المثيرة للجدل.
منعنا أطفالنا
على صعيد آخر، استطلعت «الراي» آراء مجموعة من الأهالي حول اللعبة. وفي البداية تحدثت عنود الشمري قائلة: «لديّ ثلاث بنات، وقد قمت بشراء هذه اللعبة لهن بما أنها مشهورة في السوق حالياً، لكن بعد شرائي لها وفتحها داخل البيت وجدت أن جزءاً من الملابس التي ترتديها اللعبة غير مناسبة للأطفال، وعلى الفور منعت بناتي من اللعب بها والابتعاد عنها، كما أنني لم أتوجه لتقديم شكوى لأي جهة لعدم علمي ما هي الجهة المختصة بذلك».
أما منال أحمد، فقالت: «عند شراء اللعبة لم ألاحظ أي شيء غير طبيعي كونها مجرد لعبة، لكنني انتبهت لها عندما سمعت تعليقات بعض أولياء الأمور عنها، وفوراً قمت برميها مباشرة حتى لا تقع في أيدي أطفالي، ومن خلالكم أطالب الجهات الرقابية باتخاذ الأجراءات الحازمة مع الموردين والمصنعين لتلك اللعبة الخاصة بالأطفال».
بدوره، قال المهندس غانم دشتي: «هذه النوعية من الألعاب قد يكون لها خطورة على الطفل ولا يمكننا نكران ذلك، لكن من وجهة نظري أرى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الوالدين لناحية مراقبة أطفالهم خلال اللعب وتنبيههم وإرشادهم وإيصال المعلومة لهم بصورة لطيفة محببة، إذ لا ننكر أن كل شيء موجود بضغطة زر في عالم الإنترنت الذي بات مباحاً في أيدي الأطفال من خلال أجهزة الآيباد، وبالتالي الرقابة لا بد أن تأتي بالدرجة الأولى من الأهل. وعلى الصعيد الشخصي لو قارنا خطورة هذه اللعبة بالألعاب الإلكترونية، لوجدنا أن الاخيرة أشد وأفتك خطورة بشكل كبير كون تأثيرها على الطفل قد يصاحبه تبعات عواقبها وخيمة».
أما منى (أم ناي)، فقالت: «كنت أحرص على متابعة ما تشاهده ابنتي من رسوم وأفلام، لكن لم يخطر في بالي أن تكون دمية صغيرة، أحببناها كباراً وصغاراً واعتدنا خلال السنوات الأخيرة على شرائها لبناتنا، بهذا المستوى من الانحدار الأخلاقي. أصبحنا نعيش في مجتمع مخيف، وألف تحية لكل أم تستطيع أن تربي أطفالها تربية صالحة في هذه الأيام، نراها تصارع الحياة كي تحافظ على ما تبقى من أخلاقيات».
وأردفت: «كان الخوف من أجهزة (التابلت) وما تحويه من تطبيقات وألعاب ومنصات يمكن أن تجرف أطفالنا بأفكار ومشاهد لا تشبه مجتمعنا، وكنا نعوّل على الدمى لما تمثله من براءة نستطيع من خلالها أن نعيد أطفالنا إلى الحياة الطبيعية للهو، لكن ما نراه اليوم يجعلنا مجبورين أن نبذل مجهوداً مضاعفاً لمراقبة أدق التفاصيل في الألعاب قبل شرائها، علماً أن هذا النوع من الألعاب لا يمكن أن نكتشف محتواه إلا بعد شرائه، وبالتالي لا نعلم إن كنا قادرين على المغامرة».
من جانبها، أكدت هلا (أم جوليا)، الأم لابنتين، قائلة: «لا أستطيع تقبّل الأمر، وسأعيد النظر في شراء هذه اللعبة، لا سيما أن ابنتيّ كانتا من أشد المعجبين بها، واشتريت لهما عدداً منها حين انتشرت في الأسواق قبل سنوات».
وأضافت: «الإيحاءات الجنسية أمر خطير، الهدف من ورائها واضح، وهو أن تعتاد الفتيات الصغيرات على هذا النوع من الملابس وتعتبره عادياً، وفي حال رأتها لاحقاً على التلفزيون أو عبر الإنترنت بالصدفة، ستشعر بأنه أمر عادي وستجذبها لكي تشاهد شيئاً يمهّد لمشاهد جنسية لاحقاً».
من ناحيتها، قالت هبة (أم فاطمة الزهراء): «أصبحت لا أستبعد أي شيء في هذا الزمن، لأنه وفي الوقت الحاضر كل ما يفعلونه الهدف منه زرع أفكار جديدة في عقول أطفالنا. لقد بات من الضروري أن يتم التدقيق في كل لعبة أو حتى برامج للأطفال، لا سيما القادمة من الغرب، لأن الواضح أن الخطة هي استدراج عقولهم وزرع مفهوم أن ما يرونه أمامهم شيء طبيعي».
ندى بهبهاني لـ «الراي»: الأطفال وأفكارهم الذكية قد توحي لأولياء أمورهم أن اللعبة آمنة!
تجد الدكتورة ندى بهبهاني، استشاري علاقات زوجية ومراهقين، أن: «مساوئ الإصدار الجديد من لعبة (LOL SURPRISE) المتداول بين الأطفال كبيرة، إذ على جميع الآباء والأمهات أن يتفاعلوا مع الألعاب غير اللائقة لسن الأطفال وأن يجنبوا أولادهم وفلذات أكبادهم العديد من الكوارث الأدبية التي من الممكن أن تقع لاحقاً إذا لم يتم تدارك أمر هذه اللعبة المثيرة للجدل».
وأضافت «الأطفال وأفكارهم الذكية، قد توحي لأولياء أمورهم أن هذه اللعبة لا بأس بها وأنها آمنة، وهي بالطبع عكس ما يذكرون. إلى جانب أن هذه اللعبة التي تتشكل بأشكال مختلفة قد تكون ظاهرياً بسيطة، لكنها تتضمن إيحاءات خطيرة على سلوك الأطفال وتنمّي فيهم الجانب السلبي من الأفكار والتصرفات، لذا وجب على الوالدين سرعة اتخاذ الإجراء اللازم باحتواء أطفالهم والتقرب منهم، لكي يكونوا على بيّنة وأن يشرحوا لأطفالهم مساوئ هذه اللعبة على نحو بسيط ممكن أن يتفهموا وضع ماهية هذه اللعبة غير اللائقة بمستواهم الفكري البسيط أيضاً، والنزول إلى مستوى أفكار الطفل حتى لا يتشبث باللعبة، وممكن إيجاد البديل لها، فالأسواق مليئة بألعاب جميلة ولائقة للطفل من الجنسين، ويجب أيضاً على وزارة التجارة مراقبة ألعاب الأطفال والاخذ بالإجراءات الضرورية لصد مثل هذه الألعاب المدمرة لعقول أجيالنا القادمة».