أتصفح كل يوم ست صحف يومية خاصة تتبنى آراء ملاكها ورؤيتهم للأحداث وتجاوبهم مع القرارات الحكومية. وآراء هذه الصحف تختلف باختلاف أفكار ومصالح بل وحتى معتقدات أهلها. ولو بحثنا عن رأي الحكومة لا نراه. وحكومتنا هي الحكومة الوحيدة التي لا تصدر جريدة خاصة بها ما يجعل قراراتها مع آراء أكثرية الصحف الخاصة، والتي قد لا تكون دائماً مع المصلحة العامة للوطن، خصوصاً في القضايا الاقتصادية أو تلك المتعلقة بالحريات الشخصية.
لقد كانت لدينا صحيفتان حكوميتان، «صوت الكويت» والتي كانت تصدر من لندن أيام الغزو وبعيد التحرير، وكانت تحت إشراف الدكتور محمد الرميحي، والأخرى هي جريدة «الفجر الجديد»، والتي كان يُشرف عليها المرحوم يوسف العليان والدكتور ياسين طه، واللتان توقفتا عن الصدور بقرار من وزير الإعلام آنذاك. ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن معظم الدول العربية لديها صحف رسمية يومية، ففي جمهورية مصر العربية تجد «الأهرام والأخبار»، وفي الجمهورية السورية «تشرين»، وفي الجمهورية العراقية «الفرات»، وفي سلطنة عمان «عمان»، وفي المملكة العربية السعودية «الشرق الأوسط» و«الوطن اليوم».
وأظن حان الوقت لإصدار جريدة يومية حكومية تدافع عن آراء الحكومة، وتبيّن وتوضّح الإجراءات التي تتخذها وترد على أي اتهامات لها بالتقصير. ومن خلالها تعطي الحكومة رأيها الخاص في ما يدور من أحداث في الدول العربية المحيطة من دون الإحراج الناتج من تغطية الصحف الخاصة لما يدور من أحداث في الدول الأخرى. أما أن تكون قراراتها ردود أفعال لهذا الكاتب الليبرالي في جريدة ما أو تضيّق علينا بقراراتها احتراماً لرأي متشدد في جريدة أخرى. وجميع الصحف الموجودة في الدول العربية تحت رقابة وزارات الإعلام، حتى أصبحت تكاد تكون حكومية، إلّا تلك الصحف الفنية والرياضية والتخصصية.