الدين الإسلامي دين عظيم، قد أرسى قواعد العدل والمساواة، الصالحة لكل زمان وإن قيل خلاف ذلك... ! يبدو لي أننا في آخر الزمان حسب المشاهدات من حالات سرقة متعددة الأشكال (سرقة أموال عامة، سرقة ملفات، مسح ملفات، سرقة أراضٍ من خلال منح وهبات، سرقة حقوق العامة)، سرقة مناصب تُولى إلى مَنْ هم غير أهل لها، سرقة التعليم، الصحة، الخدمات، الطرق، الاستثمارات، وتضارب المصالح.
لا أريد أن أتحدث عن الشق السياسي، فهو بطبيعته معتمد على وقع ما نراه على ممارسات المتنفذين، وأصحاب المصالح ويدخل فيها صراع أجنحة وغيره من المسميات، ناهيك عن المساومات وقس على هذا الشيء الكثير... إنها ثقافة فاسدة مفسدة ومن تابع الكم الهائل من الفضائح المنكشفة يضع يديه على رأسه ويطلق صرخة مدوية «اللهم الطف بنا يا كريم... وين رايحين»!
وعن آخر الزمان، جاء في الحديث الشريف عن صفوة الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة»، وفي رواية «السفيه يتكلم في أمر العامة».
هنا أذكر قول الشاعر الحكيم الأفوه الأودي: «لا يصلح فوضى لا سراة لهم... ولا سراة إذا جهالهم سادوا، تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت... فإن تولت فبالأشرار تنقاد»!
لا شيء غير العدل والمساواة، وكم أتمنى أن نأخذ نموذج الخليفة عمر بن عبدالعزيز، الذي عُرف حكمه بالعدل حيث اشتهر بما يلي:
حرصه على انتقاء الولاة من أهل الخير والصلاح، التوسعة على الناس في الأرزاق، الامتناع عن أخذ الهدايا والهبات، النهي عن الإسراف والتبذير، منع الولاة والقياديين من ممارسة التجارة، فتح قنوات الاتصال بين الوالي والرعية، متابعة أخبار ولاته ويتحسسها ويراقبهم ويحاسبهم على تقصيرهم.
لدينا قوانين صارمة وبعضها في ما يخص الرأي بعد دخول عالم التواصل الاجتماعي، يحتاج مراجعة فورية.
نترك التعليق لكم، أنتم معشر القراء... فأنتم مَنْ أخرجتم نواب مجلس الأمة، وأنتم مَنْ قبلتم بالواسطة التي سرقت حقوق غيركم.
والتعليق الآخر نتركه إلى الحكماء العقلاء... فماذا هم منتظرون؟
الزبدة:
هاتوا نموذجاً مشابهاً للخليفة عمر بن عبدالعزيز العادل إعمالاً بقوله تعالى: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».
لا تتركوا حلم الجيل الحاضر والقادم يضيع بسبب سوء اختياراتنا، وعدم تطبيقنا للقوانين لنتجنّب الخطرالذي حذّرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد».
هنا تبرز أهمية العدالة والمساواة... لقد طفح الكيل: فإلى أين نحن سائرون بعد هذا الكم المخيف من الفضائح من سرقات وانتهاكات ما أنزل الله بها من سلطان؟... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi